قالت مجلة فورين بوليسى، إن المأساة الحقيقية التى تظهرها الانتخابات الرئاسية فى مصر، تتمثل فى تدمير المركز، الذى يمثل القوى الثورية وغيرهم من الرافضين لمرشح الإخوان ورئيس الوزراء الأسبق، لنفسه من خلال فشل التوحد حول مرشح واحد وانقسام 50%، من الأصوات بين ثلاثة مرشحين.. لكن للأسف فإن هذه لم تكن مفاجأة.
وأشار كاتب التقرير مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الانتخابات الديمقراطية غالبًا ما تفشل فى إنتاج ما هو مرغوب.
ويشير لينش إلى أن الأخطاء السياسية للإخوان خلال الشهور الماضية، ولاسيما قرار التقدم بمرشح للرئاسة رغم تعهدهم بعدم الإقدام على الخطوة، ساعد على مزيد من عدم الثقة فى الجماعة واستياء الطبقة السياسية. وبالإضافة على الاستقطاب المتزايد حول الخوف من هيمنة طرف واحد على السلطة والأسلمة، مما دفع بعض القوى نحو شفيق.. لكن موقف الأخير يجعله شريكًا غير مرجح.
وفى محاولة على ما يبدو من الكاتب الأمريكى البارز، لتأنيب القوى الثورية، شدد على أنه لو أدرك هؤلاء من قبل المنطق الإستراتيجى للانتخابات مبكرا وتوحدوا حول مرشح واحد، لكانت البلاد تفادت هذا الجدل.. ويرى أنه بالنسبة لبعض الناشطين، فإن النشاط فى الشارع سيستمر بعض النظر عن نتيجة الإعادة.. فيما قد يجد البعض الآخر فى هذه النتيجة فرصة أفضل، مما لو كان مرشحهم المفضل فاز، وبالتالى يحرمهم هذا من أسباب الاحتجاج.
وبغض النظر عن النتيجة التى يصعب توقعها، فإن احتمالات عدم الاستقرار مستمرة.. ويذهب الكاتب إلى أنه إذا فاز شفيق فقد ينتهى به الأمر إلى رئيس ضعيف، بقليل من الشرعية الشعبية وقليل من احترام المجلس العسكرى، الذى قد يبقى بالسلطة.. فيما قد تشبه سياساته على الأرجح الوضع الانتقالى الراهن، الذى أنتج أداء اقتصاديًا ضعيفًا وعدم استقرار.
وعلى النقيض يرى لينش أن مرسى فرصته أفضل إذا كان مستعدًا وقادرًا على استخدام الرئاسة لمنافسة سلطة المجلس العسكرى، لكن من جهة أخرى فإنه لا يزال يخيف الكثيرين خارج مدار الجماعة، وبينهم السلفيون الذين يكنون عداء متأصلاً وعميقًا تجاه منافسيهم الإسلاميين.
ويعرب المحلل السياسى عن شكوكه فى تحرك مرسى نحو فرض الشريعة الإسلامية، إذا فاز بالرئاسة.. لأنه جماعة الإخوان تبقى منظمة واقعية، وقد تحدثوا على مدار العام الماضى حول الحاجة الملحة لإعطاء الأولوية للإصلاح الاقتصادى.
ويختم لينش متوقعًا ألا تسفر الجولة الثانية من الانتخابات عن رئيس ذى شرعية واسعة أو تفويض شعبى.. ورغم أن هذا هو المتوقع من المرحلة الانتقالية الكارثية، لكن اليأس ليس خيارًا، إذ يجب التركيز على الانتقال إلى سلطة مدنية وصياغة دستور مقبول.
ويضيف الكاتب أنه يجب إجراء تحقيقات شاملة فى مزاعم التزوير التى سبقت الانتخابات والادعاءات الأكثر قلقا بشأن السماح لمجندين بالتصويت.. وأشار أن الشكوك بشأن حياد الدول، والتى تفاقمت بالتدخلات القضائية المتكررة بما فى ذلك استبعاد عدد من المرشحين، يمثل سحابة تدور حول شرعية التصويت.
