حسام الشيخ يكتب: الثورة فى خطر

الخميس، 31 مايو 2012 07:37 ص
حسام الشيخ يكتب: الثورة فى خطر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعب الذى أراد يوما إسقاط النظام، هو نفسه الذى يختار أحد أباطرة النظام الذى ثار عليه ليصبح رئيسا له.
مفارقة غريبة، ولكنها تنضوى تحت مظلة ما يسمى بالديمقراطية، التى ينبغى على المصريين أن يقبلوها، وإلا سيوصمون بجهلهم بهذا المصطلح.
ورغم أن الصندوق الانتخابى لم يحسم أمر الـ51% لصالح واحد من المرشحين، حيث حقق محمد مرسى المركز الأول بنسبة تصويت 25.5%، ويليه فى المركز الثانى أحمد شفيق بنسبة 24.8%، إلا أن الإعادة بهذا الشكل ربما لن تكون فى صالح الثورة.
والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة .. ما الذى أوصل شفيق إلى هذه المرحلة؟ ومن تسبب فى تفتيت أصوات الناخبين بين صباحى وأبو الفتوح اللذين احتلا المركزين الثالث والرابع، فيصيب ذلك فى مصلحة شفيق؟
ولماذا لم ينتبه لذلك السادة المرشحون الأفاضل الذين "صدعوا" الشعب صباح مساء ليقنعوه بكل السبل وعبر كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بأنهم أصحاب فكر وإرادة ورؤية سياسية صائبة، بل وأنهم وليس غيرهم الأجدر على قيادة مصر بعد الثورة؟ ولماذا أيضا لم يبادر أحدهم بالانضمام إلى حملة الآخر فيحافظوا على أصوات الناخبين المتحمسين لثورتهم والمتأملين فى تتويجها باختيار رئيس ينتمى لفكرهم ويدافع عن مبادئهم التى دفعوا حياتهم ثمنا لها، وكانوا هم الوقود الحقيقى للعرس الانتخابى الذى لم نعدّ له العدة بالشكل الذى يضمن حسمها لصالح الثورة –كما يرى المراقبون السياسيون-؟!
أخطأ الجميع فى تقييم أهمية اللحظة..
فالمرشحون أخطأوا فى حساباتهم وآثروا ذواتهم على المصلحة العليا للبلاد، فأهدوا فرصة ثمنية لمن يحسبون على النظام البائد، فتصدروا المشهد الانتخابى، بل وسيجبر الناخبون على التوجه مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، مع تخوف الكثيرين من أن تكون تلك هى الضربة القاضية التى ستقضى على الثورة فى مصر.
وأخطأ الناخبون من جهة أخرى، حينما اعتقدوا أن الاستقرار الذى يحلمون به سيأتى باختيارهم لواحد ينتمى إلى النظام الذى ثاروا ضده، استعجالا منهم لجنى ثمار ثورة لم يعترف بها – فى الأساس- من أعطوه أصواتهم.
وأخطأ من جهة ثالثة القائمون على البلاد وبتضامن كل القوى السياسية وبمشاركة الإعلام عندما تفننوا جميعا فى تشويه الثورة والثوار لدرجة أثرت كثيرا فى قناعات الشعب فأصبح يتهم من قدموا أرواحهم فداء للوطن وسعيا لتوفير حياة كريمة بأنهم بضعة بلطجية لا شهداء ضحوا بحياتهم ليعيش المصريون.
والآن .. أليس من الواجب أن تستوعب القوى السياسية الخاسرة الدرس، وتصطف لحشد طاقاتها وجماهيرها فى اتجاه المرشح الذى يجب أن يضع فى أولوياته الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير، حتى لو اختلفوا معه فكريا.. أم أن تلك القوى ستتعامل بنفس المنطق الأنانى فتعرض الثورة لخطر مؤكد، ربما يقضى عليها وعلى آمال ومستقبل المصريين بأكملهم؟
ألم يئن الأوان لـ (حزب الكنبة) الذى وصفه الشباب بأنه "جيل طول عمره عاش ظالمنا بسكوته، وجه النهارده يموتنا بصوته"، أن يتحرك ليعيد للثورة زخمها، وليحفظ أرواح وأجساد ودماء أبنائه، الذين وقفوا بصدورهم عارية لمواجهة بطش من يدعمون مرشحا اعترف بلسانه بأن مبارك مثله الأعلى؟!
وأخيرا.. هل يعى الشعب المصرى أن العالم كله ينتظر اختياره لرئيس جدير بأن يكمل مسيرة ثورته ويحقق أهدافها، ويعيد الاستقرار إلى مصر والمنطقة بأكملها؟ أم أن المصريين سيصبحون أضحوكة الشعوب؟






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الربان

اللي تعود يبقي عبد مايقدرش يكون سيد

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام الشيخ

دولة الفساد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة