يا خسارة عشنا الحلم وبنينا الآمال، ولكن الآمال طارت على الرمال ولم يعد هناك معالم للأمل الذى عشته وعاشه كل مصرى فى أن نكون دولة محترمة من دول المقدمة فى الديمقراطية والتحضر ولكن هناك من أبى أو استكثر علينا ذلك الحلم الجميل فى التجديد والتطوير والتخلص من كل ما يذكرنا بالعصر والنظام البائد.. لنبدأ عصر الديمقراطية الحقيقية ونختار رئيسا بأنفسنا ليحكمنا وإن لم يوفق نكون مؤهلين لاختيار آخر بإرادتنا.
ولكن التلاعب فى القوانين وعدم تطبيقها على الجميع سواسية فمازلنا نراعى رموز النظام البائد لسبب لا ندرى، يجعلنا نبحث ونضع جميع الاحتمالات لنشك ونرتاب فى أشخاص قد لا يكون لهم علاقة بما يحدث ولكنهم يضعون أنفسهم فى موقع الشبهات لأنهم يسهلون ويمهدون الطرق أمام رموز النظام البائد، وذلك ما حدث فى انتخابات الرئاسة طفا على السطح من لم يكن يتوقعه أحد بمساعدة عوامل كثيرة مشروعة وغير مشروعة، لتخرج علينا نتائج هزلية لا ترقى لطموحات شعب ثورى قام بثورة لتطهير مصر من الظلم والطغاة.
فللأسف القوانين مازالت لا تطبق إلا على الضعاف، بينما الطغاة والقتلة والذين تلوثت أيديهم بدماء المصريين مازالوا فى جبروتهم دون يقف أمامهم أحد، فقانون العزل لم يطبق على أحد والقوانين الرسمية التابعة للدستور الطبيعى هزيلة لا تحكم على الفاسدين والطغاة إلا ببضع سنوات قد لا تعد على أصابع اليد الواحدة وغرامة تعتبر نقطة فى بحر، وقد يستأنف ضدها ليخرج الطغاة واللصوص والعابثون بالفساد والفاسدون براءة لضعف الأسانيد ليعيثوا فسادا مرة أخرى.
لنظل نتحسر على الأحلام الوردية بعد تحقيق حلم الثورة التى أشاد بنظافتها وطهارتها العالم ليعمل آخرون على قتلها وتفريغها من مقدراتها وأهدافها لتذوب بلا رجعة ليسعد الكبار والفاسدون بتضخم ثرواتهم من دم الشعب وليظل الفقراء ليزدادوا فقرا على فقرهم.. لنتحسر وتموت البسمة على شفاهنا بينما هناك من يهللون ويطبلون لعودة النظام البائد مرة أخرى ليقول من أحبوا هذا الوطن بصدق وتمنوا له الخير والرقى.. بكل ألم وحسرة يا خسارة يا مصر.
