فى محاولة لاستعادة أم كلثوم فى مقطع فيديو ومعزوفة "ديجتال"..

بالصور.. فنان سويسرى يصنع فيلماً بقرية "طماى الزهايرة" عن أم كلثوم

الإثنين، 07 مايو 2012 06:11 م
بالصور.. فنان سويسرى يصنع فيلماً بقرية "طماى الزهايرة" عن أم كلثوم فنان سويسرى يصنع فيلماً لأم كلثوم
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يمكن أن نصنف فن أم كلثوم، وقد مضى على رحيلها سنوات، لم ينقطع صوتها فى المقاهى، أو فى البيوت، كما لم يكف المتحابون عن الاستماع إليها، فى لحظات الوجد والشوق؟ هل من الممكن أن نصنفها بأنها سيدة الغناء العربى الشعبى، أم أنها سيدة الغناء العربى الرفيع؟ هل هى المتحدث الرسمى باسم الفقراء والمطحونين، أم هى رفيقة ترف الأغنياء.

وأخيرا كيف يمكن استعادة موسيقاها، وإعادة التحاور معها، هل بتقديم مقاطع فيديو تتناولها من الميلاد حتى الرحيل، أم بعزف موسيقى يعيد طرحها "إليكترونيا".

السطور السابقة تطرح نفسها على هامش عمل موسيقى جاء ضمن إطار الاحتفال بذكرى أم كلثوم، شاركت فيه نهلة مطر مدير متحف أم كلثوم، والموسيقى أحمد الصاوى والفنان الفوتوغرافى السويسرى جان لوك، وقدم ثلاثتهما عرضا موسيقيا، بعنوان "أم كلثوم ديجتال" أو أم كلثوم لا تنتهى" على مسرح الهناجر، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، برعاية المؤسسة الثقافية السويسرية "بروهلفستيا".

وبقدر ما كانت موسيقى العرض، غير تقليدية، لا تتميز بالثبات، حيث حرر أحمد الصاوى، موسيقى العرض وإيقاعه من قيود الموسيقى التقليدية، التى تشترط أن تسير كل الإيقاعات، بنفس السرعة، وصنع "توليفات" من موسيقى "الديجتال"، لكن الصاوى حرص فى المقابل على الالتزام بقالب ما، واعتمد على حرية الارتجال الموسيقى داخل هذا القالب، فخرج العمل بطموح الراغب فى إثبات عالمية موسيقى أم كلثوم.

المفارقة الرئيسية فى العمل، يبرزها مقطع الفيديو الذى صنعه السويسرى جان لوك، وكان مصاحبا للعرض الموسيقى، حيث تسنى للحضور، الاستماع لما يقدمه العازفون "أحمد الصاوى ومحمد سامى ووائل السيد"، ومشاهدة الفيديو الذى تجنب فيه لوك، عرض مقاطع مسجلة لأم كلثوم، أو صورا لها، حيث بدأه بمشهد لشروق الشمس، فوق حقول زراعية، واسعة، تمثل قريتها "طماى الزهايرة"، ومضى الفيديو فى عرض مشاهد لشخصيات تتحدث وتعمل، إلى جانب صورة لطفلة تجلس على أريكة، فى أحد البيوت بالقرية، ثم جمع عدداً من الأطفال متفاوتى الأعمار، إلى جوار مشاهد أخرى لمصريين بسطاء يتحدثون عن أم كلثوم، لكننا لا نسمع ما يقولونه، لأن الغرض من الفيديو ليس التقاطع مع العرض الموسيقى وإنما التجاور معه.

جان لوك مثل كل الأجانب، يعرف أم كلثوم من الكتيبات السياحية الصغيرة، التى تختزل معالم مصر فى سطور قصيرة، وعندما جاء مصر للمرة الثانية، لم يكن يتخيل أنه سيشارك فى عمل فنى عنها يتناول حياتها، يقول لوك: "اهتممت بالعمل فى هذا المشروع، لأننى عرفت أننى سأقدم شيئا جديدا وغير معتاد عن أم كلثوم، وليس فقط مشاهد متداولة لها، أو صورا، يعرفها ويحفظها محبوها.

عمل لوك فى ظروف صعبة خلال الأسابيع الأولى من شهر فبراير الذى شهد أحداث استاد بورسعيد الدامية، وعكف على دراسة أرشيفها الغنى فى متحفها، وهو لا يعرف كيف سيكون هذا الفيلم، يضيف لوك: "فكرت أننى يجب أن أتجنب إعادة تقديم أم كلثوم التى عرفها الناس، سواء فى الصور، أو فى حفلاتها، أردت أن أقدم شيئا يجب ألا يكون موجودا فى أرشيفها، أو فى موسيقاها.

بالنسبة له كسويسرى، كان من الصعب أن يحل هذه المشكلة، خاصة أنه لا يتقن العربية، ولا يفهم ما تغنيه أم كلثوم، وسافر إلى قريتها، وفى ذهنه، أن يعرض على المسرح، ما يجسد خلاصة حياتها، من الميلاد، حتى الرحيل، دون أن تظهر هى بنفسها، يقول لوك: "لسنا بحاجة إلى أن نسمع موسيقى أم كلثوم، ونراها فى نفس الوقت، بل أن نرى شيئا آخر عن حياتها".

أم كلثوم لم تأت من طبقة برجوازية، أو عائلة غنية، بل مثلها مثل باقى المصريين ولعل هذا ماحفز لوك لمتابعة التجربة قائلا "اعتدت أن أرى صوراً درامية للمصريين منذ اندلاع الثورة، لذلك كان فى ذهنى أن أعرض صورا مختلفة، لوجوه، غير التى اعتدت رؤيتها، فى صور ميدان التحرير، لأنه ليس الفضاء الوحيد الذى يعبر عن وجوه المصريين، كان فى ذهنى أن أقدم صورا تعبر عن أم كلثوم، ووجدت ذلك فى قريتها، التى نشأت فيها، واكتشفت أن ملامحها تشبه ملامح الكثير من المصريين، وعائلتها تشبه عائلتهم، لذلك اهتممت أن أصنع فيلما عن مصريين عاديين، قد يكونون أقارب لأم كلثوم، أو على صلة ما بها، ومنحتهم الفرصة أن يصعدوا على المسرح مثلها، عبر الفيديو الذى صورته لهم.

اعتمد جان لوك فى بناء شريطه، على تدرج حياة أم كلثوم، منذ الميلاد، بمشهد شروق الشمس، على مزارع، تماثل المزارع التى نشأت بينها أم كلثوم، ومزج بالفيلم، شخصيات تتحدث مع لوك، يصفهم بأنهم محبون لها، أو يستمعون إلى موسيقاها، كما أنهم يعيشون فى أماكن زارتها أم كلثوم، يقول لوك: "لم أفكر فى تجسيد صوت أم كلثوم فى الفيديو، لأن الصوت ليس من أدوات الصورة، خاصة أننى لا أفهم معانى أغانيها، لذا لم يكن من السهل أن أختار عشوائيا من بين مقاطع أغانيها".

يسير عمل جان لوك جنبا إلى جنب مع أم كلثوم، لكنه لا يتقاطع معها، وتقريبا يخلو من حضورها الذى نعرفه فى الصور، كما تتحاور الموسيقى الديجتال مع أغانى سيدة الغناء، لكن ما أن تأتى الفرص للتقاطع معها، حتى تعود لتهرب منها، متحررة من مقاطعها المحفوظة فى عقولنا، راسمة لنفسها مساراً جديداً، مصبوغا بالصبغة "الديجتال".




























مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد - إسكندرية

كلام دجيتال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة