إن سرت فى أى طريق وقابلت أى شخص وسألته: هل أنت متضرر من الانفلات السائد حولك؟ وهل أصبحت تحمل هم الفوضى؟ وهل تحسب خطواتك قبل أن تخطوها بسبب ذلك؟ سيجيب بـ (نعم) والجميع متفق على ذلك، أما لو سألته: ما هو سبب الانفلات والفوضى باختلاف أنواعهم (خلقيا، أو دينيا، أو أمنيا)؟؟ ستختلف الأجوبة ووجهات النظر.
استمعت لمناقشة حول هذا الموضوع اختلفت فيها وجهات النظر وهم كالتالى:
1 - سبب الانفلات حولنا الآن هو السياسات المتبعة خصوصا خلال الـ 30 سنة الأخيرة، التى أدت لظهور العشوائيات ليس فى المبانى فقط، ولكن فى الفكر أيضا؛ فالمجرم لم يولد مجرما بطبيعته، وكذلك الانحلال الدينى المتمثل فى العبادة الشكلية الخارجية دون تهذيب حقيقى للروح؛ فالدين سلوك وتصرفات وأفعال، لذلك عدم الفهم الحقيقى لجوهر الدين هو ما يصنع هذا التناقض فى مجتمع يظهر أنه متدين.
2 - السبب هو غياب دولة القانون، فلا يوجد تفعيل أو تنفيذ للقانون، فأكثر المجتمعات تقدما وتحضرا إن تعرضت لغياب الرقابة ستتحول لمجتمع بدائى وهمجى وفوضوى، وهذا ليس له علاقة بالدين لأنه توجد دول لا يوجد بها أديان سماوية مثل اليابان أو لا تفكر دينيا (لا ترجع كل شىء للدين) مثل أوروبا وأمريكا ورغم ذلك فى قمة التقدم والتحضر.
3 - ثم تدخل شخص يمثل وجهة نظر ثالثة لشخص عاش لسنوات طويلة فى إحدى الدول الأوروبية المتقدمة (ألمانيا) وقال: إن الفيصل فى ذلك هو عقلية الشعوب؛ فهناك شعوب مبرمجة تلقائيا على العمل والبناء والتنمية، فألمانيا استطاعت أن تبنى نفسها بعد الحرب العالمية الثانية رغم أنها تعانى من غياب القانون والدولة ذاتها، وكذلك لا تعتمد على أى أفكار دينية.
فى النهاية هناك نظرية تقول إن المجتمعات تمر بمراحل نمو كالكائن الحى بالضبط من طفولة ومراهقة وشباب ونضج حتى الشيخوخة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
غرفة الإنعاش
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh
الخلاصة
كلامك من الاخر يا استاذ نبيل بل لف ولا دوران