د.طارق الدسوقى يكتب: الكلمة الأخيرة بشرط !!

الجمعة، 04 مايو 2012 06:13 م
د.طارق الدسوقى يكتب: الكلمة الأخيرة بشرط !! مرشحى الرئاسه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد الإعلان النهائى عن قائمة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية وبعد وضع نهايه للجدل الدائر من اللجنة العليا للانتخابات حول أوضاع المرشحين القانونية وموانع الترشيح وقبول تظلم أحدهم بزعم الخوف من الطعن على الانتخابات الرئاسية برمتها فى حالة ثبوت عدم دستورية قانون العزل السياسى (بحسب رأى اللجنة) وتعريض أعلى منصب فى الدولة بعدم الدستورية ومن ثم يتم إعادة الانتخابات مرة أخرى، فى ظل هذه الأجواء الضبابية والتى يصعب فيها أن تتبنى وجهة نظر واحدة وقاطعة تبقى الكلمة الفصل والأخيرة فى يد الشعب المصرى لتحديد مسار وشكل الدولة المصرية فى الفترة القادمة باختيار رئيس سيعبر بالتأكيد فى حالة فوزه عن غالبية الشعب الذى أعطاه صوته ويبقى عليه أن يكون أيضاً رئيسا لمن لم يعطوه أصواتهم ويرعى مصالحهم وحقوقهم بعدل وحيادية.

كل ذلك سيكون بشرط واحد وهو نزاهة العملية الانتخابية والبعد كل البعد عن حتى شبهة التزوير لكى لا نبدأ الطريق مرة أخرى من أوله حيث تفجرت شرارة الثوره الأولى عقب التزوير الفاضح لانتخابات ٢٠١٠ والتى كانت من الفجاجة بما يكفى لتحريك هذا الجبل الرابض على صدور الشعب المصرى ليعلن عن غضبه وثورته فى ٢٥ يناير ٢٠١١.

الكلمة التى سيدلى بها هذا الشعب تتأرجح وتتغير بحسب تغير المشهد السياسى وتطور الأحداث والقضايا فى الفترة الماضية، فالفرد العادى الذى أحاول أن أعبر عن ما يدور بداخله يريد تركيبه لن يجدها فى شخص واحد من المرشحين مجتمعه ولذلك فعليه أن يقوم بعمل اختيارات ومفاضلات مبنيه على أخذ أفضل التركيبات التى تصل بنا إلى بر الأمان فى هذا الوطن.

إن النزاهة وطهارة اليد هو شىء مفروغ منه ويجب أن لا يترشح من البداية من عليه شبهة من قريب أو بعيد بموضوع النزاهة وطهارة اليد وذلك لما عاناه الشعب من غبن وسرقة واستنزاف للثروات من قبل قلة فاسدة حاكمة ومتحكمة فى أقوات الغلابة.

الشعب المصرى متدين أى أنه يريد شخصا متدينا يحكم بالعدل والمساواة، لأن الدين الذى نعرفه لا يفرق فى الحقوق بين أفراد الوطن على أساس العقيدة أو العرق أو النوع ولنا فى قصة اليهودى الذى برأه الله من فوق سبع سماوات على من ادعى عليه كذبا أحد المسلمين بأنه سارق الدرع الذى كان يحفظه لديه كأمانه من السارق الحقيقى.

ولكن الشعب المصرى أيضا لا يعرف التزمت أى أنه دائما مع الدين ولكن بدون تشدد ويريد الدين بسماحته وبشاشته، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما. لا مانع أن نختلف فقهيا وفكريا من دون تكفير أو تهميش أو استهزاء من طرف للطرف الآخر. بصراحة ما نسمعه من نبرة وحدة بعض المتحدثين فى القنوات التليفزيونية أن الإسلام قادم قادم وكأننا كنا أمه لا تعرف عن الإسلام شيئا ورحم الله الشيخ محمد الغزالى بسماحته وعلمه الذى تربينا عليه، فما أحوجنا هذه الأيام إلى هذا الفهم الصحيح للإسلام الذى يصلح لكل زمان ومكان. إن ما نراه من سلوكيات اعتراضية من بعض أتباع المرشحين المستبعدين فى الشارع يجعلنى مرعوبا على مستقبل مصر إذا استحوذ هذا التيار على السلطة ويجعلنى قلقا على مدى تقبلهم وتعاملهم مع الرئيس الجديد أيا كان !!

2- الشعب المصرى يريد أيضا شخصا قويا يستطيع أن يطبق القانون ويعيد الأمن إلى البلاد والأمان إلى العباد ويدخل البلطجية إلى جحورهم حتى تنتعش البلاد اقتصاديا وتعود السياحة وتعود حركة الحياه إلى طبيعتها.
3- الشعب كذلك يريد رجلا سياسيا يعرف كيف يتحدث مع الخارج، أى دبلوماسى له قبول خارجى يستطيع أن يعكس صورة مصر الحقيقية للعالم ويعبر عن أصالة وتاريخ هذا الشعب العظيم وأن يحسن إدارة ملفات الأمن القومى ويستطيع اجتذاب الاستثمارات الخارجية.

4- الشعب يريد أن يشعر أنه قام بثورة وقدم شهداء ومصابين من أجل حريته وكرامته ومن أجل الحياة الكريمة لأبنائه ولا يريد أن يعود للخلف مره أخرى، يريد رئيسا من الثوار وأنا لا أعنى فقط ثوار ميدان التحرير وميادين الثورة فى أرجاء مصر ولكن أعنى بالثوار أيضا من أيد الثورة من بدايتها وآمن سلميتها ورقيها ويعمل على تحقيق الأهداف التى قامت من أجلها ثورة ٢٥ يناير.

ترى من هو ذلك المتدين، الحازم، الدبلوماسى، الثورى فى المرشحين الرئاسيين؟
لكى أساعدك على الاختيار يجب أولا أن تضع هذه المعايير الأربعة (التدين، الحزم، الدبلوماسية وتأييد الثورة منذ البداية) وترتبها بوزنها وأهميتها عندك وتحدد الحد الأدنى الذى يجب أن يتوفر منها فى أى شخص محل التقييم وعندها تبدأ فى الاختيار.

إن نصيحتى للمرشحين هى فى التعرف على نقاط ضعفهم المتكونة فى عقلية المواطن البسيط ومن ثم التركيز على إصلاح صورتها وإبرازها للعامة حتى تكتمل الصورة لدى الرأى العام وليعلم المرشح جيدا أن اصطناع إحدى هذه المتطلبات الأربعة دون أن تكون موجودة أصلا به سيكون فضحه من أسهل ما يكون فأنا أنصح أن يبرز المرشح الجانب الخفى علينا وليس افتعاله أو تصنعه.


وإليكم أمثلة لما أقول على أبرز المرشحين:

السيد عمرو موسى: يتفوق فى الدبلوماسية والقبول العربى، شخصية تبدو حازمة وحاول أن يتماشى مع الثورة وإن كان ليس مبكرا وأنا شخصيا أفهم ذلك من شخص دبلوماسى وكان يشغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية بما فى ذلك من حساسية رسمية بحكم منصبه، يتحدث عن تحقيق أهداف الثورة وقيام الجمهورية الثانية (كما يحب أن يسميها)، يبقى عليه أن يرد على ما يقال عنه من ناحية التزامه بالدين وأنا لا أعنى أن أرى غداً السيد عمرو موسى ملتحيا ليقول لنا أنه متدين فأنا لى رأى فى التدين لا يرتبط بالمظهر ولى مقال آخر فى ذلك ولكن الشعب يريد أن يعرف إن كان السيد عمرو موسى يصلى؟ ، يصوم؟ ، هل يشرب أم لا؟ لو يريد السيد عمرو موسى تأييدا أكبر من قطاع كبير لابد أن يرد بوضوح وبشكل عملى على هذه التساؤلات وأن يبرز للناس وسطية دينه والتزام بالبعد عن ما نهى الله عنه لأنه إذا أراد أن ينجح فإنه سيكون ممثلا لكل المصريين.

الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح: ثورى ولم يدخل فى حوارات ومهاترات ومساومات مع المجلس العسكرى ورفض الكثير من الحلول التوافقية مع المجلس العسكرى وصحت وجهة نظره فى بعض الأمور مع مرور الوقت فى الفترة الانتقالية، يبدو عليه الالتزام ويظهر عدم المغالاة فى الدين، لا أعلم عن حزمه شيئا وله خبرة فى العمل الخارجى التطوعى من خلال اتحاد الأطباء العرب، عليه أن يؤكد على استقلاليته عن كل الكيانات التى فصلته سابقا أو أيدته حاليا حتى يكون رئيسا لكل المصريين.

الفريق أحمد شفيق: إدارى، شخصية تبدو حازمة، لا يتوفر فيه الحد الأدنى لمتطلبات الثورة كونه كان على رأس الحكومة وقت الثورة (موقعة الجمل) وبعد التنحى وتمت إقالته بضغط شعبى فى ميدان التحرير، وللإنصاف أعتقد أنه وطنى ولا أشك فى ذلك وقد تم الزج به فى الأحداث ولكنه فى كل الأحوال ليس الرجل المناسب فى هذه المرحلة وبالرغم من رأى من يقول من القانونيين إن عودته للانتخابات هى خطأ قانونى وإن اللجنة العليا جهة إدارية كان عليها فقط تطبيق القانون، وإن كنت أرى أن عودته هى فى صالح الانتخابات بصفة عامة حتى لا يتم الطعن عليها إلا أن قناعاتى تقول بفرصه القليلة للفوز أو حتى بلوغ الإعادة.

الأستاذ حمدين صباحى: مناضل ومعارض قديم له تاريخ، الثورية الزائدة تفقده أحيانا قدرا كبيرا من الدبلوماسية على غرار الزعيم الراحل عبد الناصر الذى يتبنى الأستاذ حمدين منهجه، لا أعتقد من خلال متابعتى له أنه يتمتع بهذه القوة والحزم التى تتطلبها المرحلة القادمة، يظهر أنه متدين وسطى يفتقد إلى قدر من الكاريزما والهيبة المطلوبة فى رئيس الجمهورية، يجب أن يعمل على إظهار قدر أكبر من الدبلوماسية وتأكيد أكثر على حرية التجارة وحماية المستثمرين فى ظل قوانين تحمى رأس المال وتمنع الاحتكار وتضمن حياة كريمة للفقراء من خلال فرصة عمل حقيقية يقدمها لهم وليس من خلال دعم ومنح تؤدى إلى التواكل وتزيد أعباء الدولة.

إن اختيار الرئيس القادم بعد ثورة 25 يناير هو شىء محير ولكن من سيستطيع أن يقنعنا من المرشحين بجوانب شخصيته الخفية عن أذهاننا سيكون له نصيب أكبر فى صوت وكلمة الشعب المصرى الأخيرة التى سيعطيها لشخص واحد لأن هذا الصوت الانتخابى لا يقبل القسمة على اثنين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة