مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هؤلاء الشباب الذين سالت دماؤهم فى العباسية, تنطبق عليهم أبيات أمل دنقل فى قصيدة «زرقاء اليمامة»، حين يبكى الشاعر على هؤلاء البسطاء الذين يموتون فى الميدان، ثم يحصد السياسيون الكبار ثمن هذا الدم، لتحقيق مصالحهم الخاصة، هؤلاء الشباب من الضحايا الأبرياء الذين قال فيهم أمل:
أنام فى حظائر النسيان
طعامى الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة
وها أنا فى ساعة الطعان
ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان
دعيت للميدان
أنا الذى ما ذقت لحم الضان
أنا الذى لا حول لى أو شأن
أنا الذى أقصيت عن مجالس الفتيان
أدعى إلى الموت ولم أدعَ إلى المجالسة
تكلمى أيتها النبية المقدسة
هؤلاء الشباب يدفعون الثمن ليأكل الكبار لحم الضأن، ويدعون للمجالسة لتقاسم السلطة، فيما الشباب يموت غدرا على أيدى قتلة، لا يتحركون إلا حين يخيّم الصمت الآثم على رؤوس جميع السياسيين فى مصر. الآن نحن ندفع ثمن هذا الصمت الآثم مرة أخرى.
هذه الدماء المصرية التى تسيل فى العباسية فى رقاب كل هؤلاء الذين لا يقولون الحقيقة عندما تحتاج مصر كلمة حق، ويكتمون الشهادة حين تشتاق البلاد إلى شهادة عدل.
هذه الدماء البريئة فى رقبة «القتلة» الذين طاردوا أنصار أبوإسماعيل فى جوف الليل، ولكنها أيضا فى رقاب كل من تأخر عن علاج هذا الموقف المحتقن حتى حانت ساعة الصفر المجرمة، لينفجر نزيف الدماء المصرية من جديد.
الكل أدمن كتمان الشهادة.. المجلس العسكرى كتم شهادته عن الخلل فى التعديلات الدستورية التى استفتى الناس عليها. والتيار الإسلامى كتم الشهادة، ورفض الاعتراف بأنه دفع الناس للتصويت بـ«نعم» على إعلان دستورى يشوبه العوار، ولا يحقق ما يطمح إليه الناس من عدل أو تغيير. والقوى السياسية المدنية كتمت الشهادة حين ارتضت أن تخوض اللعبة بالكامل على وضع دستورى باطل. وحازم أبوإسماعيل كتم الشهادة حين ظن أنه يستطيع خداع الجميع فى اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة بأحكام قضائية من محاكم غير مختصة، وبألاعيب قانونية يمكن أن تخدع البسطاء من أنصاره، وحينما تكشفت أوراقه راح يصب غضبه على التعديل الدستورى الذى كان هو شخصيا من أكبر أنصاره، ومن الداعين إليه، ومن المحاربين من أجله فى استفتاء 19 مارس. واللجنة العليا للانتخابات كتمت الشهادة لأنها لم تكشف للناس مبكرا حقيقة أوراق أبوإسماعيل، فزرعت الغضب والشك والريبة فى قلوب أنصار أبوإسماعيل، وتركتهم إلى مصير مجهول بغضب كامن.
دماء العباسية فى رقبة جميع أطراف اللعبة السياسية الدنيئة التى تشارك فيها كل القوى اليوم، هذه القوى التى كانت تطالب الشباب من أنصار حازم بفض اعتصامهم عند وزارة الدفاع، والعودة إلى التحرير، وهذه القوى التى ارتاحت لخروج حازم من السباق، ثم حين وقعت الواقعة راحوا يرفعون الرايات السوداء، طمعا فى الجلوس على طاولة جديدة للتفاوض، وفى وليمة جديدة لاقتسام السلطة، والثمن هو دماء هؤلاء الشباب البسطاء..
شباب لم يتذوقوا لحم الضأن.. ولا حول لهم ولا شأن.. ولا يدعوهم أربابهم لشىء إلا إلى الموت.. ولا يدعوهم أحد أبدا للمجالسة.. أو لنصيب من الحكم والسلطة.. أو لبلد حر وعادل.
قلت لكم.. الكل باطل.
تكلمى أيتها النبية المقدسة
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
فعلاً عندك حق
عدد الردود 0
بواسطة:
dodo
youm7.biz
اشتري youm7.biz
عدد الردود 0
بواسطة:
samy
شكرا استاذ خالد
مقال ممتاز برافو عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
doaa
فوقوا قبل فوات الاوان
عدد الردود 0
بواسطة:
رجب مراد
احسنت
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الكل تلطخت يديه بالدماء
عدد الردود 0
بواسطة:
دعاء
القوى السياسية حتودينا لمصير اسود
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو الوفا
عملوها الصغار ووقع فيها الكبار
عدد الردود 0
بواسطة:
fouad
رائع
مش حقول لك غير رائع يا خالد تسلم ايديك
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوكريم
مافيش فايدة