إن مقياس التقدم للدول يقاس بالعديد من العوامل كدخل الفرد وتعليمه واستخدامه وتصنيعه للتكنولوجيا، ويوجد مقياس خاص يحدد كل تلك العوامل، وهو السكن، لأنه يكشف البيئة التى يعيش فيها المواطن، واليوم مصر أصبحت فى كارثة بيئية وحضارية وثقافية، وهى الفارق الكبير بين سكن الأغنياء وسكن الفقراء
وسكن الأغنياء.
اليوم فى مصر أصبح الكمبوند، وغالبا ما يكون فى المدن الجديدة، وحينما تمر عليه تجده محاطاً بسور يعزله عن العالم الخارجى داخل هذا السور مدارس، ملاعب، قصور، وكافة العوامل التى تجعله يعيش فى بيئة جميلة ومطورة، وأصبح أعضاء الحكومة يسكنون فى تلك البيئة، فانعزلت الحكومة مع أهالى الكمبوند عن أهالى العشوائيات.
العشوائيات ليست فقط مبانى غير جميلة الشكل، أو طرقاً غير مرصوفة، أو كهرباء غير راضية أن تدخل ذلك العالم، أو حتى غاز يرفض أن يقيد شمعة فى ظلام هذه البيوت، أو صرف صحى لا يجد له من يصرفه.
يا سادة المشكلة فى مواطن العشوائيات فقد أصبح مريضاً بالكبد والسرطان؛ بسبب عدم وجود مياه نقية أصبح صديقاً للجهل؛ لعدم وجود مدارس، وأصبح صديقاً للكيف؛ ليهون عليه ما يراه، ولنكون أكثر صراحة، بيئة لا يوجد بها خدمات، يصبح الفقر يحتلها، والمرض يسكن فيها، هل يكون أبناؤها زويل أو مشرفة؟ أم يكون الإجرام والإدمان فى دمهما؟.
الحكومة تعلم أن العشوائيات إحدى المخاطر على أمن مصر القومى، ونعم توجد العديد من المشاريع الخاصة والحكومية للقضاء على العشوائيات، ولكن الحكومة فى تعاملها مع القضية خلقت نوعاً من الاختلاف العنصرى بين أبناء العشوائيات، وأبناء الكمبوند، وأصبح أبناء العشوائيات أرواحهم رخيصة، كما حدث فى الدويقة منذ أربعة أعوام، لكى نحل قضية الجدار العازل بين العشوائيات والكمبوند.
علينا أن نبنى جسراً من التواصل بين أبناء الشعب الواحد من أجل المشاركة الشعبية فى حل تلك الأزمة، وعلى الإعلام أن يرشد عن أهمية القضاء على العشوائيات، وعلى الحكومة تغيير خطة تجميل الشوارع الرئيسية التى تحدث كل عام، وتكلف الدولة ملايين، وتذهب هذه الملايين لتجميل العشوائيات، وعلى وزارة البترول العمل على إيصال الغاز إلى المصريين قبل الإسرائيليين، وعلى وزارة الصحة إنشاء مراكز لعلاج أبناء العشوائيات على وزارة التعليم بناء مدارس فى تلك المناطق، وعلى وزارة الكهرباء إدخال الكهرباء فى مصر، وليس فى ليبيا.
وعلى المساجد والكنائس أن يخاطبوا الناس على دورهم الإنسانى تجاه الآخرين، وأيضا دورهم الحضارى فى ارتفاع ثقافة المجتمع، ولنكون أكثر صراحة، وعلى المجتمع نفسه أن يتحرك الآن قبل أن تصبح مصر دولة عنصرية كجنوب أفريقيا قبل مانديلا، ولكن عنصرية مصر لن تكون بين البيض والسود، إنما بين المصرى الكمبوندى والمصرى العشوائى.
محمد مطاوع يكتب: مصر بين المواطن الكمبوندى والمواطن العشوائى
الخميس، 03 مايو 2012 09:09 م
منطقة عشوائية - صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم سالم
بساءءءءءءءءءءءءءءءءء الخير يارجل ياطيب