ما أشبه البارحة بنكسة يونيو 1967، حيث تلقت الثورة المصرية ضربة ساحقة بصعود الفريق أحمد شفيق، أحد المحسوبين على رموز الفلول والنظام السابق، ودخوله جولة الإعادة، وهزيمة آخر أملين للثورة المصرية وهما الدكتور أبو الفتوح والسيد حمدين صباحى، والذى جعلنا جميعا فى مأزق ومنحة لإنقاذ مستقبل مصر الثورة وللقصاص لدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نرى مصر الحرية، ولذلك فإن المسئولية التاريخية التى قصمت ظهر الثورة يجب أن يتحملها الأطراف الآتية:
أولاً : المجلس العسكرى الموقر والذى تلاعب بثورة الشعب وتباطأ فى محاسبة رموز النظام السابق وإصدار قوانين العزل السياسى لهم عن الحياة السياسية منذ تنحى الرئيس السابق، حتى يفسح الطريق لرموز القوى الثورية لتقود المرحلة القادمة.
ثانياً: التغيير الاستراتيجى على خريطة الانتخابات الرئاسية والذى تسببت فيه جماعة الإخوان المسلمين بعد دفعها بالمهندس خيرت الشاطر كمرشح أساسى، والدكتور مرسى كمرشح احتياطى، والذى نتج عنه تفتيت الكتلة التصويتية والتى وصلت إلى خمسة ملايين صوت كانت ستصوت لمصر الثورة سواء لحمدين صباحى أو الدكتور أبو الفتوح، ومن جانب آخر دفع الإخوان بمرشح للرئاسة أعطى رسائل غير مطمئنة لأقباط مصر، حيث سعى الجماعة للانقضاض على السلطة، فتسبب فى وجود ارتياب وشك وخيفة من دعم أى مرشح له خلفية اسلامية فاضطرهم إلى توحيد صفوفهم خلف مرشح مدنى وإن كان من فلول النظام السابق اعتقادا منهم بأنه الخيار الأفضل لمواجهة صعود الغسلاميين إلى السلطة وحماية الدولة المدنية ومبادئ المواطنة والحرية، ويعد ضماناُ لحقوقهم من طغيان الأغلبية المسلمة عليهم.
ثالثاً: فشل التكتل الذى كانت تسعى له لجنة المائة والتى كانت تضم شخصيات وطنية من كافة الانتماءات السياسية للتوافق حول مشروع رئاسى ينتمى للثورة بين الدكتور أبو الفتوح والسيد حمدين صباحى بسبب إصرار كل منهما على خوض الانتخابات الرئاسية بشكل مستقل مما أدى إلى تفتيت ما يقارب من العشرة ملايين صوت بينهما.
رابعاً: تشرذم القوى السياسية وعدم وقوفها إلى جانب مرشح واحد سواء الدكتور أبو الفتوح أو السيد حمدين صباحى، وعدم استيعابهم الدرس من نتيجة الانتخابات البرلمانية حيث تلقوا ضربة قاصمة بسبب انقساماتهم الأيدلوجية والفكرية.
خامساً: إحجام ما يقارب ثلاثين مليون مصرى أى نسبة 56 % من الذين لهم حق التصويت فى الانتخابات الرئاسية وعدم أدائهم لواجبهم الوطنى تجاه مصر والذى كان من الممكن أن يقطع الطريق على فلول النظام لدخول جولة الإعادة.
إن هناك سيناريوهين محتملين للتصدى للفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة، فالسيناريو الأول وهو أن تختار القوى السياسية تدعيم الإخوان المسلمين والدكتور مرسى ومشروعهما النهضوى والذى يراه الكثيرون البديل الأقل مرارةً وذلك لسيطرة الجماعة على معظم مؤسسات الحكم فى مصر، فى مقابل أخذ ضمانات حقيقية من الإخوان لتحقيق مطالب الثورة والقصاص لدم الشهداء ومحاكمة رموز النظام السابق.
أما السيناريو الثانى، وذلك فى حالة فشل مساعى السيناريو الأول فى حشد الجهود للتصدى لشفيق فى جولة الإعادة فى حال إحجام المصريين عن المشاركة رافضين كلا الطرفين، ونجاح الفريق شفيق فى حشد الكثيرين من المؤيدين لانتخابه وذلك باستخدام أساليب الحزب الوطنى، أخشى أن ينقض المصريون على شرعية الانتخابات الرئاسية وأن يلجأوا إلى استخدام الشرعية الثورية وأدوات التظاهر والاحتجاج لإسقاط شفيق والحيلولة دون وصوله إلى قصر الرئاسة، وبالتالى فإن المعركة الديمقراطية فى مصر وثورة 25 يناير 2011 ستتجه نحو الفشل وستنحدر البلاد إلى سيناريوهات الفوضى الشاملة والعنف وانعدام الاستقرار السياسى والذى يمكن أن يزج بمصر إلى المجهول.
ومن وجهة نظرى السيناريو الأول الأقل سوءاً لأننا سنختار بين طرف لديه مشروع نهضوى جديد تقف وراءه مؤسسة كبيرة لم بتم اختباره وتجربته على أرض الواقع من قبل، ويحتمل أن يكافح حتى تنجح تجربته النهضوية لأنها إذا فشلت فسيعصف به الشعب المصرى بعد أربعة أعوام بحلول عام 2016، وبين طرف تم تجربته على مدار 60 عاماً ويعتبر انتكاسة للوراء وللعهد السابق ولا يأتى بمشروع جديد ورمزاً للنظام البائد وفصيل لا ينتمى للقوى الوطنية.
إننى أحيى الدكتور أبو الفتوح الذى سرعان ما نسى آلام الهزيمة فى السباق الرئاسى والتفت إلى المصلحة العليا للوطن والوضع الحرج الذى يسود المشهد السياسى المصرى، حيث أعلن أننا سنسمو على خلافتنا السياسية والحزبية وسنقف صفا واحداً ضد رموز الفساد والظلم. وأحيى المهندس أبو العلا ماضى وحزب الوسط والذى أعلن أنه سيتعاون مع كافة القوى الثورية لتحقيق أهداف الثورة ومواجهة المرحلة المقبلة. أيضا الكثيرون من القوى السلفية وحزب النور والعديد من حملة حمدين صباحى أعلنوا وقوفهم ودعمهم للدكتور مرسى فى جولة الإعادة، والكثيرون من شباب الثورة والوطنيين المحببين لمصر وثورتها.
وفى النهاية، يجب علينا جميعا أن نعطى الأمانة ونمنح الثقة لهذا الفصيل الذى يعتبر جزءا لا يتجزأ من الشعب المصرى والذى نختلف معه سياسياً ولكن لا نشك أبداً فى طنيتهم بدلاً من أن نمنحها لشيطان لا نثق فى وطنيته يكمن أن يدس الخلافات والانشقاقات بين صفوف الشعب المصرى
مصر من وراء القصد وفاء لدم الشهداء ومصابى ثورتنا المجيدة.
محمود محمد معوض يكتب حتى لا يقال سحقاً لكم أيها المصريون
الثلاثاء، 29 مايو 2012 12:34 ص
أحمد شفيق
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
كنت فين
عدد الردود 0
بواسطة:
start
إنت تقصد مين بكلامك؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
هو ده الحل الوحيد
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو يمنى
الله أعلى وأعلم من الأصلح والأجدر برئاسة مصرنا الغالية
عدد الردود 0
بواسطة:
hamdy
صوت العقل
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا أسامه
الشيطان الأكبر
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد محمد
رئيس مصر
شفيق شفيق
عدد الردود 0
بواسطة:
رامى فكرى
الله اكبر
عدد الردود 0
بواسطة:
ehab
باذن الله احمد شفيق
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس على قرطام
سؤال وأرجو الاجابة لتحديد المصير