فى هذه الفترة الحرجة من نهاية المرحلة الانتقالية يصبح التزام المنطق وجوبيا من الجميع ويصير إهدارة كارثية. المنطق يقول إن ثورة الشعب أرست بداية لجمهورية ثانية فى مصر وأن تقدمها مرهون ببدء إجراءات جادة للتغيير الجذرى والتطهير الشامل. المنطق يقول أيضا إن هذا لن يحدث إلا بانتخاب رئيس جديد يتسلم السلطة من المجلس العسكرى فيحكم بإرادة الشعب وتحت رقابه الصارمة.
كل ما يشتت التركيز عن المسار الذى يؤدى لانتخاب الرئيس الجديد هو مجافى للمنطق السليم. تأتى المطالبة الآن وفقط بإقالة الحكومة، وهى لن تبقى إلا الوقت اليسير حتى انتخاب الرئيس، فاقدة لهذا المنطق المنشود. يتساوى فى هذا أيضا من دعا لاعتصام وزارة الدفاع الذى حدث فاقدا لأى منطق فى الهدف ولا فى اختيار المكان. نجد بعض العذر لكل من توجه إلى العباسية سلميا يرفع أهداف الثورة النبيلة ويطالب بالقصاص لشهداء الثورة وفى نفس الوقت ندين السلطة التى تسمح بمذابح على يد بلطجية محترفين أزهقت فيها أرواحا طاهرة تحت بصرها ورعايتها.
لا شك أن التركيز على الهدف فى هذا الوقت الدقيق جدا وعدم الشوشرة عليه هو أسلم منطق وأصح مسار. الأولوية لابد أن تكون واضحة تماما لمطلب تسليم السلطة لأنه بدون تلك الخطوة المحورية سيستمر دوراننا فى نفس الدائرة المفرغة من أحداث كارثية وتخبط مشين فى إدارة دولة بحجم مصر. المنطق السليم يملى علينا أن نناضل ضد أى تزوير للانتخابات القادمة بالضغط، حتى يصبح عد الأصوات بالكامل فى اللجان الفرعية. إن أهم تحصين لمشروعية الرئيس الجديد هو أن يقتصر التحصين على قرار اللجنة العليا بإعلان اسمه، وتصبح إجراءات اللجان الفرعية والعامة إدارية غير محصنة ضد طعن أى مرشح له مأخذ. لابد أن نضمن من أجل اكتمال النزاهة فى هذه الانتخابات أن يقوم القضاء الإدارى بالفصل فى أى طعن يقدم أمامه من أحد المرشحين خلال 24 ساعة. جملة ما سبق من إجراءات تضمن أن يكون كل مرشح رقيبا على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية متسلحا بحق الطعن. فى هذا السياق يكون قرار اللجنة العليا هو إعلان قاطع ونهائى باسم الرئيس الجديد وبشرعية كاملة لا يصيبها أى طعن لاحق.
أهدافنا القاطعة الآن هى لا تأجيل ولا تزوير ولا إنقاص فى تسليم سلطة. يحزننا أن نتذكر أن الدستور الذى يحدد الصلاحيات والسلطات وهو أبوالقوانين مازال وبكل أسف ينتظر الفرج وكان الطبيعى أن نبدأ به لنبنى عليه. على الجميع التوقف عن الإساءة لمستقبل مصر، ولنلتزم جميعا بالمنطق والإخلاص لقضيتها وليس لمصالح فصائل وجماعات. النهضة لكى يا مصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mazen
ايوه كده ، "المنطق السليم " مش الدروشة ، انما هى فين السلطة ؟