على الرغم من الموقف العصيب، الذى مرت به بعثة الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى، على مدار الأيام الماضية، جراء احتجازها بالعاصمة المالية باماكو، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وإغلاق المجال الجوى، على خلفية الانقلاب العسكرى الذى شهدته البلاد، إلا أن رحلة العودة إلى القاهرة، عبر الطائرة العسكرية، والتى استمرت قرابة الـ 15 ساعة، شهدت العديد من الكواليس الطريفة بين أفراد البعثة، يرصدها لكم "اليوم السابع".
أحمد ناجى مدرب حراس المرمى بالأهلى، كان نجم الرحلة، بعدما توج بطلا للدورة التى أقامها الجهاز الفنى بقيادة البرتغالى مانويل جوزيه، فى لعبة "الكوتشينة"، وأظهر ناجى موهبته فى اللعبة، على غرار موهبته فى الشعر، ولقن أفراد الجهاز درسا قاسيا، فى فنون اللعبة.
الدورة أقيمت بين أفراد الجهاز، لكسر حالة الملل نتيجة طول مدة الرحلة من باماكو إلى القاهرة مرورا بمدينة "كانو" النيجيرية، خاصة وأن رحلة العودة كانت على متن طائرة عسكرية خالية من الأدوات الترفيهية.
بعدما وصلت الطائرة الناقلة لبعثة الأهلى فى مدينة "كانو"، لعمل "ترانزيت" لمدة ساعة واحدة، أبدى مانويل جوزيه وعدد من اللاعبين رغبتهم فى التجول بمطار المدينة، وكذلك الأسواق هناك، لشراء بعض المستلزمات، إلا أن آمالهم تحطمت برفض السلطات النيجيرية لتحقيق رغبتهم، لدواعٍ أمنية، فى ظل عدم إستقرار الأوضاع الأمنية بالبلاد، وسط مخاوف من نشوب حرب أهلية، وعلى سبيل المصالحة، قامت تلك السلطات بتزويد جوزيه ولاعبيه بالمشروبات الساخنة والباردة، والتى احتاجها أفراد البعثة على مدار الرحلة الطويلة.
من جانبه، لعب الشيف محمد الدالى "طباخ البعثة"، دورا كبيرا فى توفير سبل الراحة لأفراد الجهاز الفنى والفريق، بالإضافة إلى البعثة الأعلامية، والجالية المصرية التى حرصت على مغادرة مالى والعودة إلى أرض الوطن، هربا من المعارك الدائرة بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس السابق، وذلك توفير الأطعمة لهم، بعدما قام بعمل "سندويتشات"، خاصة وأن الطائرات العسكرية دائما ما تكون خالية من الأطعمة، عكس الطائرات المدنية.
محمد أبوتريكة نجم النادى الأهلى، كان هو اللاعب الوحيد الذى لم يتذوق طعم النوم على مدار الرحلة، رغم طول مدتها، وقام بالتجول فى الطائرة، نظرا لعدم وجود مقاعد يستطيع الجلوس عليها، حيث إكتفى بالجلوس على متعلقات البعثة، أبوتريكة حرص على قضاء مدة الرحلة، فى تبادل أطراف الحديث مع أفراد طاقم الطائرة، حول الظروف التى مر بها الفريق فى مالي، والأوضاع الراهنة التى تمر بها مصر فى الوقت الحالى، وأحداث العباسية التى وقعت بمحيط وزارة الدفاع، والتى أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى حالة الغموض التى تسيطر على المستقبل السياسى والاقتصادى بالبلاد.
أفراد الطاقم لم يكتفوا بتجاذب أطراف الحديث فقط مع أبوتريكة، بعدما قاموا بدعوة اللاعب لتناول كوبا من الشاى، فى المقابل رد نجم الفريق الدعوة، وقام بإعطائهم "بلح"، وبينما كان أبوتريكة مشغولا مع أفراد الطاقم، إلا أن الجهاز الفنى واللاعبين انشغلوا بالتقاط الصور التذكارية على متن الطائرة العسكرية، التى استقلها اللاعبون للمرة الأولى فى حياتهم، واستغل أفراد البعثة تواجد المصورين لإلتقاط الصور، كما طلب جوزيه منهم، إمداده بـ "سى دى" يحتوى على جميع تلك الصور، للأحتفاظ بها للذكرى، بيدرو وأوسكار هما الوحيدين اللذين حرصا على إلتقاط الصور التذكارية عبر "الموبايل".
بيدرو كان حريصا على معرفة حقيقة الأوضاع التى تمر بها مالى، والأسباب التى أدت إلى قيام المتمردين بالإنقلاب على الرئيس السابق، بعدما تجاذب أطراف الحديث مع مالية كانت متواجدة على متن الطائرة بصحبة زوجها المصري، اللذين قررا الهروب من جحيم الىنقلاب.
خالد الدرندلى عضو مجلس إدارة الأهلى ورئيس البعثة، ومحمد بركات خطفا الأضواء من الجميع، بعدما تبادلا الضحكات والقفشات، طوال مدة الرحلة، ولعل أبرز لحظات المرح بين الطرفين، تكمن فى وعد الدرندلى لبركات بإعطاءه "حاجة حلوة"، فأعتقد "بركوتة"، بأن الفريق سيحصل على مكافآة، إلا أن الدرنلدى فاجأ بركات بإعطائه قطعة حلوى "ملبسة" وسط ضحكات الجميع، فى الوقت الذى إستغل فيه اللاعبون تواجد أجهزة "أى أباد" بصحبتهم، للتسلية.
على الرغم من تدهور الأوضاع الأمنية، والمعارك الدائرة فى مالى، إلا أن أبوتريكة فوجئ قبل مغادرة البعثة لمطار باماكو، بتواجد مواطنينن حرصوا على القدوم إلى المطار من الشمال، لمقابلة نجم الأهلى والتقاط الصور التذكارية، مما يعكس مدى الشعبية التى يتمتع بها أبوتريكة فى القارة السمراء.
