قال الشيخ حازم شومان، الداعية السلفى، إن المأساة الحالية بدأت بعد الثورة بقليل بهدم شباب الثورة إعلاميًّا وسياسيًّا فى حرب متعمدة، بعد ثورة جعلهم الله فتيلاً لها، وجعل ضربة البدء على أيديهم ووضعوا رقابهم تحت مقصلة مبارك ورووها بدمائهم، فإذا بهم لا يأخذون شيئًا بعدها، وتكال لهم الاتهامات التى تبهت من يسمعها.
وأضاف شومان فى بيان رسمى له اليوم الأربعاء: "تسارعت الطعنات للثورة فرشح كل اتجاه فى الفصائل الإسلامية والثورية مرشحًا للرئاسة، وكأن شأن الرئاسة مثل أى شعبة داخلية فى جماعة الإخوان أو شأن أى مجموعة علمية فى الدعوة السلفية بالإسكندرية أو شأن أى فرع لأنصار السنة فى تيار السلفية العامة، وليست أمرًا جامعًا يجب على الجميع ألاَّ يصدر فيه قرارًا إلا بعد اجتماع من الكل (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)".
وأكد شومان أن التيار الإسلامى جاءته فرصة على طبق من ذهب ليرفع راية الشريعة الغراء فى مصر فأضاعها بين التعصب والتخلى، مضيفًا: "للأسف هذه هى الحقيقة مهما كانت قاسية، فما بين شيوخ ودعاة لهم شعبية جارفة لم ينلها حتى الملوك والأمراء عبر التاريخ لو أشاروا على الناس لاتبعهم الملايين، لكنهم رأوا الأصوب شرعًا عدم الانشغال بالعمل السياسى، وكأن دعواتنا الخاصة هى المفتاح الأوحد لإنقاذ الأمة، وجماعات لم تتدبر حديث الثلاثة والصخرة وكيف أن الله فتح الصخرة على يد الثلاثة، ولن تفتح أى صخرة فى الواقع إلا على يد الجميع، حاول كل طرف منهم إنقاذ الوضع بمفرده ورفض التعاون مع الجميع لأتفه الخلافات بينهم".
وشدد شومان على أنه على يقين أن جزءًا كبيرًا جدًّا ممن يسمون علمانيين ليسوا علمانيين، وليسوا أقل حبًّا للإسلام منَّا، لكن صورتنا عندهم مشوهة تمامًا، قائلاً: "نحن لم نحسن هذه الصورة بمد جسور حوار معهم، فمتى سنفتح الشبابيك المغلقة فى البيت الإسلامى ونمد جسورًا مع الجميع وندعو الكل ليرانا من الداخل فيرى الخير الذى عندنا، ومن باب أولى نمد جسورًا مع بعضنا البعض كفصائل تيار إسلامى واحد ؟!".
وأكد شومان أن الثورة لم تنهزم بسبب قوة المجلس العسكرى ولا بسبب إعادة الفلول تنظيم صفوفهم والتحول لتنظيم محكم مترابط ظهرت بشاعته فى مذبحة بورسعيد، ولا بسبب اللوبى الإعلامى الرهيب الذى تدار خطته من أروقة الأجهزة الأمنية فى مصر وأمريكا، كل هؤلاء أضعف من الضعف نفسه، ولكنها هزمت بسبب تمزق أبنائها واعتقاد كل طرف أنه قادر على حل الأزمة وحده، إننى أرى "أمن الدولة" يعود، أو أشم رائحته.. وسائر المؤسسات الفاسدة فى مصر مرة أخرى.. والمشهد القاتم الذى رأيناه جميعًا بعد مذبحة العباسية الأخيرة من رقص جنود الجيش الذين لا حيلة لهم إلا أنهم أمروا بذلك مع بعض البلطجية، هو مشهد إعلان أن الثورة تحتضر وأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأننا إن لم نتحرك فورًا فسنضيع فرصة تاريخية لعودة مصر إلى شعبها".
وأوضح الداعية السلفى أنه لن ينسى التاريخ لبعض فصائل التيار الإسلامى ولا لبعض فصائل الثورة تعصبهم وإلغاءهم لكل من سواهم وهدمهم للمبادئ فى سبيل المصالح، وسكوتهم على الظلم والقهر إذا مس إخوانهم وكأنهم لا شىء يعنيهم، ومد جسور مع المجلس العسكرى بصفة فردية فى وقت يعد من الجرائم فيه التواصل مع أى جهد خارج الثورة إلا بصورة جماعية، مضيفًا: "لن ينسى التاريخ لكل شيخ أوتى شعبية كبرى فلم ينصر بها المبادئ والحق ولم يدعم بها إخوانه فرضًا لا فضلاً، ولن ينسى لكم التاريخ يا فصائل العمل الإسلامى ويا فصائل الثورة أنكم كنتم قادرين على نقل مصر والعالم الإسلامى كله نقلة تاريخية لو كنتم وضعتم أيديكم بأيدى بعضكم البعض ولو لم تتفاوضوا مع المجلس العسكرى إلا بصفة جماعية على قلب رجل واحد، ولو لم تتنازعوا قيادة مصر بل آمنتم ببعضكم وقسمتم الأمر بينكم، فكلكم صاحب حق وله دور وله أهمية خطيرة".
وانتقد شومان فى بيانه ترشيح كل تيار إسلامى لمرشح فى انتخابات الرئاسة، قائلاً: "لا يزال كل فصيل يصر على ترشيح مرشح له بدون حتى نائب يعبر عن باقى الثورة حتى بعد أن صارت المؤامرة فى غاية الوضوح، والكل سيخرج منها خالى الوفاض، ولا يزال الكثيرون قبلتهم المجلس العسكرى ليؤمنوا سبيلاً لنصرة مبادئهم (على افتراض حسن الظن طبعًا بالجميع)، ولا يزال بعضنا يتعالى على الآخرين، ولا يتجهون للم الشمل حتى والثورة تلفظ أنفاسها الأخيرة، ولا تزال فصائل التيار الإسلامى تصر على خوض المعركة بسلاح السياسة وحده، ذلك السلاح الذى لم ينجحوا على مدى تاريخهم فى معركة واحدة حاربوا فيها بهذا السلاح وحده، ولو حاربوا بسلاح الوحدة والإيمان بدور الجميع والنزول للشعب والجهاد الدعوى ونصرة المبادئ ونصرة المظلوم، ومن قبل هذا التوكل الصادق على الله، ثم بقليل أو كثير من السياسة بعد هذا، لسحقوا الباطل سحقًا".
حازم شومان: شباب الثورة هُدِمُوا إعلاميًّا وسياسيًّا فى حرب متعمدة بعد أن أشعلوا الثورة.. ويؤكد: دَفعُ الإسلاميين بمرشحين للرئاسة وجه طعنات للثورة.. هناك علمانيون ليسوا أقل حبًّا للإسلام منَّا
الأربعاء، 09 مايو 2012 12:11 م
الشيخ حازم شومان الداعية السلفى