"كلمة" يصدر "الكاتب والآخر" للأديب كارلوس ليسكانو

الثلاثاء، 29 مايو 2012 02:45 ص
"كلمة" يصدر "الكاتب والآخر" للأديب كارلوس ليسكانو غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة الترجمة العربية لكتاب "الكاتب والآخر" لأحد أبرز أدباء الأوروغواى كارلوس ليسكانو. وقد نقلته عن الإسبانية نهى أبوعرقوب.

يُعدّ هذا العمل أطروحة روائية حول استحالة الكتابة، وتأمّلاً عميقاً وحميميّاً أنجزه الكاتب بعد عدة سنوات من " الجفاف" الأدبي. فمن ذلك الفراغ- الهاوية، ومن صحراء الفكر تلك، استطاع ليسكانو أن يبدع نصّاً رائعاً مؤثراً وبالغ الشعرية.

ينطلق الكتاب من مقولة أساسية: هى أنّ" كلّ كاتب ابتكار، ثمّة فرد هو واحد، وذات يوم يبتكر كاتباً ويصبح خادماً له، ومنذ تلك اللّحظة، يعيش كما لو كان اثنين.. على من يريد أن يكون كاتباً أن يبتكر الفرد الذى يكتب، أو الفرد الذى سيقوم بكتابة أعماله، إنّ الكاتب، قبل أن يبتكره الخادم، لا وجود له".

يحملنا ليسكانو فى رحلة جذابة، وجريئة، وساخرة أحياناً لتسليط الضوء على هذا "الآخر" الذى لا يكف عن ابتكاره ولا يستطيع التخلص منه أو التوحد فيه، ويعرض استراتيجيات مختلفة للتعامل اليومى معه فى محاولة للعثور على الانسجام الذى قد تمنحه إياه يوماً ما قوّة الكتابة:" الكاتب دوماً اثنان: ذلك الذى يشترى الخبز، والبرتقال، ويجرى الاتصال الهاتفيّ، ويذهب إلى عمله، ويدفع فاتورة الماء والكهرباء، ويحى الجيران؛ والآخر، ذلك الذى يكرّس نفسه للكتابة. الأول يسهر على حياة المبتَكَر العبثيّة والانعزاليّة. إنّها خدمة يؤديها بكلّ سرور، لكنّه سرور ظاهرى فقط؛ لأنّ التّوق إلى الاندماج يظلّ موجوداً. فأن تكون اثنين ليس أسهل من أن تكون واحداً".

ومن خلال بوح حميمى وشفاف عن علاقته بالكلمة وعن صعوبة الانتظار أمام الورقة البيضاء، وفيما يشبه خطابا ميتافيزيقيا، يرسم ليسكانو بورتريهاً ذاتياً صادقاً ولاذعاً، وينشطر فى لعبة مرايا مدهشة ومطوّلة بينه وبين "آخره"، لعبةِ تأمل ذكية يطرح من خلالها أسئلة لا تنضب حول إيمانه بالأدب وحول مهنة الكتابة، وبين الاعتراف بالعجز والسّعى الدائم للمطلق، يكتشف ليسكانو أن "الأدب مركز حياته" وأنّ الأدب والحياة شىء واحد، وأن استحالة الكتابة تغدو استحالة عيش. كلّ ذلك بإيجاز وبساطة وشفافية بالغة، وقدرة نادرة على النقد الذاتي، ونبرة حميمية وصادقة ّ تستدعى تواطؤ القارئ وتعاطفه.

وأثناء هذا الإبحار العميق فى ذاته يتناول ليسكانو فى فصول الكتاب التّسعة والثمانين، القصيرة والمكثّفة، موضوعات تكررت فى أعماله السابقة مثل السجن والتعذيب والوحدة، وعلاقته باللّيل والزمن وبعضاً من ذكرياته وقراءاته الأثيرة، لكنّها لا تحضر هنا لذاتها بل لتعينه فى تفسير تحولّه إلى كاتب، فـ"الكاتب والآخر" ليس سيرة ذاتيه، بل سيرة روحية وأدبية لذلك الشاب ذى الاثنين وعشرين ربيعاً الممتلئ بالأوهام، والذى أصبح معتقلاً سابقاً فى سن الخامسة والثلاثين، ونجا من جحيم التعذيب ليواجه مهمةَ إعادة بناء ذاته عبر الكتابة.

يعد المؤلف أحد أبرز أدباء الأوروغواى المعاصرين. ولد فى مونتيفيديو عام1949. عاش أحد عشر عاماً فى السويد قبل أن يعود إلى بلاده، شغل منصب نائب وزير التعليم والثقافة ويعمل حاليّاً مديراً لمكتبة الأروغواى الوطنية، تتنوع أعماله بين الرواية والقصّة والشعر والمسرح ونذكر منها: -الطريق إلى إيثاكا، رواية (2005)، - عربة المجانين، رواية (2006)، - ذكريات الحرب الأخيرة، رواية(2007) وغيرها. وحاز ليسكانو العديد من الجوائز أهمها: جائزة الجمهور – مهرجان لييج (فرنسا) 2008، وجائزة المسرح وزارة الثقافة فى المسرح-الأرواغواي2002، وجائزة بلدية مونتيفيديو1996. كما عُرضت أعماله المسرحية فى الأرجنتين وكولومبيا وفرنسا وسويسرا وكندا والولايات المتحدة، وترجمت رواياته إلى عدّة لغات عالمية.

مترجمة الكتاب، نهى أبو عرقوب، من مواليد دورا الخليل/فلسطين، حاصلة على درجة البكالوريوس فى اللغات الحديثة من جامعة اليرموك- الأردن، تعمل فى حقلى التدريس والترجمة، وتسهم بترجماتها الأدبية عن اللغتين الإسبانية والفرنسية فى عدد من الدوريّات والصحف الأردنية والعربية، ولها العديد من الكتب المترجمة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة