محمد حامد الشربينى يكتب: الحلم مختنقاً يموت

الثلاثاء، 29 مايو 2012 09:01 م
محمد حامد الشربينى يكتب: الحلم مختنقاً يموت صورة ارشيفية
صورة مظاهرات - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترددت كثيراً قبل كتابة هذه السطور لأنى على يقين أنها ستكون سطوراً مشبعة بالدموع والآهات والحرقة والألم، سطوراً تأتى من ويلات القلب وعذاب الروح فكل ما حولى يضج بالأوجاع.
أصبحت أستيقظ كل يوم على أصوات مرعبة تخنق أحلام الغد وتطفئ شمعة المستقبل بأيد ملتهبة كالنار وقلوب باردة كالثلج، لم يعد للحلم طريق للهرب فكل ما حولى ضباب مكتئب .
فالموت أصبح مثل حبات المطر ذخيرا منهمراً حولنا مشبعاً بغازات ورصاص ودموع وأنات من التأوهات، الموت أصبح بيننا كأغصان النبات .
ها هو حلمى يجرى مرتعداً خائفاً يلحقه الموت بخطوات مسرعة يسمع لها دبيب كالرعد , اراه يلهث من التعب فقد حاول كثيراً الهرب .
ولكنه مازال يجرى يقع فيقوم يختنق فيلهث لكنة مازال واقفاً على قدمية التى أدماها الشوك المنثور، على الأرض كشوك الصبار فى القبور.
انظروا معى إليه وهو يركض مسرعاً ويمر على جماعات مختلفة تقف على جانبى الطريق، هو يجرى بكل ما يسعه من قوة والموت خلفه يسرع نحوه متلهفاً لقتله والناس على جانبى الطريق ينظرون إلى المشهد بترقب شديد.
بعضهم يدعو له بالثبات والعزم وآخرون يلقون عليه بالسباب والشتم، بعضهم يراه حلماً حقيقياً يحمل بين جنباته مستقبل أفضل، والآخرون يروه شيطاناً ليبرالياً فشعره منكوش وثيابه ممزقه فحسبوها جزءا من الموضة الشبابيه ولم يعوا أنها من فعل ضربات الموت الذى يجرى وراءه.
بعضهم نظر إلى الموت بعين ميلاؤها البغض والكره لما وجدوا فيه من قسوة وشغف للدم، وآخرون رأوه ملاكاً جاء مسرعاً ليخلصهم من الشيطان الحامل لأحلام الشياطين.
السؤال الأن هو. هل غيرت نظرتهم المختلفة للمشهد من حقيقته شيئاً؟
هل تغير الواقع بأن الحلم يلهث والموت يلحق به؟
بالطبع الإجابة : لا
فسيظل الحلم حلماً وإن شوهوه وسيظل الموت موتاً وإن مجدوه وسيظل الحق حقاً وإن تغيرت ملامحه وسيظل الباطل باطلاً وإن حسنت صورته.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد علام

اه

عدد الردود 0

بواسطة:

الرومى

الحلم يموت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة