جون بنيامين قسطندى يكتب: عيب الأساس

الخميس، 03 مايو 2012 08:43 ص
جون بنيامين قسطندى يكتب: عيب الأساس إحدى جلسات محاكمة مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال فترة مشاركتى كمتطوع فى إنشاء مركز طبى، وكنت أتولى الإشراف على المسائل القانونية والإدارية. أعددت عدة عروض أسعار لجهاز للكشف المبكر عن الأورام، وبالفعل قمت بعرضها أمام المدير الطبى، نظراً للاعتبارات الفنية، وتوقف لحظات بخصوص عرض منهم كان أروعهم تقنياً، وبالطبع أضخمهم سعراً. ثم قال لى مازحاً "عيب أوى لما يكون عندك جهاز بالتطور دا وإنت لسه معندكش أشعة مقطعية".

وتفهمت قصده، إذ كنت لقربى من هذا المجال، بالرغم من عدم كونى طبيباً أدرك أن الأشعة المقطعية هى أب الفحص لهذا المرض.

لست أعلم لم تكررت هذه الجملة أمامى فى نقاش الدستور أولا أم الانتخابات أم الرئيس أم ماذا!!

لست أعلم لم حدقت هذه العبارة فيما أشاهد لافتات الدعاية الانتخابية، حينما وجدت كل مرشح يتسلح بكل ما خلا فطنته القانونية وحنكته السياسية، فيمثل الشعب فى أمر قد لا يدرى عنه شيئا سوى الشهرة والحصانة.

لست أعلم لما آلمتنى هذه العبارة، حينما وجدت إقبالا يفوق الوصف على الانتخاب من الشعب، فتجد منهم من يطمع فى تموين الأسبوع، أو مبلغ مالى، أو على أقل تقدير ينال مكاناً فى الجنة، قبل أن يطمع فى أن يقوم- من نال صوته- بعمله على أكمل وجه فى مسيرة الإصلاح والتغيير.

شعرت أن العيب حقاً أن ندعى أن لدينا انتخابات حرة ونزيهة قبل أن نُعلِّم الشعب ما المجلس، وكيف يختار، وما خطورة حق الانتخاب، ولم دعى حقاً من الأساس أو ماذا تعنى تلك الكلمة اللعينة "السياســــة".

تذكرت هذه الجملة فى متابعتى لهزل المحاكمة، والتى قبل أن نبدأها لم نحدد بشاعة ما فعل، وإنما نحاكمه أولا بالقانون، عن أفعال اقترفها فوق القانون.

أحسست أن العيب فقط أن ندعى وقتا أمامنا للإصلاح، ونحن لم نضع حجر الزاوية.
فنظل نتعجل النتائج، كما لو قمنا بالإعداد السليم لها، حتى لو تطلب الأمر منا ادعاء تحقيقها.

هل هذا هو سلوكنا من البداية أم أنه مرتبط باستعجال نتائج وأحلام الثورة فقط؟

فمن وحى حياتنا اليومية نعاتب على الفشل قبل أن نعاتب على ضياع الهدف، نتذمر لضيق الحال قبل أن نخجل من تمضية وقتنا كسالى عديمى السعى، نطلب قبل أن نعطى.

أجدها مشكلة فى نخاع المجتمع أنه لا يبحث عما يصيب الأساسات من تسوس قبل أن يتساءل عما ينال من صحة الحوائط، ستظل تلك الكلمات الخمس الخالدة "النظام هو القانون الإلهى الأول"، وحتى نعى تلك الكلمات لا نبحث عن نتائج قبل إعدادات، ولو تطلب الأمر إعادة تعليم وتثقيف شعب بأكمله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة