لا تنفك ماكينة الإعلام الإخوانية عن التفكير المبدع والخلاق، والذى عادة ما ينتج أفكارًا جميلة ليست ناجمة عن الخيال ومعسول الكلام بل هى مولودة من رحم الوطنية، وحب هذا البلد والرغبة فى لم الشمل وجمع الشتات.
"قوتنا فى وحدتنا" هذا الشعار الجميل يأتى بعد أن تقدم الدكتور محمد مرسى بتعهدات تنم عن رغبة فى التسامى فوق جراح الانتخابات، وما سببته من آلام قبل، وبعد انعقاد جولتها الأولى.. التصالح والتسامى والتقارب والتعاون مفردات تعبر عن قيم نسعى إليها جميعًا، ونحن وإن كنا قد افتقدناها جميعًا فى الجولة الأولى، فتلك هى طبيعة العمل السياسى الذى أحيانًا ما يكون جافًا صلبًا فينكسر على عتباته البعض، وهنا يتعين على الجميع أن يسعى للأخذ بيده لأن المعركة سياسية وليست عسكرية يحسب النصر فيها بعدد القتلى وحجم الأشلاء.
المعركة السياسية يجب أن تكون محصورة فى الجانب السياسى، نختلف أو نتفق، نقترب أو نبتعد لكننا لا نَخرُج ولا نُخرِج أيًا منا من دائرة الوطنية، كما أن ما يسقط فى تلك المعارك السياسية يجب أن يكون مؤقتًا وأن يستعيد الكل عافيته فرب سقوط يعيد صاحبه إلى المجد والعلياء ورب فوز يغر أهله فيسقط بهم فى مكان سحيق.
الوحدة المصرية مطلوبة اليوم وخصوصًا من الثوار الذين شرفوا الساحة الانتخابية، وبرهنوا على أنهم قادرون على الفعل الإيجابى وجلب وحشد الأنصار، هذه الروح الإيجابية لا يجب أن تتبخر لمجرد عدم تأهل المرشحين للجولة الثانية، بل يجب أن تبقى وتعمل وتناقش وتشارك وتطرح آراءها بقوة.
رغم خسارة أبو الفتوح وصباحى فى سباق الرئاسة، لكننى أعتقد أن الرابح الحقيقى، هو شباب مصر الذى يتوق اليوم أكثر من أى وقت مضى للتوحد.
لقد جاءت دعوة الدكتور مرسى وتعهداته المخلصة، والتى أجزم بصدقها وبقدرته على الوفاء بها، هذه التعهدات ألقت بالكرة فى ملعب مرشحى الثورة، وفى ملعب كل حر وثائر.
على الجميع أن يتحرك ويندفع بقوة ليعطى حملة مرشح الثورة المتبقى د. محمد مرسى، زخمًا ثوريًا يعيد إلينا أيام الثورة الأولى.. الثورة التى يريد البعض أن تكون نارًا تحرقنا لكى يجلس على أطلال الوطن وينادى من ميدان التحرير "يا مبارك ها نحن قد عدنا".
حان وقت التوحد.. وقوتنا فى وحدتنا.