فى أفلام الأبيض والأسود كان فريد شوقى يضرب الجميع ويبقى منتصرا ويواجه اللصوص والمهربين لوحده. وكان محمود المليجى وزكى رستم يقومان بدور الرجل الكبير ذى الوجه الطيب الحنون فى العلن، و نكتشف فى آخر الفيلم أنه الرجل الكبير الذى يخطط ويدير كل العمليات الإجرامية.
فى رصيف نمرة خمسة قدم زكى رستم دور الرجل الكبير باحتراف، فى العلن هو رجل الخير والتقوى، الذى يدير عمليات تجارة المخدرات، وكان مشهد زكى وهو عامل نفسه بيصلى ويمسكه فريد شوقى ويقول له عملتها قبلك، بداية تصفيق وضحك استعدادا للمعركة الفاصلة.
بعد المليجى وزكى رستم كان الرجل الكبير مجرد نظارة سوداء أو ظهر وصوت لنظيم شعراوى. الراجل الكبير يكون أحد رجال السياسة والمال والبرلمان ممن يديرون الشبكات الإجرامية.
وفى حالتنا الآن يصعب التمييز بين زكى رستم وفريد شوقى، الكل يتحدث عن الأخلاق ويظهر فى صورة «زكى رستم» الطيبة. الزعماء جميعا يتحدثون عن الحق والخير والجمال، وسقوط حكم العسكر، بينما هم من خلف الكواليس يعقدون صفقات مع العسكر أو ضدهم.
فى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو كان الضحايا يتساقطون، ولا أحد يتحرك ليوقف المقتلة، حتى إذا سقط الضحايا تحرك المتحركون ليظهروا جميعا فى صورة زكى رستم. وفى أحداث العباسية تكرر المشهد ولم يكن هناك مفاجآت. مظاهرات العباسية نظمها أنصار حازم أبوإسماعيل رفضا لاستبعاده من الانتخابات الرئاسية لجنسية والدته المزدوجة. وبالرغم من وضوح الأمر، انضم إليهم نشطاء، قالوا إنهم يساندون الحق فى الاعتصام، وبالمرة جددوا مطالبهم بتسليم السلطة من العسكر، بينما الأحداث نفسها تدفع إلى احتمالات تعطيل الانتخابات، وهنا يصبح رد فعلهم دفعا لنتيجة أخرى غير ما هو معلن.
الكل يتحدث عن نقل السلطة، لكن لنفسه غالبا أو لأنصاره، وبعضهم يدفع أو يتمنى تأجيل الانتخابات. ويظهر وجه «زكى رستم» الطيب فى كل وجوه المرشحين والمحتملين والساعين، بينما «الرجل الكبير»، بمسبحته ونظارته السوداء يجلس خلف المكتب.
ترك السياسيون ومرشحو الرئاسة الأحداث تتصاعد وتشتعل لتسقط ضحايا، وبعدها خرجوا بوجوه طيبة يجنون ثمارها من المزايدات والادعاءات، ولا أحد يهتم بالدم إلا لو كان يتحول إلى رصيد إضافى فى حملات انتخابية أو خطابات حماسية، وأحزاب هشة تائهة عاجزة.
زكى رستم هل هو المرشح المزدوج الذى ترك أنصاره يموتون دفاعا عن أكاذيبه يريدون إعادته للانتخابات بأى ثمن؟ أم أغلبية مجلس الشعب التى عطلت البرلمان وجمعية الدستور، ويريدون الحكومة والتأسيسية والدستور والرئاسة؟ أم المجلس العسكرى الذى يمسك بيديه خيوط اللعبة، ويواصل لعبة الاستغماية مع الأحزاب؟
حازم المسؤول الأول عن دماء الضحايا، ومرشحو الرئاسة يضطرون لإعلان مواقف غير مواقفهم من أجل الانتخابات. الكل زكى رستم الطيب، يخفى جرائمه فى دماء الضحايا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ramy
ماشى ياعم يوسف شاهين
ماشى ياعم يوسف شاهين
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
رائع
رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عمر
عند حضرتك حق