أكد جمال العربى، وزير التربية والتعليم، أن القائمين على التعليم فى مصر استشعروا حاجة المواطن إلى التخفيف من الأعباء الملقاة على عاتقه، لذلك وضعنا خطة لتغيير المناهج بما يتلاءم مع المعايير العالمية، واستطعنا وضع إطار عام للمنهج ، والآن نستعد لإصدار الكتب الدراسية بما يتماشى مع هذه المعايير.
وأشار الوزير فى ختام مؤتمر وزراء التعليم العرب الذى عقد بالكويت الذى عقد مؤخرا، إلى أن مصر أخذت بعين الاعتبار العناوين والمحاور التى يغطيها المؤتمر منذ فترة سابقة عبر إنشائها الأكاديمية المهنية لتدريب المعلمين وإعداد المعلم، قائلا "نحن نعلم أن للمعلم منافسا آخر ظهر على السطح وهو التكنولوجيا التى تستطيع أن تعلم أى فرد وهو جالس فى بيته، وأن المعلم إن لم يستطع تطويع التكنولوجيا لمصلحة العملية التربوية فلن يجد له مكاناً داخل الفصل، لذا كان لزاما على القائمين على العملية التعليمية أن يخططوا لذلك الأمر، وهو كيفية إعداد المعلم لتسخير التكنولوجيا لغرض التعليم، وإعادة توجيه نظر الطالب إلى الفصل مرة أخرى.
وأوصى المؤتمر بدعوة الدول العربية إلى وضع آليات للتنسيق بين مؤسسات إعداد المعلمين وتدريبهم ووزارات التربية والتعليم العالى حول برامج ومناهج إعداد المعلمين، وتدريبهم بما يحقق الانسجام بين مخرجات هذه البرامج، واحتياجات النظم التربوية والتعليمية من الأطر البشرية، كما أوصى بتوفير مراكز معتمدة متخصصة لتدريب المعلمين أثناء الخدمة، وعلى تشجيع البحوث العلمية، وخصوصا الإجرائية منها فى مجال تمهين التعليم وتطويره.
وطالب الوزير، المنظمين والقائمين على العملية التعليمية فى الوطن العربى أن يخططوا لتسخير التكنولوجيا لخدمة العملية التعليمية، بحيث لا تكون وسيلة لبعد الطلاب عن المدارس، لأنهم بذلك سيفقدون الكثير من أساليب التربية، مع الاهتمام بالمعلم الذى لا بد أن نشركه فى رسم الخطط الدراسية والاستراتيجيات التعليمية، ثم يأتى إعداد المعلم وتنميته ماديا، وأن يحقق الحد الأدنى لمرتب المعلم الحياة الكريمة له ولأسرته.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد العزيز بن عاشور المدير العام لمنظمة الأليكسو، أن المنظمة تعمل بشكل حثيث على حشد الجهود العربية، ودعمها بالجهود الدولية فى نطاق المرصد العربى للتربية الذى بعثته المنظمة خلال 2010، وكذلك فى نطاق تنفيذ البرنامج العربى لتحسين جودة التعليم فى خدمة الخطة العربية العملاقة لتطوير التعليم بالوطن العربى ومشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، مشدداً على أنّ الحاجة ماسّة إلى تحسين البنية الأساسية للتعليم، من خلال إنشاء الروابط مع الجمعيّات المهنية وتدعيمها لكونها المطلعة بتأسيس أخلاقيات المهنة وتطوير مستوى المعلمين معنويا وحماية مصالحهم، مبيّنا أن ذلك ما ذهبت إليه الكثير من الدّول، حيث أصدرت دساتير ومواثيق تتضمّن قواعد ومبادئ وأخلاقيات المهنة وواجباتها.
وسبق المؤتمر الوزارى جلسات تحضيرية من جانب الخبراء، تم خلالها مناقشة أوراق العمل التى تُعنى بأساليب الارتقاء بالمعلم، والتى اعتمدت على أساليب التدريس الحديثة واستخدام تقنية المعلومات والاتصال فى التعليم، حيث كانت الورقة الأولى حول "واقع تكوين المعلم وتمكينه المهنى فى الدول العربية"، واهتمت الدراسة بتعليم المعلم العربى وإعداده وتمكينه مهنيا وفق برامج تدريب متطورة، وذلك من خلال التعرض للاتجاهات العامة لمناهج تكوين المعلمين والمؤسسات التعليمية المعنية بهذا التكوين ومظاهر التمكين المهنى للمعلم ، وأهمية تحلى المعلم بالقيم التى تساهم فى بناء الأجيال باعتباره قدوة لهم، ودوره فى الارتقاء بتحصيلهم، بالإضافة إلى مناقشة أهم مكونات تكوين المعلم فى البلاد العربية كتصور مستقبلى فى ضوء تلك المتغيرات والتحديات، وأهم متطلبات تحسين صورة المعلم لذاته وصورته فى المجتمع.
فيما حملت الورقة الثانية عنوان "تحسين الإعداد المسبق للمعلمين فى مؤسسات إعداد المعلم"، واشتملت على جزءين، الأول حول تحسين برامج الإعداد المسبق للمعلمين فى مؤسسات إعداد المعلمين من خلال الوقوف على التطور التاريخى لبرامج الإعداد، وأهم المشكلات فى الوطن العربى، ثم تناول الجزء الثانى دور المعلم فى منظومة التعلم الإلكترونى، لكونه من أهم الركائز التى تدعم العملية التربوية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل والاعتماد الذاتى والتعلم الإيجابى.
واهتمت ورقة العمل الثالثة التى كانت تحت عنوان "أساليب إعداد المعلمين وتدريبهم أثناء الخدمة فى ضوء النظريات المعرفية الحديثة" بتحديد ملامح وأساليب تكوين المعلمين فى ضوء النظريات السيكولوجية الحديثة فى مجالى التعلم والتعليم.
ومن خلال الورقة الرابعة والتى جاءت بعنوان "التجارب العالمية الرائدة فى إعداد المعلمين ومدى الاستفادة منها عربيا" تم اقتراح نماذج لإعداد المعلمين من خلال أفضل التجارب والممارسات العالمية فى هذا المجال، والتى تبدو مناسبة وضرورية لإعداد الطلاب للنجاح فى القرن الحادى والعشرين.
وناقشت ورقة العمل الخامسة "توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال فى تكوين المعلمين فى البلاد العربية: الواقع وإمكانات التطوير" دمج تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها فى تكوين المعلمين ورفع أدائهم وتحسين أدوارهم داخل البيئة المدرسية وخارجها، من خلال ما تقدمه هذه التكنولوجيا من عناصر قادرة على التغيير المطلوب والمأمول.
اما الورقة السادسة فقد بحثت "سياسات تأهيل المعلمين بالوطن العربى"، وهى دراسة ميدانية قدمها البنك الدولى، وتهدف إلى تشخيص الواقع بالاعتماد على مؤشرات تتعلق بالجوانب المختلفة لمهنة التعليم، وبحثت الورقة السابعة "جودة الممارسات التعليمية والقيادة المدرسية فى ظل الرخص المهنية".
"العربى": وضعنا استراتيجية لتغيير المناهج لتخفيف العبء على الأسرة
الإثنين، 07 مايو 2012 09:52 م