منال لطفى تكتب: أنا المهزوم أدناه

أنا المهزوم أدناه المواطن المسكين المطحون، الذى تداعى عليه كل شى دول وحكام وأشخاص ووزراء ووزارات ومجالس وحكومات ورئيس لص.
أنا المهزوم فى وطنه وخارج وطنه!! فى بيته وخارج بيته
أنا المهزوم الذى ظل صائما قائما صابرا محتسبا مصدقا
لما يقال له نعم أنا المهزوم المطحون الذى قضيت سنوات من عمرى شبه صائم إلا عن الضرورى لأنهم كانوا يرفعون الأسعار كل لحظة بما يفوق قدرتى على الشراء فتخليت طواعية أو غصبا عن كل شى حتى الضرورى اكتفيت بما يبقينى على قيد الحياة
أنا المهزوم الذى ظل قائما، واقفا فى طوابير الغاز والمياه والخبز وضروريات الحياة من بعد صلاة الفجر، حتى صلاة الظهر دون كلل أو ملل يوميا طيلة حياتى.

كنت أترك وصيتى كل يوم لزوجتى وأبنائى قبل أن أخرج إلى حيث حتفى، فكنت بعد قتال عنيف يسقط فيه أمامى شهداء (شهداء الخبز والغاز) أفوز ببضعة أرغفة أو لا أفوز.
أنا المهزوم الذى صدق الحكومات المتتالية، التى تقوله لع أربط بطنك، وشد الحزام فنحن فقراء فعشت فقيرا غريبا فى وطنى،
أرى خيراته تذهب إلى كل مكان وأرضه توزع على الجميع إلا أنا المهزوم أدناه.

نعم صدقت كل ما يقال لى لمدة 30 عاما!!!! فعشت جائعا صابرا مصدقا، حتى اكتشف أن أموالى ذهبت لغيرى، قتلونى جوعا وهم يكنزون الذهب والفضة، ويأكلون أطيب الطعام.

نعم كنت أسمع بعض الأخبار إلا أنى لم أصدقها لأنى كنت أصدقهم.

أنا المهزوم أدناه الذى سكن فى بيت مساحته أقل من حظيرة دجاج ولا يدخله شمس ولا نور ولا ماء، ورضيت وهم يقسمون الأراضى، فيما بينهم ثم يبنون عليها القصور الفخمة.

سقونى ماء الصرف الصحى، وسقوا كلابهم وحدائق قصورهم بالماء العذب.
أطعمونى غذاء ملوثا أمرضنى وأكلوا هم أكل مستورد، تركونى أموت من المرض، وسافروا هم للعلاج فى الخارج على نفقتى ومن أموالى.
أعطونى راتبا ينفد حين أقبضه، أعطونى جنيهات قليلة لا تسمن ولا تغنى من جوع.

وأخذوا هم المليارات وزعوها فيما بينهم وتبادلوا الهدايا التى هى من أموالى وهادوا بها الأغنياء وتركونى فقيرا.
أهانونى داخل وطنى فوجدت الإهانة والذل خارجه قتلونى حرقا فى قطار بائس وغرقا فى سفينة بضائع، وأسقطونى من الطائرة عمدا، وتم توزيع دمى بين القبائل، فلم أجد لى حقا أو ثأرا أو ذكرى.

نعم أنا المهزوم أدناه قبلت هذا الوضع لمدة ثلاثين عاما وعندما قررت أن أنفض غبار السنين ووضعت نفسى فداء لوطنى
هزمونى ثانية، فأطلقوا البلطجية فروعونى، واختلقوا الأزمات فهزمونى، وها أنا الآن أحيا بلا ماء ولا خبز ولا بنزين ولا سولار ولا هواء ولا كرامة.

أنا المهزوم أدناه أعتذر لكم وتقبلوا توبتى واتركونى أعود للمربع صفر توقيع مواطن مهزوم.