توماس فريدمان: غياب القيادة مشكلة ملحة تواجه دول الربيع العربى

الأحد، 06 مايو 2012 11:58 ص
توماس فريدمان: غياب القيادة مشكلة ملحة تواجه دول الربيع العربى الكاتب الأمريكى توماس فريدمان
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث الكاتب الأمريكى توماس فريدمان فى مقاله اليوم بصحيفة "نيويورك تايمز" عن غياب الأشخاص القادرون على القيادة فى دول الربيع العربى، وقال إنه عندما جاء إلى العالم العربى بعدما شهده من ثورات، كان أكثر ما أدهشه هو ظهور عدد قليل من القادة الجدد من هذه الثورات البركانية الضخمة فى عالم السياسة بهذا الجزء من العالم.

ويوضح فريدمان أنه لا يقصد بالقادة من فازوا فى الانتخابات، ولكنه يقصد الرجال والنساء الذين لديهم الشرعية والرغبة فى إخبار شعوبهم بالحقيقة وبناء التحالفات المطلوبة لتحريك مجتمعاتهم إلى الأمام من جديد.

ويشير فريدمان إلى أنه فى حواراته مع أصدقائه العرب يكون دائما سريعا فى القول بأن الولايات المتحدة، ناهيك عن أوروبا، لديهما مشكلة مشابهة أيضا، فهناك فراغ عالمى فى القيادة، لكن فى العالم العربى اليوم أصبح هذا الأمر يمثل مشكلة بشكل خاص لأنه فى منعطف حرج، فكل دولة من الدول التى شهدت صحوة فى حاجة إلى الانتقال من حكم سلطوى كحكم صدام حسين إلى حكم ديمقراطى كحكم الرئيس الامريكى الأسبق جيفرسون دون أن يعلقوا فى نظام كالذى أرساه الخومينى فى إيران.

ويعتقد الكاتب أن السبب وراء قلة عدد القادة الحقيقيين فى العالم العربى هو أن الانتخابات لا تزال مستمرة فى بلدان كمصر واليمن وأيضا لأنها لم تبدأ بعد فى بلاد كليبيا وسوريا، لكن هذه تفسيرات نظرية، فهناك أسباب أكثر عمقا لتلك الظاهرة. أولهما هو عمق الفجوة التى يجب أن تواجهها مجتمعات تلك الدول، فمن سيقول للناس قدر الوقت الذى تم إهداره، ومن سيقول لهم أنهم على مدار الخمسين عاما الأخيرة، أهدرت أغلب الأنظمة العربية لحظاتها الديكتاتورية، فالاستبداد غير مرغوب فيه، لكن على الأقل بعض الدول الاستبداداية مثل كوريا الجنوبية وتايوان استخدم الحكام سلطاتهم فى بناء اقتصاديات تقوم على التصدير، وقاموا بتعليم شعوبهم رجالا ونساء، فأسسو طبقات وسطى عظمى قام قادتها فيما بعد بقيادة الانتقال إلى الديمقراطية. لكن فى العالم العربى لم يكن هناك مثل هذا الأمر، بل استخدم الحكام سلطاتهم لإثراء طبقة صغيرة ولإلهاء الجماهير بمواضيع صغيرة.

والآن مع رحيل الالحكام الطغاة، يحاول الإسلاميون ملء الفراغ. فمن الذى يمكن أن يقول للشعب إنه الإسلام دين عظيم ومجيد لكنه ليس الحل للتنمية العربية اليوم؟ فمصر وتونس تحتاجان إلى قروض من صندوق النقد الدولى، ولأجل الحصول عليها، سيضطر السياسون الإسلاميون إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب، لكنهم اعتادوا إلى أن يمنحوا لا أن يأخذوا، فهل يسيتطيعون القيام بتلك المهمة؟

من ناحية أخرى، يتابع فريدمان، لا يزال الشباب العربى الذى أدهشت ثوراتهم العالم، يفتقرون إلى الأدوات التعليمية التى تمكنهم من المنافسة على الوظائف فى القطاع الخاص، ومن ثم فإنهم فى حاجة إلى الدراسة بجد أكبر لأن أيام الوظائف الحكومية السهلة قد ولت.

كما أن هناك الصراعات الطائفية بين السنة الشيعة فى البحرين والعراق، والإنقسام بين البدو فى الأردن أو الانقسام المسيحى المسلم فى مصر، فهذه الإنقسامات الطائفية منعت ظهور القيادة ، فليس هناك نيلسون مانديلا أو مارتن لوثر كنج فى العالم العربى قادر على أن يسم ليلئم تلك الحراج. وبدون وجود مثل هؤلاء القادة، فلا يوجد ثقة كبيرة فى إمكانية المضى قدما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة