صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة، الترجمة العربية لكتاب "نظام عالمى جديد"، من تأليف "آن مارى سلوتر"، مديرة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية، وهى عضو بمجلس العلاقات الخارجية، عملت من قبل أستاذة للسياسة والشئون الدولية، ومن كبار مؤيدى نظرية العلاقات الدولية فى النظرية القانونية الدولية، وقام بترجمته أحمد محمود، ويقع الكتاب فى 430 صفحة من القطع الكبير.
وترى المؤلفة أنه من المطلوب إعادة النظر فى الطريقة التى ننظر بها إلى العالم السياسى، لأنه ليس مجموعة من الدول التى يتصل بعضها ببعض من خلال الرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية، والأمم المتحدة، كما أنه ليس زمرة من المنظمات غير الحكومية، إنما هو الحوكمة من خلال شبكة عالمية معقدة من الشبكات الحكومية.
وتؤكد الكاتبة على ضرورة أن يكون عالم الشبكات الحكومية، إلى جانب المنظمات الدولية التقليدية، بل وداخلها، باعتبارها خيارًا سياسيًا خارجيًا جذابًا إلى حد كبير للولايات المتحدة الأمريكية، فقد كانت للولايات المتحدة الريادة فى الإصرار على أن للعديد من المشكلات الدولية جذورا محلية وأنها يجب أن تحل على هذا المستوى داخل الدولة وليس فيما بينها وحسب، لكنها فى سبيلها لأن تفهم الضرورة المهمة إلى معالجة تلك المشكلات على نحو متعدد الأطراف وليس بطريقة أحادية لأسباب تتعلق بالمشروعية والمشاركة فى الأعباء والفاعلية.
ومن خلال ستة فصول بعنوان: المنظمون الدبلوماسيون الجدد، القضاة وبناء نظام قانونى عالمى، وفصل يتحدث عن "المشرعون: التخلف عن الركب"، وأنواع الشبكات فى هذا النظام العالمى ما بين مقسم وفعال، وأخيرًا ما تأمله الكاتبة من نظام عالمى عادل ـ تتناول المؤلفة ملمحا أساسيا للنظام العالمى للشبكات والحكومات، وكذلك الإرهابيون وتجار السلاح وغاسلو الأموال وتجار المخدرات والقراصنة الجدد للملكية الفكرية، جمعيهم يعملون من خلال شبكات عالمية، غير أن شبكات المنظمين الماليين التى تعمل على تحديد الأصول الإرهابية وتجميدها ومسئولى تنفيذ القانون المشاركين فى معلومات مهمة عن الإرهابيين وعملاء الاستخبارات جميعًا على القدر نفسه من الأهمية، وليس المنظمون وحدهم الأشخاص المتشابكون، فالقضاة القوميون يتبادلون القرارات مع بعضهم البعض من خلال المؤتمرات والمنظمات القضائية وشبكة الإنترنت.
ويوضح المترجم أن أهمية هذا الكتاب هى تحديد ظاهرة الدولة المقسمة وبحث الإمكانيات الناتجة عن النظام العالمى المقسم، وكانت النبرة متفائلة بصفة عامة، حيث تسعى إلى التركيز على ما هو موجود وخلق ما يمكن أن يوجد كحل لمعضلة الحكومة العالمية الثلاثية.
كما تتناول الكاتبة المشكلات والحلول والانتقادات والرد عليها وحلول لها وتخيل لبدء العالم من الدول ذات السيادة ومحاولة تصميم نظام قابل للتنفيذ وفعال وعادل للحوكمة العالمية، التى تسعى لمحاربة الجريمة وتحصيل الضرائب وضمان الحقوق المدنية والحريات المدنية وحماية البيئة وتنظيم الأسواق المالية وتوفير قدر من الأمن الاجتماعى وضمان سلامة المنتجات الاستهلاكية وتمثيل مواطنها بإنصاف.
كما ترى المؤلفة أن هؤلاء المسئولين الحكوميين لن يتخلوا عن السلطة لحكومة عالمية، بالرغم من كونهم سوف يعترفون ببعض المشكلات، ولكنها تأمل أيضًا بأن نظامًا عالميًا جديدًا سوف يُخلق وأنه سوف يكون فعالًا، ولكن يتعين عليه أن يكون عادلًا ويتسم بأكبر قدر من الشمول والاحترام والتكافؤ.
والمترجم أحمد محمود، حاصل على دبلوم الدراسات العليا فى الترجمة من جامعة القاهرة، عضو نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب المصريين ولجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ويعمل حاليًا رئيسًا لقسم الترجمة بجريدة القاهرة، حاصل على جائزة محمد بدران فى الترجمة عن كتاب "طريق الحرير" وله العديد من الكتب المترجمة الهامة منها "الناس فى صعيد مصر"، "عالم ماك"، "تشريح حضارة"، "أبناء الفراعنة المحدثون".. وغيرها.