عدد من الملفات الشائكة والقنابل الموقوتة فى انتظار رئيس مصر القادم، يأتى على رأسها أزمة نقص المواد البترولية، والتى تتفاقم يوماً بعد الآخر دون حل لها، رغم تصريحات المسئولين الوردية، إلا أن المشهد على أرض الوقع يختلف كثيراً ويكشف أن الثورة لم تصل إلى محطات البنزين.
لم تكن طوابير الانتخابات منفردة وحدها بالمشهد العام، فكانت طوابير السيارات أمام محطات البنزين صاحبة النصيب الأكبر من اهتمامات المواطنين الباحثين عن الوقود، حيث انتشرت الطوابير فى مختلف شوارع العاصمة وأمام محطات الوقود بشكل ينذر بكارثة حقيقية تطول المواصلات العامة وتشل حركة السيارات الخاصة، يدفع ثمنها المواطن البسيط بعد أن يتذوق مرارة زيادة التعريفة المخصصة للركوب يوماً بعد الآخر.
رصد "اليوم السابع" المحطات التى تشهد طوابير السيارات أمامها، حيث شهدت محطة بشارع رمسيس تكدساً لعشرات السيارات أملاً فى الحصول على ما يكفى احتياجاتها، مما تسبب فى إصابة حركة المرور بالشلل، وفى محطة "الترعة البولاقية" اصطف السائقون وأصحاب السيارات ساعات طويلة أمام المحطة، فى انتظار قيام سيارة تفريغ الوقود بالانتهاء من تفريغ شحنتها وإمدادها بكميات من السولار تكفى احتياجات المواطنين.
وأكد المواطنون أن سبب الأزمة إهمال المسئولين بالتموين فى المحافظة، وعدم قيامهم بدورهم الرقابى فى متابعة عمليات البيع والشراء، بالإضافة إلى تجاهل تسرب الوقود بجميع أنواعه إلى السوق السوداء.
بينما أكد عماد رياض، "سائق"، أنهم سيلجأون إلى زيادة التعريفة على المواطنين، لخلق ثورة جديدة ضد الحكومة التى فشلت فى احتواء الأزمة، مشيراً إلى أنه يحصل على البنزين من بعض المواطنين الذين يستخدمونه فى الورش والمحلات، والذين يحصلون عليه من محطات الوقود ويبيعونه بسعر مضاعف بهدف التربح منه، لافتاً إلى أنه يظل منتظراً ساعات طويلة أمام المحطات للحصول على البنزين ولم يستطع الحصول عليه.
وطالب رياض بالسيطرة على ظاهرة تعبئة "الجراكن" من محطات التموين ومنع بيعها إلا برخصة القيادة، بالإضافة إلى منع إعطاء المواطنين كميات كبيرة لعدم استغلاله وبيعه فى السوق السوداء.
فيما قال أحمد رمزى، "سائق"، إننا نضطر للوقوف طوال الليل حتى نحصل على 20 لتر سولار لتشغيل السيارات فى ظل وجود من يبيع "الصفيحة" بــ40 جنيهاً أى ضعف الثمن فى السوق السوداء، ونضطر لشرائها حتى لا تتعطل سياراتنا، متسائلاً، أين دور الحكومة فى حل المشكلة، ولماذا هذا التراخى؟.
وقال أحمد محمد على، "سائق"، إنه يتوقف بالساعات أمام محطات البنزين لتموين السيارة، مشيراً إلى أنه عند اقتراب السيارة من "طرنبة البنزين" يفاجأ بعبارة العاملين المعتادة "السولار خلص"، متسائلا، هل سيقضى الرئيس المقبل على أزمة نقص المواد البترولية ويحجم السوق السوداء أم لا؟، فى إشارة منه إلى أن الحكومة الحالية ومجلس الشعب فشلا فى حل الأزمة ولن يستطيعا السيطرة عليها.
فيما أكد رضا نبيل، "سائق"، أن عدم الاستقرار السياسى هو السبب فى هذه المشكلات، وأنها لن تنتهى إلا بحدوث استقرار سياسى يؤدى إلى استقرار أمنى وتنمية اقتصادية، مشيراً إلى أنه لن يحدث هذا الاستقرار إلا بعد تولى الرئيس منصبه، متسائلا، هل سيستطيع الرئيس المقبل فى القضاء على الأزمة.
من جانبهم، أكد محمود عبد العزيز، مدير مديرية التموين بمحافظة القاهرة، أن سبب الأزمة هو توافد عشرات السيارات من مختلف المحافظات للحصول على ما يكفى احتياجاتهم، مؤكداً أن الحصة التى تحصل عليها القاهرة 9 ملايين لتر يومياًَ، وأن احتياجات القاهرة أقل بكثير، وهذا ما يؤكد أن هناك فائضاً فى الكمية التى تحصل عليها المحطات.
وأضاف عبد العزيز، أن هناك فائضاً فى بنزين 90 و92 مقارنة بباقى الأيام الماضية، مشيراً إلى أن هناك اتصالات مكثفة وتنسيقا بين الهيئة العامة للخدمات البترولية ومسئولى وزارة البترول والدكتور عبد القوى خليفة، محافظ القاهرة، لضخ كميات إضافية خلال الساعات القادمة لتخفيف نسبة العجز.
البنزين والسولار قنبلة موقوتة بانتظار الرئيس.. والسائقون يتساءلون: هل سيقضى الرئيس على الأزمة؟.. ويهددون بزيادة التعريفة وبدء ثورة ضد الحكومة.. و"التموين": توافد سيارات من المحافظات سبب المشكلة
الخميس، 31 مايو 2012 04:34 م
أزمة البنزين والسولار تتسبب فى ازدحام شوارع القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة