قال الدكتور حسين محمد يوسف، أستاذ التاريخ اليونانى الرومانى بكلية الآداب جامعة بنى سويف، إن هناك العديد من الثورات المصرية فى القرون السابقة تم إخمادها بواسطة الوازع الدينى، أو باستخدام فئات داخلية لشق صف الوطنيين المصريين متسترين بالعامل الدينى، وهو ما تكرر ويتكرر فى عصور متعاقبة فى التاريخ المصرى.
وقال "أستاذ التاريخ اليونانى" خلال مشاركته فى الندوة التى عقدها منتدى دراسات تاريخية بـ"ببيت السنارى" بالسيدة زينب، أمس السبت، أن نتيجة لهذه التحالفات نتجت خلافات دينية عميقة، ترتب عليا أن شاعت فى هذا العصر اتهامات متبادلة بالكفر بين المصريين وهو أمر كان من المستحيل حدوثه خلال العصر القديم، إذ لم يظهر اتهام مصرى لآخر بالكفر سوى مرتين، أشهرهما اتهام كهنة آمون لأتباع آتون بالكفر، واستمرت الحرب دينية فى تلك الفترة، حتى أقيمت محاكمات دينية، وتم إعدام الثوار فيها بصورة جماعية بسبب هذا الاتهام الذى كان مسوغ تصديقه هو الكهنة أنفسهم الذين أشاعوا هذا الاتهام واستعملهم المستعمر الأجنبى فى الترويج له.
وأوضح أن السمة الغالبة خلال أحداث تلك الثورات هو عدم الوضوح فى تلك الأحداث عبر العصور وهو ما يفسر جزءا مما يعاصره المصريون فى الوقت الحالى، وهو ما ظهر عندما تعرض خلفاء الإسكندر الأكبر من الملوك البطالمة لثورات مصرية ضدهم، وكادوا أن يقضوا على دولتهم فلجأوا إلى سياسة تقوم على تقريب بعض من فئات الكهنة وهم كهنة بتاح واستخدامهم فى إقناع حشود من المصريين البسطاء بالقتال فى صف الملك البطلمى ضد أتباع كهنة آمون، الذين كانوا يقودون الثورة للتخلص من الحكم الأجنبى، مؤكداً بأنه تم تجيش العديد من المتدينين البسطاء وبعض من المغرضين لكى يدافعوا عن الملك البطلمى ضد ثورات كهنة آمون من خلال إقناع فئة من الكهنة وهم كهنة الرب "بتاح" إله منف بالقتال فى صف الملك الأجنبى.
وأشار إلى أن تلك الصورة الشائعة أدت إلى اتهام المصريين القدماء بأنهم شعب غوغائى تجتاحه روح الفوضى والتدمير وهو ما يظهر من خلال أخبار الثورات المصرية القديمة خلال الحكم البطلمى فى كتب التاريخ، وهى التى جرى ذكرها فى كتب التاريخ القديمة على أنها حوادث تأتى بشكل غير مفهوم يقوم المصريون خلالها بثورات غوغائية يقدمون خلالها على تحطيم المعابد وتدنيس المقدسات.