طه محمد كسبه يكتب: عربة اسمها الثورة..!!

الخميس، 03 مايو 2012 01:21 ص
طه محمد كسبه يكتب: عربة اسمها الثورة..!! ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدين بالفضل فى ابتكار هذا العنوان للكاتب الأمريكى تنيسى ويليامز (المولود فى مدينة كولومبوس بولاية (ميسورى) الجنوبية فى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1914م) الذى اختاره عنوانا لمسرحيته الرائعة ،" عربة اسمها الرغبة "، شاهدناها جميعا فى أكثر من عمل.. وكذلك مسرحيته الشهيرة أيضًا قطة على سطح صفيح ساخن، والتى أوحت لى بعنوان آخر هو "ثورة على سطح صفيح ساخن.. لكى أدلل على أن مانشاهده الآن هو عمل مسرحى ليس جيد الإتقان، ولكنه سيناريو عمل فنى من النوع الردىء الذى يعصف بدولة هى من أقدم الدول، وبشعب هو من أكثر شعوب الأرض حضارة.

هذه العبارة أوحت لى قبل عقد من الزمان إلى القول بأن الإنسان ماهو إلا عربة استقلها كل آبائه وأجداده.. ومن انتسب إليهم على مر العصور والأزمان.
لكن ما أود أن أقوله فى هذه المرة هو أن الثورة التى قامت فى مصر، والتى لم تنته بعد.. انتصارا أو خذلانا.. إنما كان من المفروض أن تكون معبرا.. وجسرا نعبر عليه إلى مستقبل أكثر إشراقا.. وإلى حياة أفضل.
وبدلا من أن تصبح هذه الثورة تحولا نحو مجتمع جديد دون فساد أو توريث أو استعباد أو استعمار عائلى.. استغلها البعض من فرقاء الساسة، وحاملى مشاعل ورايات الأحزاب الثقيلة والخفيفة، وكل من ادعى بأنه ثورى.. فى تحقيق أحلامه وطموحاته فى الاستقواء والاستقطاب.. والاستحواذ.. بل واستخدام العنف ضد أبناء بلده. ومريدى الثورة.

قامت الثورة.. وامتطى هيكلها كل الناس.. الذين أطلقنا عليهم المريدين والدراويش، والثوار، وغير الثوار.. عامة الناس والبسطاء.. سياسيون وحرفيون، فى تجمع رائع، شكل لوحة بانورامية جميلة، أبهرت العالم، لكنى كنت أراها مثل لوحة الفسيفساء جميلة حقًا، لكنها هشة.
وقد تذكرت كيف أجاب الراحل الساخر جلال عامر على مثل هذا التساؤل المحير: مش قبل ماتركب كنت تسأل!! وللأسف لم يسأل أحد أحدا.. وبدلا من أن يكون للعربة سائق واحد، راح كل من بالعربة ينتحل صفة السائق العارف بالطريق.. فتعثرت.. وكادت أن تتحطم..
الخطأـ والخطرـ أن كل من ركب عربة الثورة، كان يحمل فى نفسه هدفا خاصا به، لم يفصح عنه.. كل التيارات السياسية وغير السياسية، الحزبية وغير الحزبية، الذين مارسوا السياسة والذين لم يلوثوا أنفسهم بانتهازيتها وميكافيليتها ـ كان يحمل هدفا خاصا به.. إلا الشعب المصرى فى جموعه التى ظلت حائرة تسأل: هى مصر رايحة على فين؟ لم تكن تدرى من أمر عربة الثورة.. إلا أنها تسير.. إلى أين.. لا أحد يدرى.. ولا يدرى أحدا أن يدرى.

كما أن الشعب صاحب المصلحة، والمفجر الأساسى للثورة، وصانع العربة.. لم يجد جوابا مقنعا، شافيا أو غير شاف؟ والذى أخشى عليه يوما أن يكفر باليوم الذى صنع فيه العربة..!
ظل الشعب المصرى حائرًا فى ملكوته، وكأنه أدخل غرفة مظلمة، بل حالكة الظلام.. وطلب منه أن يمسك بذيل القط الأسود الذى أدخل معه كى يقدمه ليد العدالة للقصاص منه.

المدهش هنا أن العربة تسير.. يركبها كل يوم من يريد أن يركب، وينزل منها من يريد أن ينزل.. لكن هل للعربة طريق ثابت معروف.. لا أحد يدرى.. وأنا أيضًا لست أدرى.

من يعرف عليه أن يحتفظ بالجواب.. ويطرح السؤال على كل من ركب عربة الثورة.. فى استفتاء عام.. ليس كاستفتاء التعديلات الدستورية.. حتى لا يكون خيارنا الوحيد هو الخيار بين الجنة والنار.. أو بين الحلال والحرام..
وبدلا من أن تسير عربة الثورة فى طريق مستقيم واضح.. راحت تسير فى طريق دائرى.. ومن ثم هى تلف وتدور.. ويبدو أنها لن تتوقف الآن عن الدوران..
والسؤال الأهم هنا.. متى تتوقف عربة الثورة عن الدوران.. ومن يوقفها عن الدوران.. وكيف يمكن أن تقف هذه العربة فى محطة يعرفها الشعب.. كل الشعب.. حتى تحقق هدفه.. وهدف تلك الأجيال من أبنائه التى تنتظر دورها فى ركوب هذه العربة.

آمل أن أعيش لأرى هذا اليوم.. كما عشت من قبل حلم انطلاقة العربة التى كنت فى شوق دائم كى أكون واحدا من صانعيها..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة