أعلن عدد من الأدباء والمثقفين عن قرارهم بمقاطعة جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة، والتى باتت مؤكدة بين الدكتور محمد مرسى، المرشح عن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء السابق فى حكومة المخلوع "مبارك"، حيث رأى المثقفون أن الاختيار بين أحد المرشحين أحلاهما مر، وأنه من الصعب جدًا على ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، أن تختار بين الفاشية الدينية، والفاشية العسكرية، وأن الاختيار بين كلا المرشحين لا يعد اختيارًا صحيحًا للإجابة على سؤال الثورة، كما أعلن عدد كبير من الأدباء على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"توتير" مقاطعتهم لجولة الإعادة، ومنهم الروائى الكبير بهاء طاهر، والكاتب باسم شرف.
حيث دعا الروائى إبراهيم عبد المجيد، الثوار الحقيقيين والمثقفين إلى مقاطعة جولة إعادة انتخابات رئاسة الجمهورية، وأوضح أن هذه المقاطعة يجب أن تكون بشكلٍ كبير وفى نطاق واسع جدًا، مؤكدًا أن "مرسى" و"شفيق" وجهين للنظام القديم، فالنظام كان عسكريًا فى الحكم، وإخوانيا فى الشارع، وهو ما يعنى أنهما إعادة فرز للنظام، فى حين أن ثورة الخامس والعشرين من يناير قامت من أجل دولة مدنية، لا عسكر فى الحكم ولا دين فى السياسية.
وأكد "عبد المجيد" أن المقاطعة مهمة جدًا، لأنه حتمًا سيفوز أحدهما، ولكن بالمقاطعة سيكون الفوز بأصوات قليلة للتقليل من قيمته أمام الشعب، وحتى لا يقول أحدهما عندما يصبح رئيسًا أنه حصل على أصوات أغلبية، فيرد الشارع والثورة عليه بأن هذه الأصوات تمثل أفكاره هو فقط، وتتمكن الثورة من الفوز عليه فيما بعد.
وفى نفس السياق أكد الكاتب سعد القرش، أنه لا بد أن تكون المقاطعة فاعلة، إما بعدم الذهاب للجان مع الحشد فى الشوارع والميادين، أو بالاتفاق على صيغة لكتابة رسالة محددة فى بطاقة الانتخابات لتكون الرسالة واضحة للمجلس العسكرى الأصم أننا نرفض اختيار الفاشية الدينية والفاشية العسكرية التى يريد فرضها علينا، مضيفًا، وفى هذه الحالة سيكون الرئيس الفاشى (دينى أو عسكرى) معبرًا عن أقلية لا تمثل الشعب المصرى، ويعلن أن الناخبين والانتخابات جرت بتزوير مع سبق الإصرار وأن هذا "ليس باسمنا فالشعب له رأى آخر وكما قاله فى الميادين أيام المخلوع مبارك، يعيده الآن ويعيد التجربة ويعيد السنة ويعيد الثورة وسوف يتعلم من الأخطاء ويتجنب المتواطئين، وسينتصر"
وقال الكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر، إنه على القوى الوطنية أن تسقط خيار العودة لزمن المخلوع "مبارك"، والذى وضعتنا أمامه نتائج انتخابات الرئاسة، بانحصار جولة الإعادة بين الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسى، مؤكدًا أن هذه عودة مرة أخرى لما كنا فيه قبل قيام الثورة، حيث كان الخيار السياسى فى مصر ينحصر ما بين نظام "مبارك" أو الإخوان المسلمين فى الشارع، وها قد عدنا، بعد عام ونصف على قيام الثورة، إلى نفس الخيار مرة أخرى، متمثلاً فى أحمد شفيق، ومحمد مرسى، وكأن الثورة لم تقم، وكأنها لم تقدم خيارًا ثالثًا أبهر العالم، حين أكد أن هناك قوى أخرى فاعلة لا تنتمى لأى من الخيارين، قادرة على أن تعبر بمصر إلى المستقبل الذى طال انتظاره.
وشدد رئيس اتحاد كتاب مصر أن العودة بعد عام ونصف إلى نفس هذا الخيار هو إهانة للثورة ولدماء الشهداء والثمن الغالى الذى دفعه الشعب المصرى على مدى عام ونصف حتى الآن، وكان يتطلع إلى بداية لجمهورية جديدة تقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وقال "سلماوى" إن التحدى الذى تواجهه مصر اليوم أكبر بكثير من الدعوة للمشاركة فى جولة الإعادة أو المقاطعة، وإنما يتعلق بشحذ وتعبئة كل القدرات والإمكانات التى يمتلكها الشعب المصرى، من أجل إلغاء هذا الخيار، المرفوض الذى يعيدنا إلى الماضى، والذى لا يمكن أن يعبر عن رأى الشعب، فلن يستطيع أحد إقناعى بأن رأيى الشعب هو الخيار بين نظام مبارك أو الإخوان المسلمين، وأنه على القوى الوطنية فى مصر أن تعمل على إسقاط هذا الخيار الذى جاء نتيجة مباشرة للمرحلة الانتقالية المضطربة التى عشناها طوال العام والنصف الماضى، لكنه لا يعبر عن آمال وتطلعات أبناء مصر فى المستقبل المشرق الذى كانوا يتوقعونه.
وأكدت الكاتب الدكتورة سحر الموجى، أنها سوف تقاطع جولة الإعادة، لأنه لا يمكن للثورة أن تختار بين فاشية دينية أو عسكرية، مشددةً على أنه من الأسوأ لها أيضًا أن تختار الفاشية الدينية لتحاربها وتقف أمامها فيما بعد، وأوضحت أنه على الثورة أن تعيد تنظيم صفوفها فى أسرع وقت، وأن تعى جيدًا تلك الأخطاء السياسية التى وقعت فيها منذ تنحى المخلوع "مبارك"، ومحاولات استدراجها، وأن تتواجد فى الشارع المصرى بكل قوة.