بعد كام يوم اعتصام، حصل البهوات أمناء الشرطة سابقا على كل مطالبهم دون نقصان، بعد أن أغلقوا أقسام الشرطة بالضبة والمفتاح، وقطعوا العديد من الشوارع الرئيسية فى المحافظات، وتوقفوا عن أداء جميع الخدمات للمواطنين فى جميع الأماكن الحيوية من مرور، وأحوال مدنية، وسياحة وغيرها، حتى أن السائحين فى العديد من المحافظات رفضوا استكمال رحلاتهم لقلة التأمين المرافق لهم.. سارع المجلس العسكرى بالتصديق على قانون يلبى جميع مطالبهم المادية والخدمية، حيث تم إلغاء المحاكمات العسكرية واستبدالها بمجالس تأديب، ( لاحظ معى أن هذه المحاكمات كانت الرادع الوحيد لرجال الشرطة ضد عصيان الأوامر، وإلغائها كما قال أحد قيادات الشرطة يعنى عصرا جديدا من الانفلات وعدم طاعة الأوامر دون حساب أو جزاء) وتحسين الأحوال المادية لرجال الشرطة بما يليق بدورهم ومكانتهم ( لمن لا يعلم هذه هى المرة الثالثة التى يتم فيها تعديل رواتب أفراد الشرطة بعد أن حدث ذلك من قبل أيام محمود وجدى وزير الداخلية الأسبق، ومنصور العيسوى وزير الداخلية السابق، وللعلم أيضا أسفرت هذه التحسينات المتتالية عن تعديل راتب أمين الشرطة بحيث أصبح يفوق راتب المدرس الجامعى الحاصل على دكتوراه )، وترقية الأمناء حتى رتبة ضابط شرف ( وظنى أن هذا الأمر سوف يخلق عداوة واضحة بين الأمناء وضباط الشرطة الذين درسوا فى أكاديمية الشرطة، أو من ترقى من الأمناء إلى رتبة ضابط بعد حصوله على ليسانس الحقوق ).
اللافت أن الأمناء قد فضوا اعتصامهم على الرغم من أن أولى طلباتهم لم يتم تلبيته وهو إقالة وزير الداخلية وتطهير الوزارة من رجال حبيب العادلى، والسبب معروف بالطبع أن هذين المطلبين تحديدا لا اعتبار أو أهمية لهما لدى المعتصمين، وقد تم وضعهما من قبيل اكتساب تعاطف الرأى العام، وحتى يقال إن الاعتصام ليس من أجل طلبات مادية فقط، ولكنه من أجل تحقيق بعض أهداف الثورة المتمثلة فى تطهير وزارة الداخلية من رجال حبيب العادلى.. ومن ثم فإن هذين المطلبين كانا من قبيل الحواشى التى يتم وضعها من أجل ملأ الفراغ ليس إلا، دون أهمية لها.
وعلى الناحية الأخرى لم يتحمل المجلس العسكرى الاعتصام أكثر من أيام معدودة، ثم خر ساجدا وملبيا لجميع المطالب الفعلية، وصدق على القانون وأرسله لمجلس الشعب الذى سارع بالإعلان عن جلسة طارئة غدا للجنة الدفاع والأمن القومى لمناقشة المشروع، على الرغم من التعليق الإخوانى لجلسات المجلس حتى 6 مايو، لكن كل يهون من أجل عيون الأمناء العسلية!
يعلم الأمناء أن مؤسسات الدولة لن تتحمل غيابهم عن العمل طويلا، وكأن وجودهم كان فاعلا ومؤثرا فى بلد بات الانفلات الأمنى أهم علاماته.. سر فى أى شارع فى القاهرة لتعرف حجم ما وصلت إليه الأوضاع الأمنية والمرورية على وجه الخصوص، الأمناء والضباط من كافة الرتب يقفون بجوار الباعة الجائلين وهم يسدون الطرق ويقتطعون مساحات واسعة منها من أجل بضائعهم المهربة أو غير المعتمدة دون خوف أو قلق.. ما لا يعلمه رجال الشرطة أن سقوط هيبتهم بهذا الشكل أمام الباعة الجائلين ليس رهنا بالأوضاع الحالية التى تعيشها البلاد، ولكنه إحساس سكن قلوب الباعة ومن قبلهم المجرمين، واقتلاعه مرة أخرى ليس بالمهمة السهلة، وسيكون ثمنه تضحيات ودماء من الجانبين.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
البكرى امبابى
الى السيد الدكتور عماد اقول
عدد الردود 0
بواسطة:
hitham
يامعالى الدكتور عماد
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد علام
لماذا كا الحقد يا دكتور يا بيه
عدد الردود 0
بواسطة:
دودى
رد على السيد الدكتور