أزمة كبيرة يعيشها حاليا أطباء الأسنان، بسبب اختفاء البنج المصرى، الذى تنتجه إحدى شركات الأدوية الحكومية الكبرى، مما اضطر عدد من الأطباء، خاصة ممن تقع عياداتهم بالمناطق الشعبية، إلى غلق عياداتهم لعدم قدرتهم على توفير البنج الذى لا يمكنهم العمل بدونه من جهة، وعدم قدرة أصحاب تلك العيادات على شراء البنج من السوق السوداء من جهة أخرى.
"اضطررت لإغلاق عيادتى الموجودة بمنطقة الظاهر لمدة شهر بسبب عدم وجود بنج"، هذا ما أكده د.طارق هيبة أحد أطباء الأسنان الذين يعانون من تلك الظاهرة، موضحا أنه لم يستطع العمل بعيادته مرة أخرى إلا بعد شرائه لعلبتين من البنج من السوق السوداء، لافتا إلى أن بعض شركات التوريدات الطبية والصيدليات تبيع عبوات البنج بضعف سعرها، قائلا إن عبوة البنج المصرى، وهى تحتوى على 50 "كربولة" بنج، ثمنها الفعلى يتراوح بين 60 و75 جنيها، إلا أنها تباع فى السوق السوداء بما يقرب من 120 جنيها، وارتفع سعر البنج المستورد من 140 لـ170 جنيها.
وأوضح أن أطباء الاسنان لا يمكنهم استخدام أنواع غير معروفة أو لم يعتادوا استخدامها من البنج، وذلك خوفا من حدوث أعراض جانبية للمريض غير معروف مدى ضررها على صحته، لافتا إلى أن المريض يمكن أن يستهلك حتى 6 كربولات بنج فى المرة الواحدة، حسب حالته الطبية، فى حين أن متوسط الكربولات التى يستخدمها يوميا فى عيادته حوالى 5 كربولات يوميا، بما يعادل 120 كربولة شهريا، بما يعادل عبوتين ونصف من البنج.
فى الوقت نفسه أكد حسن أنور، صاحب شركة توريدات طبية، أن اختفاء البنج المصرى من الأسواق، طوال الـ3 أشهر الماضية، أدى إلى حدوث ضغط كبير على البنج المستورد بأنواعه "الفرنسى والألمانى والإسبانى"، مما أدى إلى حدوث نقص أيضا فى تلك الأنواع من البنج، مشيرا إلى أن الكمية التى من المفترض أن تباع خلال 6 أشهر، أصبحت تنفذ من الأسواق خلال أسبوعين على الأكثر.
وأضاف أن الأزمة لا تقتصر على العيادات الخاصة، بل تمتد إلى المستشفيات، حيث إنه تلقى اتصالات خلال الفترة الماضية من عدة مستشفيات تطلب شراء كميات من بنج الأسنان، إلا أنه دائما ما يؤكد أنه لا تتوافر لديه أى كمية تذكر من البنج.
"الأزمة مفتعلة وعلى وشك الحل"، هذا ما أكده د.أحمد صديق الأمين العام لنقابة أطباء الأسنان، قائلا إنه عقد اجتماعا، الثلاثاء الماضى، مع أعضاء مجلس النقابة العامة لأطباء الأسنان، لمناقشة تلك المشكلة، حيث تبين أن أزمة نقص بنج الأسنان هى أزمة مفتعلة فى المقام الأول، وترجع أسبابها إلى قيام شركات التوريدات الطبية بشراء كميات كبيرة من الشركة المنتجة، مع عدم طرحها فى الأسواق، على الرغم من أن بنج الأسنان مصنف كدواء لايمكن تداوله إلا من خلال الصيدليات، سواء العامة أو الخاصة، أو عن طريق منافذ شركات الأدوية.
وأوضح أنه سيعقد اجتماعا الأربعاء المقبل، يضم ممثلين عن النقابة والشركة المنتجة لبنج الأسنان والإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة، لإنهاء تلك الأزمة، خاصة مع تأكيدات الشركة أن الإنتاج مستمر بنفس الكميات المعتادة، مشيرا إلى أن د.محسن عبد العليم، رئيس الإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة، أكد أن الدواء متوفر حاليا بالمستشفيات، على أن يتم توفيره خلال الفترة المقبلة بجميع الصيدليات العامة والخاصة بنفس الكميات، حتى يتمكن الأطباء من الحصول عليه.
وكان د.محسن عبد العليم، رئيس الإدارة العامة للصيدلة بوزارة الصحة، قد أوضح فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع"، أن أزمة نقص بنج الأسنان سببها قيام الشركة المنتجة لبنج الأسنان، بتوزيعه على محلات بيع المستلزمات الطبية وبيعه بشكل مباشر، لعدد من الأطباء بما يخالف القانون، خاصة وأن البنج هو مستحضر صيدلى يحذر بيعه إلا بالصيدليات أو عن طريق شركات بيع الأدوية، قائلا إنه تمت مخاطبة الشركة وبالفعل أوقفت تماما بيع المستحضر إلا فى الصيدليات وعن طريق شركات التوزيع.
أزمة فى عيادات الأسنان بسبب اختفاء البنج المصرى.. الأطباء يتوقفون عن العمل بسبب عدم توافر المستحضر الصحى.. وارتفاع سعر العلبة للضعف بالسوق السوداء.. نقابة أطباء الأسنان يحمل الشركات سبب الأزمة
الخميس، 03 مايو 2012 01:31 م