نشرت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية على موقعها الإلكترونى مقالا مشتركا لكل من الفنان خالد أبو النجا، وسينثيا سشنيدير، السفيرة الأمريكية السابقة فى هولندا والزميل الزائر فى معهد بروكنجز دعا فيه الولايات المتحدة إلى مراجعة سياسته مع مصر والتوقف عن دعم المجلس العسكرى ووضع تطلعات الشعب المصرى نحو الحرية والعدالة والديمقراطية فى مقدمة أولوياتها.
وقال أبو النجا وسشنيدر، إن صعوبة الطريق من الثورة إلى مصر الجديدة والتوائه لم يكن مفاجئا، لكن قلة توقعوا أنه اليوم وقبل فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية، ستتجه مصر نحو مزيد من العنف ومساءلة أقل عما كان عليه الحال فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
فالحملة التى تشنها مصر على منظمات حقوق الإنسان، ومحاكمة وإدانة الفنان عادل إمام والمادة 28 سيئة السمعة التى تزيل الحقوق الأساسية للمواطنين للطعن على أى شىء يتعلق بالانتخابات القادمة.
وأريقت الدماء فى شوارع القاهرة من جديد، ووصل عدد القتلى إلى 20 ولا يزال العد مستمر، إضافة إلى عشرات من الجرحى الذين أصيبوا على يد عصابات هاجمت المحتجين أمام مقر وزارة الدفاع. المجلس العسكرى يعزز سلطته، ومع مواجهة المنظمات غير الحكومية الأمريكية للمحاكمة، فإن الإشراف على الانتخابات سيكون ضئيلا للغاية فى أحسن الأحوال، وستعمل الحكومة على تقليل سلطة المجتمع المدنى التى تساعد على بناء مصر ديمقراطية حقا.
ويرى الكاتبان أن الحكومة الأمريكية متواطئة فى بعض هذه التغييرات نحو الأسوأ، فاخطأت واشنطن عندما اعتقدت أن الجزرة مع المجلس العسكرى بتقديم المساعدات العسكرية السنوية له والتنازل عن شروط حقوق الإنسان، من شأنه أن يضمن على الأرجح تعاونا أكثر من استخدام العصا بحجب المساعدات العسكرية.
وتطرق الكاتبان إلى قضية المنظمات غير الحكومية، وقالا إنه بعد تأمين المساعدات العسكرية من واشنطن، فإن الحكومة المصرية سمحت للأمريكيين بمغادرة البلاد ثم ضاعفت محاكتها للمصريين العاملين فى منظمات المجتمع المدنى وهددتهم باتهامات التجسس، وحتى الآن، فإن الافتراض بأنه بمجرد خروج الأمريكيين من القاهرة ترك المصريين فى الخلف على حد تعبير نانسى عقيل مدير مكتب فريدوم هاوس بالقاهرة قد ثبت صحته.
قبل عامين، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما هذه الكلمات فى القاهرة: "لدى اعتقاد راسخ بأن كل الشعوب تتطلع لأمور محددة: القدرة على التعبير عن أفكارهم وآرائهم فى أسلوب الحكم، والثقة فى حكم القانون والمساواة أمام العدل وأن تكون الحكومة شفافة وألا تسرق من الناس، والحرية فى العيش كما تختارون، وهذه ليست أفكار أمريكية فقط بل حقوق إنسان، وهذا هو السبب الذى يجعلنا ندعمها فى كل مكان".
والآن، وبعد الثورة والصخب الذى تلاها، فإن هذه الكلمات أصبحت جوفاء، فى ظل استمرار السياسة الأمريكية فى دعم المستبدين العسكريين فى مصر.
ويشير أبو النجا وسشنيدير أن المصريين يشعرون بقلق من إجراء الانتخابات الرئاسية فى ظل المادة 28 من التعديلات الدستورية التى تم الموافقة عليها فى مارس 2011. ووفقا لها، فإن النتائج التى تعلنها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية غير قابلة للتغيير. ومع حماية المجلس العسكرى لقوته، وسعى الإسلاميين المتشددين إلى حكم مصر، فإنهم يضيقون الخناق حول رقبة الشعب المصرى.
واعتبر المقال أن إدانة عادل إمام بالإساءة للإسلام فى أفلامه حدث لا يمكن تصوره.
وفى الختام طالب الكاتبان الولايات المتحدة بأن تكون المدافع الأساسى عن حقوق المصريين، وقالا أنه دعمها غير المشروط للمجلس العسكرى يجعلها تخسر ثقة واحترام الشعب المصرى، لكن الوقت لم يتأخر تماما حتى تضع الولايات المتحدة التطلعات الحقيقية للشعب المصرى نحو الكرامة والعدل والمساواة والديمقراطية قبل الاستقرار الزائف الذى يزعمه المجلس العسكرى، كما أن الوقت لم يتأخر تماما لدعم الشعب المصرى والمطالبة بإنهاء العنف ضد المحتجين وحماية المجتمع المدنى وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة