جاء ذلك فى ختام أعمال المؤتمر الذى نظمته جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والمنتدى الإنسانى، اليوم الأحد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، بهدف إغاثة الشعب اليمنى، تحت عنوان "التواصل والتعاون من أجل الإغاثة والتنمية فى اليمن".
وكانت الجلسة الختامية بعنوان: "الانتقال من الإغاثة إلى التنمية فى اليمن"، وقد شاركت فى اللقاء السفيرة الدكتورة سيما بحوث، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والدكتور هانى البنا رئيس المنتدى الإنسانى البريطانى.
وأكد الشهدى أن اليمن يواجه تحديات أمنية وسياسية، وعدم ملائمة المناهج التعليمية لاحتياجات سوق العمل، وبالتالى ارتفاع معدلات البطالة، وانتشار السلاح بين الشباب، وتدهور الأوضاع الصحية والبيئية خلال الفترة الماضية، وغياب المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص، ويقتصر الاهتمام على المشروعات الإغاثية.
وأضاف الشهدى أن بنك الطعام المصرى تعاون خلال الفترة الماضية مع بنوك الطعام فى عدد من الدول العربية، مثل بنك الطعام السعودى واللبنانى والعراقى والتونسى، ويقوم بنك الطعام المصرى حاليا بإعداد قاعدة بيانات حول المتطوعين للمشاركة فى العمل الخيرى من خلال البنك داخل مصر وخارجها.
ومستمر البنك فى مساعدة غير القادرين فى مختلف القرى المنتشرة فى شتى أنحاء جمهورية مصر العربية، وتطوير هذه القرى، وفى حالة التنظيم والتنسيق فيما بين الجمعيات الخيرية سنحقق "المعجزات".
من جانب آخر، أوضحت وزيرة مفوض ليلى فهمى نجم، مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية، ومسئول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، أننا نأمل وجود تواصل بين المنظمات المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة بالشأن الإنسانى، لحل مشكلة الشعب اليمنى، ونقوم حاليا فى جامعة الدول العربية بالترتيب لتنظيم مؤتمر "أصدقاء الشعب اليمنى" المقرر عقده نهاية مايو الحالى، كما أننا نقوم بالترتيب لإرسال وفد لليمن قريبا، وندعو جميع المهتمين بهذا الملف للمشاركة فى هذا الوفد، للفت أنظار العالم لليمن، ولتخفيف معاناة الشعب اليمنى الشقيق فى عدة قطاعات، خاصة أمنيا وسياسيا.
وأضافت ليلى أنه بناء على اقتراح من منظمة التعاون الإسلامى، سيتم تحديد الجهات الرائدة فى كل قطاع مجتمعى لتحديد الاحتياجات والمشاريع المطلوبة، وتقديم الاحتياجات المطلوبة إلى لجنة تنسيقية عليا، تمهيدا لإعداد مؤتمر "مانحى اليمن" مع نهاية شهر يونيو المقبل، لجمع منحة بمقدار 100 مليون دولار.
وأشار فؤاد على المزنعى، مدير إدارة الشئون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي، إلى أننا نأمل أن تتواجد مؤسسات إعلامية وصحفية يمنية جادة، تنقل الصورة الصحيحة عما يحتاجه الشعب اليمنى، وأن يتم عمل "موقع إلكترونى" خاص بأخبار اليمن الصحيحة، لأن ما تتداوله العديد من وسائل الإعلام غير حقيقى وغير معبر عن واقع المواطنين اليمنيين.
وطالبت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والمنتدى الإنسانى العالم بضرورة تضافر الجهود لمواجهة الوضع الإنسانى المتدهور فى اليمن، والذى ينذر بكارثة إنسانية مروعة إذا لم يتم التحرك العاجل الآن.
وأضاف مدير إدارة الشئون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامى أن عددا من الصحف اليمنية لا تعبر عن القضايا الحقيقية التى يعانى منها هذا الشعب، لذلك نحن فى حاجة إلى صحف يمنية صادقة تنقل الصورة الحقيقية للمأساة اليمنية.
وأشار السيد إسماعيل ولد الشيخ، منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة فى اليمن، إلى أن الأزمة الغذائية داخل هذا البلد فى تفاقم بشكل سريع، وأن مستويات انعدام الأمن الغذائى فى تزايد مستمر، فضلا عن ازدياد أعداد الأشخاص النازحين، وأن تكلفة إنقاذ المزيد من الأرواح ضحايا الأزمة الإنسانية فى اليمن سوف ترتفع فى الوقت القريب.
وأوضح منسق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة فى اليمن أن هذا البلد أصبح ينمو فيه الأطفال فى بيئة تصل فيها معدلات سوء التغذية إلى مستويات متقاربة من الصومال، كما أن حوالى نصف السكان فى البلد لا يعرفون من أين ستأتى وجباتهم التالية، كذلك هناك أزمة صحية وشيكة، مع شح فى الموارد، وفى ظل تزايد أعداد اللاجئين والمهاجرين الذين يتدفقون على البلد، وتزايد أعداد الأشخاص النازحين داخليا، بينما المجتمعات المضيفة نفسها تعانى من تزايد الحاجة للمساعدة.
وفى كلمته، قال أحمد الحكلانى، رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات اللاجئين فى الحكومة اليمنية، إن الوضع الإنسانى فى اليمن يحتاج إلى 100 مليون دولار لمواجهة الانهيار الكبير فى قطاعات خدمية متعددة، منها الصحة والتعليم والغذاء. والحقيقة أن الجمعيات الخيرية اليمنية المحلية هى أفضل وسيلة لوصول مساعدات المنظمات الدولية الكبرى للعديد من المناطق البعيدة التى يصعب الوصول إليها لإغاثة الشعب اليمنى، فلا بد من التنسيق والتعاون بين الجانبين.
وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر، تم التأكيد على أن الأسلوب الأمنى فى التعامل مع النزاعات يعيق الوصول إلى الفئات المتضررة، وهذا الأسلوب أثبت فشله.
وتم التأكيد على أن أكثر من 76% من إجمالى عدد المواطنين اليمنيين دون الـ24 عاما، فلا بد من تمكين هذه الفئة، وتوفير الإمكانيات لتوفير حياة أفضل للشباب، وللأسف عندما يتم الحديث عن اليمن فى عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، يتم ربطها فورا بـ"تنظيم القاعدة"، وهو ما جعل اليمن مكروها بالنسبة لعدد من الدول.
جدير بالذكر أنه شارك فى المؤتمر مصطفى زمزم، المستشار الإعلامى لجمعية "الأورمان" الخيرية، وممثلون عن منظمة الإغاثة الإسلامية، ومكتب المساعدات الإنسانية بالاتحاد الأوربى، ومنظمة التعاون الإسلامي، وممثلون لمنظمات مجتمع مدنى يمنية، وممثل برنامج الغذاء العالمى، وممثل لمنظمة "أطباء بلا حدود"، ويأتى هذا المؤتمربعد أن نظمت جامعة الدول العربية مؤتمرها الأول لإغاثة الشعب اليمنى ديسمبر الماضى.







