باحث بمعهد واشنطن: ضعف الإقبال فى جولة الإعادة يصب فى مصلحة الإخوان لأنهم الأفضل تنظيمًا.. فوز مرسى برغم عيوبه كمرشح يجعل الهيمنة السياسية للجماعة أمرًا حتميًا من الناحية العملية

الأربعاء، 30 مايو 2012 01:59 م
باحث بمعهد واشنطن: ضعف الإقبال فى جولة الإعادة يصب فى مصلحة الإخوان لأنهم الأفضل تنظيمًا.. فوز مرسى برغم عيوبه كمرشح يجعل الهيمنة السياسية للجماعة أمرًا حتميًا من الناحية العملية جانب من تصويت المصريين _ صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال إريك ترايجر، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، تدل على أن التقارير التى كانت تتحدث عن "وفاة" أو التراجع الشديد فى تأييد الإخوان المسلمين كان مبالغا فيها بشكل كبير.

واعتبر ترايجر فى مقاله بصحيفة "نيوريبابللك" الأمريكية أن فوز محمد مرسى فى الجولة الأولى بنسبة 26% ومواجهته لشفيق فى الإعادة على الرغم من النواقص الكثيرة فيه كمرشح، دليل على قدرات الإخوان المسلمين التى لا مثيل لها فى التعبئة، بما يجعل الهيمنة السياسية للجماعة حتمية من الناحية العملية منذ الإطاحة بمبارك، لافتا إلى أن ضعف الإقبال فى الإعادة يصب فى صالح الإخوان لأنهم الأفضل من حيث التنظيم.

ويتابع ترايجر قائلا إن الإخوان ليسوا مجرد جماعة هى الأفضل تنظيما فى مصر مثلما يشير المحللون كثيرا، بل هى الجماعة الوحيدة المنظمة ذات تسلسل هرمى فى جميع أنحاء البلاد يمكنه أن ينقل الأوامر القادمة من مكتب الإرشاد فى القاهرة سريعا إلى أعضائها البالغ عددهم 600 ألف شخص.

ويشير الباحث المتخصص فى الشئون المصرية إلى عاملين إضافيين فى الهيكل الداخلى لجماعة الإخوان يضمنان إتباع أوامر قيادتها. الأول هو أن الحياة الاجتماعية للأعضاء جزء لا يتجزأ من الجماعة، فالإخوان يلتقون بعائلات أسبوعيا على الأقل ويدرسون النصوص الدينية ويناقشون السياسة وينظمون النشاطات المحلية. والعلاقات الشخصية الأعمق للإخوان تظهر بذلك داخل الجماعة، وهناك عقبة كبيرة فى مقاومة الأوامر القادمة من القيادة، بما أن فعل ذلك يمثل مخاطرة بالاغتراب عن الأصدقاء والموجهين.

والعامل الثانى هو العملية التى يمر بها الشخص ليصبح عضوا بالجماعة والتى تضمن التزاما بالمبادئ الخاصة بها لكى يصبح عضوا كاملا. فالحصول على العضوية أمر معقد يستغرق من خمسة إلى ثمانية أعوام، على حد قول الكاتب.

ويعتقد ترايجر أن فوز مرسى فى الجولة الأولى يدل على أهمية الهياكل المذكورة فى تحديد المستقبل السياسى فى مصر. وعلى الرغم من أن قطاعات أخرى أكبر بكثير من الإخوان، كالأقباط والسلفيين، إلا أن لا أحد بإمكانه أن يحشد أنصارا ملتزمين بتماسك مثلما تفعل الجماعة. وفى هذا السياق، بينما أيد بعض السلفيين المرشح عبد المنعم أبو الفتوح، فإن كثيرا من السلفيين البارزين أيدوا مرسى. وعلى النقيض، فإن الإخوان يمكن أن تعتمد على أعضائها للتصويت بكثافة لصالح مرسى، على الرغم من أن تقارير ما قبل الانتخابات أشارت إلى أن بعض أعضاء الجماعة ربما يؤيدون أبو الفتوح.

وهذه القدرات التى لا مثيل لها فى التعبئة، تشير بمعنى ما إلى أنه لا يهم من سيترشح للرئاسة، برغم ما قيل عن مرسى من افتقاده للكاريزما، وأنه المرشح الاحتياطى، وعدم محاولته بشكل كبير التواصل مع غير الإسلاميين كما فعل أبو الفتوح إلا أنه قد فاز.

وفى ضوء ذلك، يقول الخبير الأمريكى إن نسبة الإقبال المنخفضة تصب فى مصلحة مرسى، لأن ضعف الاقبال دائما ما يصب فى مصلحة الجماعات المنظمة.

وختم ترايجر تقريره بالقول إن الجماعات المنظمة تستطيع تأمين انتصارات سياسية، ومصر ليس فريدة فى ذلك. لكن عندما تستطيع جماعة واحدة أن تنظم بشكل فعال فى بيئة سياسية تنافسية جديدة، فإن سيطرة الحزب الواحد تصبح حتمية من الناحية العملية، مع عواقب مدمرة. فبإمكان تلك الجماعة المسيطرة أن ترشح من تشاء ويفوز، ويمكن أن تستخدم سلطتها لمنع ظهور المنافسين السياسيين، ويمكنها أيضا أن تتخلص من أى شىء لا تريده ( تماما مثلما كان يفعل الحزب الوطنى فى عهد مبارك).





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة