لم تكن نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية مفاجأة لى، بل كانت متوقعة، وإن كانت محزنة، ولا يمكن أن تكون المقدمات سيئة فتأتى النتيجة مذهلة ورائعة، وما صاحب النتيجة من حالات تشنج واستغراب من قبل بعض القوى المسماة بالثورية والتى تحتكر لفظ الثورية، يدل على قلة خبرتها وقراءتها الحالمة بعيداً عن الواقع، وما يدلل على ذلك ما يلى:
1) احتكار البعض للفظ القوى الثورية فمثلاً يعتبرون أبو الفتوح ثورياً، ولا يعتبرون مرسى ثورياً، مع أنهما كانا معاً أثناء الثورة فى جماعة واحدة، وهى جماعة الإخوان المسلمين، واعتقل مرسى يوم 28 يناير بسبب الثورة ولكن فجأة أصبح أبو الفتوح ثوريا لانشقاقه أو فصله من الجماعة، وأصبح مرسى لا يمثل القوى الثورية لاستمراره فى الجماعة.
2) تناسى هؤلاء الثوار أن الإخوان مشاركون بصورة أساسية فى الثورة ونجاحها ولا داعى لذكر الدلائل التى يعلمها الجميع، واسمعوا تصريحات بلال فضل وساويرس ونوارة نجم بعد موقعة الجمل.
3) دخول البعض فى حالة من الوهم الكبير بأنه سيحسم المعركة من أول جولة لذا رفض الاتفاق مع حمدين لعمل مجلس رئاسى واشترط أن يكون هو الرئيس، كما رفض أن تتوحد القوى الإسلامية إلا أن تكون تحت قيادته، فكانت النتيجة المرسومة من قبل القوى التى تلاعبت به وفتحت له وسائل إعلامها واستطلاعات رأيها المعدة سلفاً من أجل تشتيت الأصوات ووصول شفيق إلى الإعادة، ولم يجن هو أى مركز من المراكز الثلاثة الأولى.
4) التعامل مع مصر بأنها تورتة جميلة وكبيرة يريد كل شخص أن يحصل على نصيبه منها، فهذا يطلب رئاسة الجمهورية وآخر يتوق إلى نائب رئيس أو رئيس وزراء، وهذا الحرص على جنى الثمار قبل النضج سيؤدى إلى خسارة الجميع، ولا أتصور محباً لمصر يأخذ ثمناً لعدم ضياع مصر وإعادة إنتاج النظام القديم.
5) التفرغ للهجوم على الإخوان من السادة مرشحى الثورة كما يدعون أثناء حملتهم الانتخابية، فهم لم يقدموا برنامجاً سوى سب وقذف الإخوان بسبب تنظيمهم وقوتهم، وبدلاً من استغلال قوة الإخوان لاستكمال الثورة قاموا بتشويه صورتها والادعاء بأنها تكوش على كل شىء مع أنهم يعرفون جيداً أن حزب الحرية والعدالة لا يمثل أغلبية فى مجلس الشعب، كما أن هذا المجلس جاء بإرادة شعبية وليس بتزوير أو تعيين، ولم يحصل الإخوان على منصب تنفيذى واحد من الخفير إلى الوزير.
وهناك أخطاء كثيرة للجميع سبقت الانتخابات، ولكن الخطأ الأكبر الذى لن يغفره التاريخ هو ما يحدث الآن من البعض من استكمال تشويه الإخوان، وظنهم أن الإخوان الآن فى موقف ضعف بسبب دعوتهم للاصطفاف الوطنى لحماية الثورة، حتى إن أحدهم يطالب مرسى بالتنازل بعد تحقيقه المركز الأول فى الانتخابات، فيقول أحدهم صراحة (لن نقف مع مرسى بلا ثمن) و(لابد من تقديم تنازلات وضمانات مكتوبة) أى أنها وبصورة أكثر وضوحاً لن نقف فى صف الثورة وسنترك مصر هدية للنظام القديم إذا لم نأكل من التورتة وهذه التصريحات مسيئة لمن صرح بها، وستجعل الكثير ينفض من حول الثورة ويتمنى عودة النظام القديم ولينجح شفيق، كما يجب فضح هؤلاء أمام الشعب حتى لا ينخدع بوطنيتهم وثوريتهم المزعومة.
لا يتخيل أحد من هؤلاء مدعى البطولة أن الشعب عنده استعداد للنزول للميادين من أجل أناس كل همهم الحصول على منصب، كما
أن النزول للميادين بعد الانتخابات غير قانونى ولو قام النظام بضربهم جميعاً بالنار لن يلومه أحد من الداخل أو الخارج لأنه بكل بساطة يحافظ على إرادة الشعب والشرعية التى جاءت عبر صناديق الانتخاب.
ولكن الصورة ليست مظلمة فهناك من الأشخاص الذين أثبتوا أنهم وطنيون بحق لا ينتظرون مغنماً من اصطفافهم خلف مرشح الثورة الدكتور مرسى فأعلنوا دعمه صراحة دون طلب قطعة من التورتة.
يا سادة نحن جميعاً فى خطر، وإذا استمرت هذه اللغة من تغليب المصالح الضيقة على مصالح الوطن فسيحصل شفيق على الرئاسة وحق له ذلك، وسيتم تكريم مبارك فى ميدان التحرير، ورحم الله الشهداء الذين قدموا أنفسهم الذكية فداءً لوطنهم، ولو علموا أن هناك من يتاجر بدمائهم ويطلب ثمناً للوقوف مع الحق فى وجه الظلم ما ضحوا وما ماتوا.
مرسى وشفيق
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جنة
مش مهم العنوان
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
ابتزاز سياسي
عدد الردود 0
بواسطة:
سعد سعيد
اعقل وافضل كلام فى الفوضى والكذب والتلفيق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفي الأسمر
لا فض فوك أستاذ عبدالعزيز مجاور