الصحف الأمريكية: توماس فريدمان: غياب القيادة مشكلة ملحة تواجه دول الربيع العربى.. وانتقال الحكم فى مصر ينتهى بالطريقة التى بدأ بها "التظاهر"
الأحد، 06 مايو 2012 12:33 م
إعداد ريم عبد الحميد
نيويورك تايمز:
توماس فريدمان: غياب القيادة مشكلة ملحة تواجه دول الربيع العربى
يتحدث الكاتب توماس فريدمان فى مقاله اليوم بالصحيفة عن غياب الأشخاص القادرين على القيادة فى دول الربيع العربى، وقال إنه عندما جاء إلى العالم العربى بعدما شهده من ثورات، كان أكثر ما أدهشه هو ظهور عدد قليل من القادة الجدد من هذه الثورات البركانية الضخمة فى عالم السياسة بهذا الجزء من العالم.
ويوضح فريدمان أنه لا يقصد بالقادة من فازوا فى الانتخابات، ولكنه يقصد الرجال والنساء الذين لديهم الشرعية والرغبة فى إخبار شعوبهم بالحقيقة، وبناء التحالفات المطلوبة لتحريك مجتمعاتهم إلى الأمام من جديد.
ويشير فريدمان إلى أنه فى حواراته مع أصدقائه العرب يكون دائماً سريعاً فى القول بأن الولايات المتحدة، ناهيك عن أوروبا، لديهما مشكلة مشابهة أيضا، فهناك فراغ عالمى فى القيادة، لكن فى العالم العربى اليوم أصبح هذا الأمر يمثل مشكلة بشكل خاص لأنه فى منعطف حرج، فكل دولة من الدول التى شهدت صحوة فى حاجة إلى الانتقال من حكم سلطوى كحكم صدام حسين إلى حكم ديمقراطى كحكم الرئيس الأمريكى الأسبق "جيفرسون"، دون أن يعلقوا فى نظام كالذى أرساه الخومينى فى إيران.
ويعتقد الكاتب أن السبب وراء قلة عدد القادة الحقيقيين فى العالم العربى هو أن الانتخابات لا تزال مستمرة فى بلدان كمصر واليمن، وأيضا لأنها لم تبدأ بعد فى بلاد كليبيا وسوريا، لكن هذه تفسيرات نظرية، فهناك أسباب أكثر عمقا لتلك الظاهرة. أولهما هو عمق الفجوة التى يجب أن تواجهها مجتمعات تلك الدول، فمن سيقول للناس قدر الوقت الذى تم إهداره، ومن سيقول لهم أنهم على مدار الخمسين عاما الأخيرة، أهدرت أغلب الأنظمة العربية لحظاتها الديكتاتورية، فالاستبداد غير مرغوب فيه، لكن على الأقل بعض الدول الاستبداداية مثل كوريا الجنوبية وتايوان استخدم الحكام سلطاتهم فى بناء اقتصاديات تقوم على التصدير، وقاموا بتعليم شعوبهم رجالا ونساء، فأسسوا طبقات وسطى عظمى قام قادتها فيما بعد بقيادة الانتقال إلى الديمقراطية. لكن فى العالم العربى لم يكن هناك مثل هذا الأمر، بل استخدم الحكام سلطاتهم لإثراء طبقة صغيرة ولإلهاء الجماهير بمواضيع صغيرة.
والآن مع رحيل الحكام الطغاة، يحاول الإسلاميون ملء الفراغ. فمن الذى يمكن أن يقول للشعب إنه الإسلام دين عظيم ومجيد، لكنه ليس الحل للتنمية العربية اليوم؟ فمصر وتونس تحتاجان إلى قروض من صندوق النقد الدولى، ولأجل الحصول عليها، سيضطر السياسيون الإسلاميون إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب، لكنهم اعتادوا أن يمنحوا لا أن يأخذوا، فهل يستطيعون القيام بتلك المهمة؟
من ناحية أخرى، يتابع فريدمان، لا يزال الشباب العربى الذين أدهشت ثوراتهم العالم، يفتقرون إلى الأدوات التعليمية التى تمكنهم من المنافسة على الوظائف فى القطاع الخاص، ومن ثم فإنهم فى حاجة إلى الدراسة بجد أكبر؛ لأن أيام الوظائف الحكومية السهلة قد ولت.
كما أن هناك الصراعات الطائفية بين السنة الشيعة فى البحرين والعراق، والانقسام بين البدو فى الأردن أو الانقسام المسيحى المسلم فى مصر، فهذه الانقسامات الطائفية منعت ظهور القيادة، فليس هناك نيلسون مانديلا أو مارتن لوثر كنج فى العالم العربى قادر على أن يلئم تلك الجراح. وبدون وجود مثل هؤلاء القادة، فلا يوجد ثقة كبيرة فى إمكانية المضى قدما.
صعود هولاند لا يزال يمثل مفاجأة لكثير من الفرنسيين
اهتمت الصحيفة بيوم الحسم فى الانتخابات الرئاسية، وسلطت الضوء بشكل خاص على المرشح الاشتراكى الأوفر حظاً فى تلك الانتخابات فرانسوا هولاند. وقالت، إن صعود هولاند أمر لا يزال يمثل مفاجأة للكثيرين فى البلاد. وتضيف إنه ليس ثوريا، ويجب الحديث عن التجانس والبراجماتية، وعادة ما يقتبس من شعر السياسية إيمى سيزار عن "الأمل السائل".
واستعرضت الصحيفة أهم الجوانب التى أثرت فى شخصية هولاند، وقال إنه نشأ فى مرحلة مظاهرات عام 1968 التى قامت تقريبا بالتخلص من الحكومة الفرنسية حينها، فتلك المظاهرات صدمته، لكنها أيضا سياسته- على حد قوله- فى مقابلة أجرتها الصحيفة معه، وجعلته يفهم أن التغيير ممكن حتى فى عهد شارل ديجول.
ويتابع هولاند قائلا إنه ليس ثوريا، وإنه لم يعتقد أبداً أن الشارع والحركة الاجتماعية بإمكانهما أن تطيح بنظام مؤسس. فكان دائما يفكر مثل شخص اشتراكى ديمقراطى اجتماعى. فلإحداث التغيير يجب أن يتم إقناع الناس أولا.
وتوضح الصحيفة أن الرئيس الاشتراكى الوحيد فى الجمهورية الخامسة الفرنسية كان فرانسوا ميتران، الذى ترك الحكم قبل 17 عاما، وهولاند يبدو على أعتاب الفوز بمعركة تكاد تكون حياتية بالنسبة له، فكان قد قال لأصدقائه، وهو فى عمر الخامسة عشر أنه يتوقع أن يصبح رئيسا.
لكن برغم ذلك، تقول نيويورك تايمز، لا يبدو مرجحاً أن يكون وريث عرش جمهورية شار ديجول أو قدوة هولاند، ميتران. فالسيد هولاند طالما كان رجل الصف الثانى، وعمل مستشار لشخصيات أكثر قوة، حسبما يقول عنه خصومه.
لكن هولاند ثابر وتغلب على الكثير من الإهانات والإذلالات وحول نفسه بطريقة فاجأت الكثيرين، وبينهم الرئيس نيكولا ساركوزى نفسه. ويقول هولاند أنه لم يأت فى المرتبة الأولى بالصدفة أو بالهاجس، لكن لأنه وضع نفسه فى هذا الموقف، ولأنه يستحق ذلك.
جلوبال بوست:
انتقال الحكم فى مصر ينتهى بالطريقة التى بدأ بها "التظاهر"
علقت الصحيفة على الأحداث التى شهدتها مصر فى الأيام الأخيرة، وقالت انتقال الحكم فى مصر ينتهى إلى الطريق الذى بدأ منه بالتظاهر. ورأت الصحيفة أن تجدد الاشتباكات بين المحتجين والجيش فى محيط وزارة الدفاع يوم الجمعة، قد أدى إلى تعميق الأزمة السياسية فى البلاد قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية.
وأضافت جلوبال بوست أنه مع زيادة الإحباط بين المحتجين من المجلس العسكرى، فإن هناك حالة مماثلة من خيبة الأمل بين سكان القاهرة الذين لا يرون سبباً مهماً لمثل هذه المظاهرات المستمرة. واعتبرت الصحيفة أن موجة العنف الأخيرة ألقت بظلالها على الانتخابات الرئاسية التى يمكن أن تكون أول انتخابات حرة ونزيهة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:
توماس فريدمان: غياب القيادة مشكلة ملحة تواجه دول الربيع العربى
يتحدث الكاتب توماس فريدمان فى مقاله اليوم بالصحيفة عن غياب الأشخاص القادرين على القيادة فى دول الربيع العربى، وقال إنه عندما جاء إلى العالم العربى بعدما شهده من ثورات، كان أكثر ما أدهشه هو ظهور عدد قليل من القادة الجدد من هذه الثورات البركانية الضخمة فى عالم السياسة بهذا الجزء من العالم.
ويوضح فريدمان أنه لا يقصد بالقادة من فازوا فى الانتخابات، ولكنه يقصد الرجال والنساء الذين لديهم الشرعية والرغبة فى إخبار شعوبهم بالحقيقة، وبناء التحالفات المطلوبة لتحريك مجتمعاتهم إلى الأمام من جديد.
ويشير فريدمان إلى أنه فى حواراته مع أصدقائه العرب يكون دائماً سريعاً فى القول بأن الولايات المتحدة، ناهيك عن أوروبا، لديهما مشكلة مشابهة أيضا، فهناك فراغ عالمى فى القيادة، لكن فى العالم العربى اليوم أصبح هذا الأمر يمثل مشكلة بشكل خاص لأنه فى منعطف حرج، فكل دولة من الدول التى شهدت صحوة فى حاجة إلى الانتقال من حكم سلطوى كحكم صدام حسين إلى حكم ديمقراطى كحكم الرئيس الأمريكى الأسبق "جيفرسون"، دون أن يعلقوا فى نظام كالذى أرساه الخومينى فى إيران.
ويعتقد الكاتب أن السبب وراء قلة عدد القادة الحقيقيين فى العالم العربى هو أن الانتخابات لا تزال مستمرة فى بلدان كمصر واليمن، وأيضا لأنها لم تبدأ بعد فى بلاد كليبيا وسوريا، لكن هذه تفسيرات نظرية، فهناك أسباب أكثر عمقا لتلك الظاهرة. أولهما هو عمق الفجوة التى يجب أن تواجهها مجتمعات تلك الدول، فمن سيقول للناس قدر الوقت الذى تم إهداره، ومن سيقول لهم أنهم على مدار الخمسين عاما الأخيرة، أهدرت أغلب الأنظمة العربية لحظاتها الديكتاتورية، فالاستبداد غير مرغوب فيه، لكن على الأقل بعض الدول الاستبداداية مثل كوريا الجنوبية وتايوان استخدم الحكام سلطاتهم فى بناء اقتصاديات تقوم على التصدير، وقاموا بتعليم شعوبهم رجالا ونساء، فأسسوا طبقات وسطى عظمى قام قادتها فيما بعد بقيادة الانتقال إلى الديمقراطية. لكن فى العالم العربى لم يكن هناك مثل هذا الأمر، بل استخدم الحكام سلطاتهم لإثراء طبقة صغيرة ولإلهاء الجماهير بمواضيع صغيرة.
والآن مع رحيل الحكام الطغاة، يحاول الإسلاميون ملء الفراغ. فمن الذى يمكن أن يقول للشعب إنه الإسلام دين عظيم ومجيد، لكنه ليس الحل للتنمية العربية اليوم؟ فمصر وتونس تحتاجان إلى قروض من صندوق النقد الدولى، ولأجل الحصول عليها، سيضطر السياسيون الإسلاميون إلى خفض الدعم وزيادة الضرائب، لكنهم اعتادوا أن يمنحوا لا أن يأخذوا، فهل يستطيعون القيام بتلك المهمة؟
من ناحية أخرى، يتابع فريدمان، لا يزال الشباب العربى الذين أدهشت ثوراتهم العالم، يفتقرون إلى الأدوات التعليمية التى تمكنهم من المنافسة على الوظائف فى القطاع الخاص، ومن ثم فإنهم فى حاجة إلى الدراسة بجد أكبر؛ لأن أيام الوظائف الحكومية السهلة قد ولت.
كما أن هناك الصراعات الطائفية بين السنة الشيعة فى البحرين والعراق، والانقسام بين البدو فى الأردن أو الانقسام المسيحى المسلم فى مصر، فهذه الانقسامات الطائفية منعت ظهور القيادة، فليس هناك نيلسون مانديلا أو مارتن لوثر كنج فى العالم العربى قادر على أن يلئم تلك الجراح. وبدون وجود مثل هؤلاء القادة، فلا يوجد ثقة كبيرة فى إمكانية المضى قدما.
صعود هولاند لا يزال يمثل مفاجأة لكثير من الفرنسيين
اهتمت الصحيفة بيوم الحسم فى الانتخابات الرئاسية، وسلطت الضوء بشكل خاص على المرشح الاشتراكى الأوفر حظاً فى تلك الانتخابات فرانسوا هولاند. وقالت، إن صعود هولاند أمر لا يزال يمثل مفاجأة للكثيرين فى البلاد. وتضيف إنه ليس ثوريا، ويجب الحديث عن التجانس والبراجماتية، وعادة ما يقتبس من شعر السياسية إيمى سيزار عن "الأمل السائل".
واستعرضت الصحيفة أهم الجوانب التى أثرت فى شخصية هولاند، وقال إنه نشأ فى مرحلة مظاهرات عام 1968 التى قامت تقريبا بالتخلص من الحكومة الفرنسية حينها، فتلك المظاهرات صدمته، لكنها أيضا سياسته- على حد قوله- فى مقابلة أجرتها الصحيفة معه، وجعلته يفهم أن التغيير ممكن حتى فى عهد شارل ديجول.
ويتابع هولاند قائلا إنه ليس ثوريا، وإنه لم يعتقد أبداً أن الشارع والحركة الاجتماعية بإمكانهما أن تطيح بنظام مؤسس. فكان دائما يفكر مثل شخص اشتراكى ديمقراطى اجتماعى. فلإحداث التغيير يجب أن يتم إقناع الناس أولا.
وتوضح الصحيفة أن الرئيس الاشتراكى الوحيد فى الجمهورية الخامسة الفرنسية كان فرانسوا ميتران، الذى ترك الحكم قبل 17 عاما، وهولاند يبدو على أعتاب الفوز بمعركة تكاد تكون حياتية بالنسبة له، فكان قد قال لأصدقائه، وهو فى عمر الخامسة عشر أنه يتوقع أن يصبح رئيسا.
لكن برغم ذلك، تقول نيويورك تايمز، لا يبدو مرجحاً أن يكون وريث عرش جمهورية شار ديجول أو قدوة هولاند، ميتران. فالسيد هولاند طالما كان رجل الصف الثانى، وعمل مستشار لشخصيات أكثر قوة، حسبما يقول عنه خصومه.
لكن هولاند ثابر وتغلب على الكثير من الإهانات والإذلالات وحول نفسه بطريقة فاجأت الكثيرين، وبينهم الرئيس نيكولا ساركوزى نفسه. ويقول هولاند أنه لم يأت فى المرتبة الأولى بالصدفة أو بالهاجس، لكن لأنه وضع نفسه فى هذا الموقف، ولأنه يستحق ذلك.
جلوبال بوست:
انتقال الحكم فى مصر ينتهى بالطريقة التى بدأ بها "التظاهر"
علقت الصحيفة على الأحداث التى شهدتها مصر فى الأيام الأخيرة، وقالت انتقال الحكم فى مصر ينتهى إلى الطريق الذى بدأ منه بالتظاهر. ورأت الصحيفة أن تجدد الاشتباكات بين المحتجين والجيش فى محيط وزارة الدفاع يوم الجمعة، قد أدى إلى تعميق الأزمة السياسية فى البلاد قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية.
وأضافت جلوبال بوست أنه مع زيادة الإحباط بين المحتجين من المجلس العسكرى، فإن هناك حالة مماثلة من خيبة الأمل بين سكان القاهرة الذين لا يرون سبباً مهماً لمثل هذه المظاهرات المستمرة. واعتبرت الصحيفة أن موجة العنف الأخيرة ألقت بظلالها على الانتخابات الرئاسية التى يمكن أن تكون أول انتخابات حرة ونزيهة.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة