الحزب الحاكم فى تركيا يفرض فكره الإسلامى على الإبداع

الأربعاء، 09 مايو 2012 07:40 م
الحزب الحاكم فى تركيا يفرض فكره الإسلامى على الإبداع أردوغان
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتهم العاملون بقطاع الفنون المسرحية، حزب العدالة والتنمية، الحاكم فى تركيا، بمحاولة فرض أفكاره الإسلامية ونهجه السياسى على أعمالهم بعد أن صدر مؤخرًا قرار حكومى بتغيير أعضاء الإدارة العامة للفن وتعيين موظفين حكوميين آخرين.

حيث كانت مسرحية "المجون السرى" عنوانًا للمواجهة بعد أن اعتبرت خادشة للحياء وضد قيم الدين الإسلامى، حسبما ذكر الموقع الإلكترونى للجزيرة، بينما رأى أصحابها أنها نوع من الكوميديا السياسية.

وقد تظاهر مسرحيون ضد الحكومة معلنين رفضهم للقرار الذى وصفوه بالتعسفى، وانطلقت حملة لجمع توقيعات لتغيير القرار، لكن يبدو أنها لن تنجح لأن الحكومة أكدت أن قرارها بهذا المجال نهائى.

ويعبر الممثل المسرحى "أردا آيدن" الذى يعمل منذ عشرة أعوام بالمسرح البلدى باسطنبول عن صدمته للقرار، واتهم حكومة العدالة والتنمية بتبنى ذهنية العثمانيين الذين كانوا ينظرون للمسرح على أنه ''حرام'' وبالتالى اقتصر فى عهدهم على غير المسلمين فقط.

قال آيدن تعليقا عن توجه الحزب "إنهم يريدون فقط تشجيع المسرحيات التى يكتبها كتاب لهم نفس توجهات الحزب الحاكم''.

وذكر آيدن أن المسرح وسيلة قوية لنقد مختلف المظاهر السلبية فى المجتمع، ويجب ألا يكون موجها من أى جهة سياسية ''لأن الفن يجب أن يبقى دائما حرا ويمثل كل شرائح المجتمع''.

وينفى آيدن أن تكون أعمالهم تهاجم الدين الإسلامى أو تسخر من معتقدات المحافظين فى تركيا، وأكد أن مسرحية ''المجون السرى'' التى استعملت ذريعة للتحكم فى المسارح التركية ليس لها علاقة بالفحش كما يوحى اسمها، ولا تتخللها مشاهد توحى بالجنس بأى شكل كان.

وذكر أن العمل كوميدى سياسى للكاتب المسرحى التشيلى ماركو أنطونيو دى لابارا، وينتقد انتهاكات حقوق الإنسان فى تشيلى خلال حكم الدكتاتور الجنرال بينوشيه، مشيرا إلى أن ممثلين ظهرا مجردين من ملابسهما ماعدا معطفين، وهو ما وصفه البعض بالتعرى، كما يشير آيدن إلى أن مشاهدة المسرحية اقتصرت فقط على الفئة العمرية ما فوق 16.


كما ذكر أن العديد من المسلسلات التركية تتضمن مشاهد إباحية ''لكن الحكومة تعرف جيدا أن تأثير الأعمال المسرحية يبقى راسخا فى ذهن المشاهد فى حين يزول تأثير التلفاز بشكل أسرع''.

فى مقابل ذلك رفضت بلدية إسطنبول الكبرى التعليق للجزيرة نت، زاعمين أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قدم تعليقات كافية للصحافة التركية عن الموضوع، وكان أردوغان قد رد بشكل وصفته وسائل الإعلام التركية بالحاد والقاسى على مظاهرات المسرحيين، حيث وصفهم بالمتعجرفين ''الذين لا يقدمون إلا أعمالا تبرز هويتهم الفنية وليس هموم الشعب"، كما اتهمهم بسوء استغلال المال العام بتقديم أعمال تسخر من عقلية المواطن العادى وتزدرى الشريحة المحافظة بالمجتمع.

واشترط التقيد بشروط الحكومة لتقديم الدعم المادى فى المستقبل قائلا ''هل تريدون الحرية؟ شكلوا إذن مسرحكم الخاص، وقدموا ما تشاءون من الأعمال، ونحن بدورنا سندعم الأعمال التى تروق لنا".

يشار إلى أن صحيفة وطن التركية نشرت صورة لأردوغان على خشبة المسرح عام 1977 يمثل دورًا فى مسرحية كان هو كاتبها ومخرجها.

يذكر أن المسرح البلدى تأسس عام 1914، حيث تعرف الأتراك من خلاله على العديد من كتاب الأعمال المسرحية المحلية والأجنبية، ومسرح الطفل والشباب، ويهدف المسرح الذى كان مدعوما من قبل الدولة عن طريق البلديات فى مختلف المدن التركية -أهمها مدينة إسطنبول- لزيادة الإنتاج الثقافى الشعبى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة