قالت د.زينب العسال، مقررة اللجنة الثقافية بنادى القصة، إن مجموعة باب العزيزية تمثل فكرة المقاومة والصراع بين ما هو ثابت مستقر تقليدى، وما هو طليعى ثورى تمردى، حيث تقدم عالماً إبداعياً متكاملاً متداخلاً ومتشابكاً، يكاد يمثل حلقة قصصية عبر راوٍ واحد يعبر عن شخصيات تعانى أزمة هى بالضرورة أزمة وجود وموقف.
وأضافت العسال، خلال مشاركتها فى الندوة التى عقدت مساء أمس الثلاثاء بنادى القصة، لمناقشة المجموعة القصصية "باب العزيزية" للكاتب محمد جبريل، أن باب العزيزية هى منطقة تحولت إلى أيقونة للاستبداد والقهر، وهنا نجد الأبطال يسيحون فى صوفية خالصة، لا يعنى ذلك أن جبريل مع أو ضد الصوفية وإنما هى انعكاس لواقع الحال، فالمسألة ليست صوفية أو عالماً صوفياً خالصاً، بل إن القضية سياسية اجتماعية، فردية جماعية، هكذا كانت كتابة جبريل دائماً.
وقال د عبد الناصر حسن، الأستاذ فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن هذه المجموعة كتبت قبل ثورة 25 يناير، وهى إرهاص واستشراف وتنبؤ ورؤية عميقة لهذا الواقع، وكل هذا موجود لدى كبار الكتاب والمبدعين، "وباب العزيزية" رمز من رموز قلاع القهر للإنسان العربى، وهذا التركيب الإلحاقى حصن منيع لا يدخله المرء حتى يصاب بالارتباك، ويظل مفروضاً عليه عند الدخول والخروج، فالباب يحول بين الحاكم والمحكومين، هذا العمل فيه خيوط متشابكة، ولكن ثمة نسيج واحد يجمعها كلها منذ البداية إلى النهاية، فكرة مجابهة الإنسان للواقع الذى يعيش فيه، رصد ورفض السلبية، وهو عمل تحريضى على تجاوز الواقع إلى الثورية وإيجاد آليات لهذا الأمر.
وأكد "عبد الناصر أن المجموعة قامت بتوظيف الرمز للأسطورة العربية القديمة الفينيق، حيث استطاع المؤلف أن يوظف هذه الأسطورة فى قصة طائر الفينيق الذى ينفض الرماد، فقد وظفت الأسطورة فى المطاردة المستمرة للمثقف حتى يتمكن أعداء الثقافة والفكر من قهره بإحراق مكتبته وكل ما فيها، غير أن هذه الكتب عاد إليها الاشتعال عبر الريح القادمة (الثورة) التى حركت الأوراق فتشكلت فى هيئة الطير، أسراب تلاصقت كأنها سرب واحد.
وقال الروائى والناقد محمد قطب، عن مكانة حى بحرى فى أعمال محمد جبريل الروائية والقصصية، إنه أصبح رمزاً كلياً لمصر التى ظل معها يسجل مفردات إبداعها ومبدعيها فى كتابه "مصر فى قصص كتابها المعاصرين" مشيراً إلى أن مجموعة "باب العزيزية" للكاتب الكبير محمد جبريل، تهتم بالجانب السياسى والجانب الصوفى معاً والجوانب الحياتية التى يعيشها الإنسان ويتجادل ويتفاعل معها، واهتمام الكتب بعالم الصوفية والأولياء، وهو ما ظهر فى ست قصص قصيرة من هذه المجموعة، هو محور فكرى ودلالى فى أعمال الكاتب الكبير.
عدد الردود 0
بواسطة:
فاطمة
أ.فتحيه العسال
أ.فتحية العسال امينة الاتحاد النسائى التقدمى