محمود عزب: الأزهر لا ينحاز لأى تيار وليس طرفاً فى أى معادلة سياسية

الخميس، 31 مايو 2012 03:38 م
محمود عزب: الأزهر لا ينحاز لأى تيار وليس طرفاً فى أى معادلة سياسية جانب من اللقاء
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، إن الأزهر عانى كمؤسسة طوال عقود النظام السابق من تراجع دوره التاريخى، والآن وبعد مرور عام على نجاح الثورة المصرية برز دوره كمؤسسة وطنية جامعة تطلق المبادرات، وتوحد الجهود، وتحل الخلافات من أجل استقرار الوطن.

وأكد أن الأزهر يمارس دورًا وطنيا معروفًا تاريخيا وحضاريا ولا يمارس السياسة؛ فأبوابه مفتوحة لكل أبناء الوطن، ولا ينحاز لأى فصيل سياسى أو دينى على حساب آخر، وليس طرفًا فى أى معادلة سياسية أيًّا كانت، والحقيقة أنه عندما تُستضعف مصر يُستضعف الأزهر ويصيبه ما يصيبها؛ لأننى أومن بأن الأزهر "أخو القاهرة التوأم"، والتوأمان غالبًا يصيب أحدهما ما يصيب الآخر؛ فإذا كانت مصر كلها قد أصابها الخلل فإن الأزهر قد تسرب إليه بدرجة ما، من هذا الخلل، ككل المؤسسات المصرية؛ لأنه لا يعيش فى كوكب آخر منعزلاً، بل يعيش على الأرض.

جاء ذلك خلال اللقاء العلمى الذى عقد بمشيخة الأزهر، اليوم، وضم مجموعة من علماء الأزهر الشريف و25 من أساتذة وطلاب جامعة النمسا، وأضاف عزب أنه من الإنصاف أن نؤكد أنه كان دائمًا فى الأزهر عقول تدرك مواطن الخلل، وكانت مستعدة للإصلاح، وعندما أتتها الفرصة المناسبة بوصول الدكتور "أحمد الطيب" إلى مشيخة الأزهر، انطلق قطار الإصلاح بدءًا بالتعليم الأزهرى وتطويره، وتكثيف الحوار الجاد بين الإسلاميين والعلمانيين، وبين أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة، وبين المسلمين وغير المسلمين من المسيحيين واليهود، وليس الصهاينة الإسرائيليين الذين يمارسون ضد الفلسطينيين أقصى درجات العنف، والإقصاء، والقتل، ومصادرة الأراضى؛ فالأزهر لا يقبل أى اتصال من أى نوع مع هؤلاء.

وعندما أتت تلك المعجزة الإلهية، بل هذا القدَر الإلهى، وهى الثورة المصرية، نهض الأزهر بسرعة، ووضع كفه فى كف القاهرة، وبدأ يستمد قوةً من قوة مصر الجديدة، ومصر أيضًا استفادت وستستفيد من قوة الأزهر؛ لأنه بيتها ومرجعها وأسرتها التاريخية العريقة.

وعن بيت العائلة قال الدكتور محمود حمدى زقزوق عضو مجمع البحوث الإسلامية وأمين عام بيت العائلة: إنها مبادرة أطلقها شيخ الأزهر فى ديسمبر 2010م عقب أحداث تفجيرات كنيسة سيدة النجاة فى العراق؛ وهى هيئة مصرية عُليا بها ممثلون عن الأزهر والكنائس المصرية، وشخصيات كبرى من غير الأزهر ومن غير الكنائس مسلمين ومسيحيين وعلماء متخصصون فى كل أنواع العلوم الاجتماعية والدينية والإنسانية والقانونية.

وأوضح أن لبيت العائلة مجلسين: مجلس أمناء، ومجلس تنفيذى، وله هدفان أساسيان هما: إصلاح الخطاب الدينى المسيحى الإسلامى، والتركيز على القيم المشتركة العليا مثل: قيم العلم والحق والسلام والعدل والتنمية والنهضة، وبث هذا الخطاب عبر وسائل الإعلام وتدريسه فى بداية العام المقبل للطلاب المصريين فى المدارس مسلمين ومسيحيين؛ فالمسيحية دين المحبة، والإسلام دين الرحمة؛ {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، ونحن نريد لمصر أن تنهض بالمحبة والرحمة.

أما الهدف الثانى لبيت العائلة فهو: دراسة الأسباب الحقيقية للاحتقان الطائفى، بعد دراسة المشاكل الاجتماعية والسياسية التى أدت إلى ذلك، والتى كانت تلبس ثوب الدين؛ بحيث تقوم اللجنة بالفصل بين الأسباب الدينية والسياسية؛ لمعرفة ما إذا كانت المشكلة سياسية أو اجتماعية؛ فيطالب الجهات المختصة بحلها، أما إذا كانت خاصة بالدين فسيتدخل بيت العائلة لحلها.

وأكد المشاركون على أن الأزهر مارس عبر عصور مصر المختلفة دورًا تاريخيًّا وليس علميًّا فحسب، بل دورًا وطنيًّا نهضويًّا رائدًا؛ فمن رحابه انطلقت المسيرات المندِّدة بالاحتلال الفرنسى ثم الإنجليزى، بالإضافة إلى كونه يمثل جامعة إسلامية عريقة تحتضن كل مسلمى العالم باختلاف ألوانهم ولغاتهم وجنسياتهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة