أطلق الرئيس الفرنسى الجديد فرانسوا هولاند أمس الأحد، وعوده "الاشتراكية" لأنصاره الذين احتفلوا بفوزه فى الانتخابات الرئاسية.
وقال إنه يتمنى أن يتم الحكم عليه بناء على هذه التعهدات المتعلقة بـ"العدالة والشباب"، مشيراً أمام حشد من مؤيديه فى "تول" قاعدته السياسية الصغيرة بوسط فرنسا "سيستند كل خيار أقوم به وكل قرار أتخذه على هذه المعايير الوحيدة".
وأضاف هولاند، "عندما يحين الوقت للنظر إلى الوراء فى نهاية فترتى وما فعلته من أجل بلدى سأسأل نفسى، هل أحرزت تقدماً فى قضية المساواة، وهل سمحت لجيل جديد بأن يأخذ مكانه فى الجمهورية؟".
وخاض هولاند الانتخابات بناء على برنامج يتحدث عن المساواة، والذى وصفه منافسه الخاسر نيكولا ساركوزى بأنه يفتقر للتفاصيل، لكنه وعد بتحقيق توازن فى ميزانية الدولة من خلال فرض ضرائب على الأغنياء والبنوك والشركات الكبيرة، وأثار هولاند عاصفة فى فرنسا والخارج بتعهده بفرض ضرائب تصل إلى 75% على دخول من يحققون سنويا أكثر من مليون يورو (1.13 مليون دولار)، كما وعد هولاند بألا يتقاضى المديرون التنفيذيون للشركات التى تسيطر عليها الدولة أو تملكها أكثر من 20 مرة من الحد الأدنى للأجور فى شركاتهم، ويعتزم خفض راتب الرئيس والوزراء بنحو 30%، وقال أمس الأول الأحد "الجميع فى الجمهورية سيكونون متساوين فى الحقوق والواجبات".
من جهة أخرى رحب عدد من السياسيين بفوز هولاند فى الانتخابات الفرنسية، معتبرين أن فوزه ينبئ بتحسن بين مصر وفرنسا، معتبرين أن سقوط ساركوزى إنجاز حقيقى، خاصة وأن سياساته تجاه الشرق الأوسط كانت سيئة إلى حد كبير.
وقال الدكتور مصطفى الفقى المفكر السياسى، إن عودة الاشتراكيين هى تعبير عن تحول جديد فى الحكم فى فرنسا، وأشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد خطوط قوية أو واضحة تبين سياسة الاشتراكيين فيما يتصل بالصراع فى الشرق الأوسط.
وأضاف الفقى أنه لا يمكن أن نحكم الآن على تعامل هولاند مع قضايا الشرق الأوسط، فمثلا حكومة فرنسا الاشتراكية فى الخمسينات هى التى شاركت فى العدوان الثلاثى على السويس، معتبراً سقوط ساركوزى فى الانتخابات هو الإنجاز الحقيقى، لأنه كان أحد أعمدة الصهيونية والداعم القوى لإسرائيل فى أوروبا، مؤكداً أنه بقدر تذبذب مواقف ساركوزى وعلاقته السابقة بالعقيد الليبى الراحل معمر القذافى، ودوره فى غارات الناتو على ليبيا يؤكد أنه كان يلعب أدورًا أُعدت له، وأنه لم يكن سياسيا يمكن أن يجلس على مقعد الرئاسة الفرنسية، ويحل محل ديجول وميتران.
فى حين رأى السفير عبد الرؤوف الريدى، الرئيس الفخرى للمجلس المصرى للعلاقات الخارجية، أن سياسة فرنسا فى المنطقة لن تتغير لحد كبير، لافتا إلى أن الحكم الاشتراكى كان موجوداً فى فرنسا فيما قبل، ولم نشهد تغيراً ملحوظاً فى سياساتها الخارجية.
وأضاف الريدى أن الترحيب القوى بفوز هولاند جاء بسبب سياسة ساركوزى الأخيرة تجاه الشرق الأوسط، والتى كانت غير مرضية إلى حد كبير، مشيراً إلى أن توقعات مرشحى الرئاسة فى مصر بتحسين العلاقة مع فرنسا بعد فوز هولاند فى محله إلى حد ما، لافتا إلى أن ساركوزى خلال الفترة الأخيرة من حكمه وتر العلاقة بينه وبين الإسلاميين.
وأضاف الريدى أنه بالرغم من أن التيار الإسلامى الصاعد فى مصر الآن فى اتجاه مخالف للاشتراكية، إلا أنه من المتوقع أن تشهد العلاقات بين مصر وفرنسا تطوراً خلال الفترة المقبلة.
رئيس فرنسا الجديد يطلق وعوده الاشتراكية وترحيب مصرى بانتخابه.. الفقى: سقوط "ساركوزى" إنجاز حقيقى لأنه كان أحد أعمدة الصهيونية.. والريدى: العلاقات المصرية الفرنسية ستشهد تطوراً خلال الفترة المقبلة
الإثنين، 07 مايو 2012 06:56 م
فرانسوا هولاند