الصمت الحزين يقطعه الحوار الضاحك مع المذيعة المتأنقة.
ترفع الصوت بالريموت كنترول ولا يبدو عليها الانزعاج من حديثه حول التهديدات بالقتل التى تأتيه بسبب مواقفه السياسية.
ضحكت وقهقهت وهى تردد بلهجة ساخرة: اغتيال.. اغتيال.
صمتت وفكرت وجعلت تراوح بصرها بين المذيعة المتأنقة وبينه بملابسه الزاهية وابتساماته المصطنعة، وبين الريموت كنترول الأسود الذى أمسكته بيد واحدة على هيئة مسدس مصوباً باتجاه رأسه.
حركت الأصبع السبابة.. تِك تِك، ثم نفخت بشفتيها دخان الكبت الصاعد.
الليلة غير عادية، تمنع قلبها من الرقص وروحها من الغناء، وتلزم مشاعرها بالوقار وتحرم خيالها من الذكريات.
لا تبالغى فى إظهار سعادتك.
ضعى حداً لمأساتك ومعاناتك معه.
لا تبدين أمامه تلك المرأة الضعيفة التى كانت.
ولا تحدثيه كثيراً عن الفقد والوحشة وطول الانتظار.
كونى قوية متماسكة ولا تخشين بطشه وقسوته.
واجهيه بالحقيقة.
بكذبه وخداعه وخياناته.
ماذا سيفعل بكِ بعد كل ما فعل؟
ماذا بعد أن استولى على كل ثرواتك وبعد أن بعثرها على نزواته؟
ماذا بعد الخيانة والكذب والخداع طول هذه السنين؟
حاربتُ من أجل الوطن، سهرتُ الليالى الطوال فى خدمة وطنى العزيز، بنيت النهضة وانحزت للفقراء ومحدودى الدخل.
رسمتْ المذيعة المتأنقة ابتسامة عريضة جداً وهى تستأذنه لإفساح المجال لتساؤلات السادة المشاهدين.
تنحنح وقال متصنعاً الثبات: أوى.. أوى ما فيش مانع، بكل سرور.
المشاهد سمير يسأل عن تلقيك رشاوى أثناء خدمتك السابقة فى مصلحة الكهرباء؟
أنا لا أرد على اتهامات مغرضة.. ومن لديه اتهام فليتفضل به إلى النائب العام.
المشاهدة سمر تسأل عن اشتراكك فى قمع المعارضين السياسيين.
هذه أكذوبة كبرى. .أنا رجل شريف مسالم وأنا دائماً مع حرية التعبير والرأى.
الدكتور رأفت يدعى أن لديه مستندات خطيرة حول اهدارك للأراضى والثروات لصالح الفاسدين بأبخس الأثمان.
كل من لديه مستندات فليتفضل بها مشكوراً إلى النيابة.. أنا لا أخشى من أحد وصفحتى بيضاء ناصعة وناصعة البياض؟
الدكتورة يارا تشكك فى قدراتك فى الاستمرار فى العمل السياسى بسبب ما يلاحقك من ملفات فساد، ولأن المرحلة القادمة تحتاج لرجل يحبه الشعب؟
أنا قادر على الاستمرار ومن قال إن الشعب لا يحبنى؟ الشعب يحبنى جداً وأنا أحب الشعب، وهناك ملايين تؤيدنى.
خفضت بالريموت من صوت التلفاز وضغطت على أزرار الهاتف.
من المتحدث.
أنا زوجة مناضلكم السياسى.
أهلاً هذا شرف لنا وفرصة سعيدة جداً أن تتواصل معنا المدام فى هذا البرنامج الجميل فى هذه الأمسية الرائعة.
هكذا ردت المذيعة المتأنقة وهى تتكلف فى نطق مخارج الحروف وتعاود رفع قَََصْتها بأناملها عن عينيها.
أهلاً حبيبتى.. أعرف جيداً لماذا تتصل زوجتى الحبيبة، فالليلة عيد زواجنا، وسنحتفل به معاً.
أنتظرك الليلة بفارغ الصبر يا زوجى الحبيب.
أشتاق إليك وإلى رؤياك.
المذيعة تبتسم فى دلال، قبل أن تصرخ صرخة رقيقة حتى لا تهدم مكياجها المكثف وهى تتابع الطعنة التى تلقاها المناضل السياسى عبر الهاتف من زوجته الحبيبة.
امتقع لون وجهه والتوت عنقه إلى أسفل مع كلمات الزوجة التى خرجت حارقة خارقة كالطلقات.
كذاااااااااب.. خااااااااااااين.. زييييييييييير نساء.. مخااااااااادع.. طماااااع.
ولو كنت قدرت تخدعنى وتخوننى وتكذب عليا.. مش هتقدر تكذب ع شعب بحاله.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المصررررررررررررري
نعم للدكتور محمد مرسي ولا والف لا للفلوووووووووول الفاسدين
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالفتاح بكير
فرح وخوف