بدأ اليوم الأربعاء، بقصر السلام والتوافق بعاصمة كازاخستان أستانا، أعمال المؤتمر الرابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية تحت عنوان (السلام والتوافق خيار للبشرية) بمشاركة 85 وفدا من 40 دولة يمثلون زعماء الأديان فى الدول العربية والأفريقية والأوروبية.
وجدد رئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف موقف بلاده بإدانة الممارسات اللاأخلاقية ضد الأديان من حرق لدور العبادة سواء المساجد أو الكنائس أو المعابد أو الكتب الدينية والإساءة إلى رجال الدين والتشهير بهم أو قتلهم أو إبعادهم عن ممارسة دورهم الروحى وعن مجتمعاتهم لأنهم يمثلون الأديان التى تدعو إلى التسامح ونشر الأمن والسلام ونبذ العنف.
وكشف فى كلمته خلال افتتاح المؤتمر أن زعماء الأديان العالمية والتقليدية سيطلقون العام المقبل، بمناسبة مرور 10 سنوات على عقد المؤتمر الأول لزعماء الأديان، نداء عالميا للدعوة إلى التسامح والتعاون والتصدى لأى خلافات وهمية.
وأشار نزار باييف إلى أهمية اللقاء بين زعماء الأديان كأرضية للحوار والبناء الروحى والفكرى ونشر السلام العادل.. مقترحا إنشاء موقع على شبكة المعلومات الدولية لقضايا تعزيز وتوطين التسامح وتبادل الثقة العالمية بين جميع الدول وذلك كجزء من البوابة الإلكترونية لنشر التسامح.
كما أكد ضرورة الحوار وتعميق قيم الوفاق وتعزيز الجهود العالمية لمواجهة المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة دوليا فى ظل العولمة والنظام العالمى الجديد الذى أدى لارتفاع البطالة إلى مليار عاطل نصفهم من الشباب وبينهم الحاصلون على تعليم جيد وتراجع الضمانات.الاجتماعية لبرامج التحول الاقتصادى وازدياد معدلات الجريمة بين الشباب وما ترتب على ذلك من أزمة فى القيم الإنسانية والأخلاقية فى العالم أجمع.
ولفت الرئيس الكازاخى إلى مبادرته السابقة لمواجهة متغيرات النظام العالمى الجديد والتى تقوم على إقامة نظام فعال للعلاقات الاجتماعية ونظام عادل للتجارة والتعاون الاقتصادى واستخدام التكنولوجيا الحديثة ونشر العدالة الاجتماعية والثقة بين الشعوب والدعوة للتسامح بين الأمم وفق مبادىء الاحترام.
وجدد سياسة بلاده بتشجيع التسامح والتوافق بين كل القوميات ومعتنقى الأديان على أرض كازاخستان بحرية تامة.. مبينا أن المؤتمر سيطلق من مكان انعقاده بالمبنى الهرمى رسالة سلام للعالم ويؤدى زعماء الأديان الصلاة لنشر العدل والسلام وتشجيع الحوار بين الحضارات.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى- فى كلمته أمام المؤتمر الرابع لزعماء الأديان العالمية - اهتمام الدين الإسلامى بالدعوة إلى التعايش والسلام والحوار وإصلاح الإنسان والمجتمع وتركيز مبادىء الإسلام على العلاقة القوية بين الإنسان وخالقه ونشر التسامح وعمل الخير والبعد عن الشر والأمر بالعدل والرحمة.
وطالب التركى المؤسسات الدينية وقادة الأديان بالمساهمة الفعالة لحل النزاعات بالحوار وإرساء دعائم السلام فى العالم وتحقيق شروطه ومتطلباته .. مشيرا إلى حرص المؤسسات الدينية للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب.. متمنيا على الآخرين الاهتمام بنفس تلك المتطلبات ليعود السلام وأن يتعامل غير المسلمين مع المسلمين بنفس المفاهيم الداعية للعدالة والسلام.
وأشار إلى اهتمام رابطة العالم الإسلامى بالحوار الثقافى والحضارى لبناء جسور التعايش وإيضاح صورة الإسلام ورسالته لكل البشر.
بدوره، حدد ممثل بابا الفاتيكان الكاردينال جوفانى رؤية الكنيسة الكاثوليكية لتحقيق بناء العالم ونشر السلام والتى تركز على تحقيق العدل والعدالة الاجتماعية ونشر الحب وترجمته فى سلوك جميع المؤمنين وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والحوار البناء وتحقيق مبادىء السلام والتوافق بين الشعوب.
وطالب الحكومات والدول والشعوب بالالتزام بالسلام والتوافق واحترام كرامة الإنسان وحمايته من المكروهات والبعد عن الصراعات.
من ناحيته، أكد الكاردينال كيريل بطريرك موسكو وروسيا - فى كلمته خلال افتتاح المؤتمر - ضرورة الاهتمام بالتعليم وحرية الثقافة وتشجيع المفاهيم الروحية والتعليمية الصحيحة ومراعاة حقوق الإنسان وتطوير دور زعماء الأديان من أجل تفعيل الحوار بين الحضارات والثقافات .. مشددا على الارتباط بين تعاليم الدين وصالح المجتمع وتحقيق حريته.
كما طالب وزير التجارة والصناعة السعودى ممثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - خلال المؤتمر - بتشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات وفق ما يؤسس لذلك الدين الإسلامى الحنيف.. مشيرا إلى جهود السعودية فى هذا بعقد مؤتمر دولى للحوار فى مكة المكرمة وآخر فى مدريد وتأسيس مركز عالمى للحوار فى جنيف.. مشيرا إلى استمرار اهتمام السعودية بتشجيع الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة لمواجهة دعاوى الغلق والهدم وتشجيع التعاون بين ممثلى الثقافات والحضارات، من جهته، طالب آية الله محمد تسخيرى الأمين العام للمجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، زعماء الأديان بالاهتمام بالمرأة التى تعانى التهميش والفقر والمرض فهناك الملايين من النساء يمتن من الأمراض ومن سوء الحمل.. كما يوجد مليونا بنت تطرح سنويا فى سوق الدعارة فى العالم و600 امرأة تعانى الأمية، بالإضافة إلى وفاة مليون امرأة سنويا بسبب أمراض نسائية.. مؤكدا اهتمام الإسلام برعاية المرأة.
وأشار شلومو أمارو كبير حاخامات إسرائيل -خلال المؤتمر - إلى دور زعماء الأديان لنشر السلام والعدل.
ويناقش المؤتمر، الذى يستمر يومين، أربعة محاور حول دور القيادات الدينية لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، والدين والتعددية الثقافية وحوار الحضارات والثقافات، والدين والمرأة من خلال القيم الروحية والتحديات المعاصرة، والدين والشباب، ويصدر إعلانا باسم قادة الأديان العالمية والتقليدية (الإسلام والمسيحية واليهودية) وغيرها كالبوذية لتعزيز التعاون فى المشتركات الإنسانية ونبذ العنف وتشجيع الحوار.
رئيس كازاخستان يجدد إدانة بلاده الممارسات ضد الأديان وزعمائها
الأربعاء، 30 مايو 2012 12:38 م