هشام النجار يكتب: هوامش على دفتر المجزرة

الثلاثاء، 08 مايو 2012 09:08 م
هشام النجار يكتب: هوامش على دفتر المجزرة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
* يبدو أن الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل لم يطلع على أدبيات الجماعة الإسلامية، وأهمها بالطبع كتب المراجعات الفقهية والفكرية التى كتبها قادة ورموز الجماعة، ولم يتعلم أهم درس من دروس مبادرة وقف العنف، وهو الإسراع لحقن الدماء قبل أن تسيل فى أرض المعركة، وهذا المعنى يُفهم حتى من مصطلح "المبادرة"؛ فالمبادرة كلمة تطلق على القرار الذى يصدر "بدرى"، وللأسف تدخل الشيخ حازم جاء متأخرًا جدًّا وباهتًا جدًّا، وكان أهم شىء فى حديثه هو تبرئة نفسه.
* "من عوائد العرب الخروج من ربقة الحكم وعدم الانقياد فى السياسة، فهم متنافسون فى الرئاسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه" (ابن خلدون).
* سمعت كثيرًا من الخطب الحماسية الملتهبة جدًّا لبعض المشايخ فى مؤامرات الترويج لمرشحى الرئاسة الإسلاميين، لا ننكر الآمال الكبيرة والطموحات العظيمة، لكنَّ هناك بالفعل مزايدات خطيرة وكلامًا يذكرنا بعبدالناصر الذى كان يهدد إسرائيل بقذفها فى البحر، فالشيخ صفوت حجازى يقول فى أحد مؤتمرات المرشح الإخوانى محمد مرسى: سنقيم الخلافة الإسلامية وعاصمتها القدس.. وبالطبع سيكون الدكتور مرسى هو الخليفة!
تساءلت عن إنقاذ المصريين وتحرير مصر أولاً من خطر البلطجية ومن الحكم العسكرى؟ وتذكرت مقولة للكاتب فهمى هويدى الذى ذكر فى أحد مقالاته القديمة بالأهرام أن إنقاذ البوسنة مقدم على فريضة الحج!
وعندما سئل الشيخ القرضاوى عن ذلك وافقه فى رأيه؛ لأن فريضة الحج تحتمل التأخير وهو واجب على التراخى عند بعض الأئمة، أما إنقاذ البوسنة من هلاك القتل والجوع والبرد والإبادة فهى فريضة فورية ناجزة لا تحتمل ولا تقبل التأخير ولا تحتمل التراخى.
* المجلس العسكرى هو الآخر سارع فى تبرئة ساحته وقال أحد أعضائه البارزين وهو اللواء "العصار": "أيدينا نظيفة من دماء المصريين".. مؤكدًا أنهم لا يطمعون فى البقاء فى السلطة ولا ينوون المكوث بها وسيسلمونها بمجرد انتخاب رئيس مدنى، والمثل يقول "أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب". ويبدو أن المجلس العسكرى ينتهج نهج جحا فى مسرحية تسليم السلطة هذه، فحسب الطرفة المروية تعهد جحا بأن يعلم حمار السلطان اللغة الإنجليزية خلال 20 عامًا، وكان منطقه يعتمد على استخدام نظرية الاحتمالات؛ فبعد عشرين عامًا سيحدث غالبًا واحد من ثلاثة احتمالات على الأقل: أن يموت السلطان، أو يموت الحمار، أو يموت جحا نفسه، والمجلس العسكرى ينتهج نفس النهج الجُحوى تقريبًا ويعتمد على نظرية الاحتمالات؛ فمع إطالة الفترة الانتقالية إما أن ينسى الشعب وييأس، وإما أن يسلم الشعب بأحقية وأفضلية الجيش فى حكمه، وإما أن يموت مبارك فيصبح الجيش ساعتها فى حل من تفاهماته معه.
* فى "مذكرات ثقافة تحتضر" نقل غالى شكرى قول أحد المصريين غداة هزيمة يونيو 67: "إذا عارضت هذا النظام أشعر بأنى خائن وإذا أيدته أشعر بأنى خائن.. فماذا أفعل؟ هل أنتحر؟.. هذا السؤال أوجهه بصفة شخصية للمجلس العسكرى الحاكم ؛ فأنا بالفعل محتار، أشعر بتأييده بأنى خائن وبمعارضته بأنى خائن، "شير عليا يا مشير" ماذا تفعل لو كنت مكانى؟
* بماذا تفسر لجوء فريق من الإسلاميين للاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع، بقدر ما لهذا المكان من رمزية، وهم يعلمون جيدًا تداعيات هذا الموقف الخطير، ورغم أن السلطة قاب قوسين أو أدنى منهم، وهم على وشك إحراز انتصار سلمى تاريخى غير مسبوق فى النزاع المعقد على السلطة؟؟ أفسر ذلك بأن مصر التى تمنيناها وانتظرناها طويلاً ربما تكون قد وصلت أخيرًا بعد طول صبر إلى المحطة الأخيرة، لكننا للأسف الشديد ذهبنا لاستقبالها على الرصيف الخطأ!

* بعد إحالة أبو الفتوح وموسى ومرسى للنيابة لتجاوزات الدعاية، يبدو أن المنافسة فى النهاية ستكون محصورة بين "أحمد شفيق وأحمد شفيق".. آمل أن تكون لدينا حكمة الاختيار الصائب.
• ما إنجازات الإسلاميين فى مجلس الشعب؟ خذ عندك: رفعوا الأذان وجملوا أنوفهم وقالوا عبارة "بما لا يخالف شرع الله" وصفقوا لمصطفى بكرى، وفشلوا فى إقالة فايزة أبوالنجا، وكانوا يخرجون هواتفهم لإخبار أهل الدايرة بأنهم فى الكادر عندما تسلط الكاميرات عليهم. لا تيأسوا يا إخوانى، أظن أن هناك إمكانية فى التغيير والتقدم للأمام على الأقل خلال نصف القرن القادم.. هذا للمتفائلين.
*كم نائبًا برلمانيًّا إسلاميًّا تميز خلال المائة يوم الماضية من عمر البرلمان؟ قليلون جدًّا، المتميزون والحاضرون والمؤثرون يعدون على أصابع اليد الواحدة، هذا ذاته هو ما قاله سقراط الحكيم الفيلسوف اليونانى وهو يتمشى بالسوق فلا يجد الكثير مما له قيمة وأهمية فيقول: كم هى كثيرة الحاجيات التى لست بحاجة لها، ولا أبلغ من قول رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم: "الناس كإبل مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة ".
* أبلغ إشارات النبى صلى الله عليه وسلم التى أحب أن أهديها اليوم للإخوان المسلمين: "الثلث والثلث كثير".
* راشد الغنوشى عندما عاد إلى تونس صرح قائلاً: "لا أحلم بأى منصب فى أى مستوى، والإسلام ليس ملكًا لحركة النهضة "أرجو أن يتعلم "المرشد" من "راشد".
* فى الثمانينيات من القرن الماضى كتب الأستاذ المحترم الراحل محمد جلال كشك رحمه الله سلسلة مقالات عن "التفسير النفطى للتاريخ"، وبعدما تابعنا فى تطورات الوقائع والأحداث بعد الثورة ومدى تأثير البلطجية فى مسار الأحداث منذ موقعة الجمل إلى موقعة العباسية، فإن لأحدهم أن يكتب اليوم عن "التفسير البلطجى للتاريخ".
** حكمة من رحم الأحداث.. قال الشاعر الحكيم:
وإذا قطعت الرأس من حياته .. لا تنس أذنابًا بكل بلادى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة