تشهد وزارة الزراعة المتمثلة فى لجنة الآفات والمبيدات الزراعية ومعهد حماية وقاية النبات، ارتباكا وقلقا على مسئوليها معلنة عن حالة الطوارئ بعد أن عاودت حشرة" التوتا ابسليوتا" مهاجمة حقول الطماطم بالعديد من المحافظات، بعد اختفاءها خلال الموسم الشتوى فى غياب تام لوزارة الزراعة دون تفادى هذه الآفة، منذ دخولها إلى مصر فى سبتمبر عام 2008 بمحافظة مطروح.
وانتشرت الآفة بصورة كبيرة فى مختلف المحافظات، مما كان له أثر كبير فى إصابة محصول الطماطم بخسائر كبيرة منذ عامين وتسببت فى ارتفاع أسعار الطماطم إلى 20 جنيها للكيلو، بالإضافة إلى إصابة بعض المحاصيل الباذنجانية والبطاطس، مما يعد تهديدا للمحاصيل الخضراوية الإستراتيجية الضرورية.
وأكد مصدر مسئول بوزارة الزراعة فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن التوتا "ابسليوتا" بدأت فى الظهور مرة أخرى والانقضاض على حقول الطماطم والمحاصيل الباذنجانية، ولم تقم الوزارة بطرح اسم مبيد حتى الآن يقاوم هذه الحشرة، مما اضطر المزارعين لشراء مبيدات مهربة، يقولون إنها مبيدات فعالة تحت اسم ( توتا سليوتا) يقوم ببيعها أصحاب المحلات ببعض المحافظات ومنها كفر الشيخ، ولكن فى الخفاء وللمزارعين المعروفين للتجار وبأسعار مرتفعة ومبالغ فيها، مما يؤكد أن المزارع سيتكبد خسائر كبيرة نتيجة مقاومة هذه الحشرة.
من جانبه، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، فى تصريحات لــ "اليوم السابع"، إن ظهور حشرة التوتا "ابسيليوتا" يعد خطرا فى هذه الأيام مع ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها ملحوظ على بعض المحاصيل الرئيسية، وعلى رأسهم المحاصيل الباذنجانية البطاطس والفلفل الرومى والطماطم، مما يؤدى إلى خسائر فادحة على الاقتصاد المصرى، لافتا أن وزارة الزراعة لم تتعظ من أى آفة دخلت البلاد ولم تعلن عن مبيد حتى الآن لتفادى الحشرة التى تدمر الاقتصاد المصرى، قائلا: إن نظام الإرشاد الزراعى أصبح معدوم والمرشد الزراعى لم يقم بعملة الأساسى لمنع الإصابة، وتفادى خسائر اقتصادية تقدر 90% إلى 80% من المحصول.
وأضاف أستاذ الزراعة أن الحشرة دخلت عن طريق الحدود الليبية عبر الرياح الغربية، وموجودة فى معظم بلاد العالم ولكن يتفادونها، قائلا: للأسف كل المبيدات المغشوشة دخلت مصر بعد ثورة 25 يناير وكلها مبيدات إسرائيلية، لافتا أن مصر أكثر سوق عشوائية على مستوى العالم فى المبيدات، بسبب عدم الرقابة الحدودية ما بين إسرائيل وقطاع غزة على المبيدات المهربة.
وأشار إلى أن أسواق المبيدات فى مصر تعانى من فوضى رهيبة إلى الحد الذى يمكن معه القول، إن 95% من المبيدات الموجودة بالسوق مغشوشة أو منتهية الصلاحية أو مهربة ومسرطنة تصيب الإنسان بمرض السرطان.
فيما أشار محمد عبد القادر، نقيب الفلاحين، أن وزارة الزراعة تتجاهل الفلاح ولا تقوم الوزارة بطرح أصناف مقاومة لتلك الآفة، وصغار المزارعين حائرون بين تجار المبيدات التى رفعت أسعار المبيدات المقاومة لحشرة "التوتا ابسليوتا" مع افتقادها لمرجعية مثل وزارة الزراعة، مما يجعلنا مضطرين لاستخدام أى مبيد يقاوم هذه الحشرة اللعينة التى دمرت محاصيلنا بشكل كامل العام الماضى وقبل الماضى أين دور الإرشاد الزراعى فى مصر.
وطالب نقيب الفلاحين الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء بدعم خاص للمرشدين الزراعيين على مستوى الجمهورية وتوفير 500 مرشد بالمحافظات، لممارسة عملهم مع توفير مصائد للتخلص من الآفة وطرح أصناف مبيدات وهرمونات جديدة وعمل صندوق كوارث لصرف تعويض للمزارعين.
من جهة أخرى، أوضح عادل الغندور، الخبير الزراعى أن حشرة التوتا "ابسليوتا" والتى نشطت مؤخرا وبدأت فى مهاجمة محاصيل الباذنجية وعلى رأسها الطماطم والبطاطس قادرة على تدمير فدان طماطم تماما، خلال يومين، حال وجود الحشرة بنفس الكثافة التى تواجدت به خلال العامين الماضيين، والتى كانت الأشرس فيهما، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التى تؤدى إلى ازدياد أحياء البويضات الآفة وانتشارها بشكل كبير.
ارتباك وطوارئ بـ"الزراعة" لمهاجمة حشرة" التوتا ابسليوتا" للطماطم
الجمعة، 04 مايو 2012 08:22 ص