قال عمر عاشور، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط بمعهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستير البريطانية، والزميل الزائر بمركز بروكنجز الدوحة إن كل شىء يتعلق بالثورة المصرية لم يكن متوقعًا، ونتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لا تختلف عن ذلك. فصعود أحمد شفيق، ودخوله فى جولة الإعادة مع محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين قد أثار الدهشة فى مختلف أنحاء الطيف السياسى، وكذلك كان صعود المرشح الناصرى حمدين صباحى إلى المركز الثالث، وحصول عبد المنعم أبو الفتوح المدعوم من الليبراليين والسلفيين على المركز الرابع.
ويرى عاشور فى مقاله بصحيفة "جلوب آند ميل" الكندية أن الناخبين فى مصر اختاروا الثورة بأغلبية ساحقة، وحطموا أسطورة أن الضغط من أجل التغيير ظاهرة حضرية تقتصر على الطبقة الوسطى فى القاهرة. فالمرشحون الثوريون الثمانية حصلوا على أكثر من 16.4 مليون صوت، إلا أن فشلهم فى التوحد خلف برنامج واحد أفاد مباشرة شفيق الذى حصل بشكل غير متوقع على 5.5 مليون صوت على افتراض عدم حدوث تزوير فى الانتخابات.
ويتايع الكاتب قائلاً إنه على الرغم من أن نجاح شفيق قد أحدث صدمة للكثير من الثوار، إلا أن صعوده كان له تفسير فى بعض المناطق. ففى صعيد مصر صوت أكثر من 60% من الأقباط لصالحه، وفقا لما قاله مصدر مقرب من الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، وفى المناطق ذات الأغلبية القبطية تجاوز التأييد لشفيق نسبة الـ 95% لأنه تم تصويره على نطاق واسع باعتباره حصنًا ضد الإسلام السياسى.
فضلاً على ذلك فإن الكثير من الموظفين الحكوميين، وهناك 5.1 مليون منهم يحق لهم التصويت، وعائلاتهم أيدوا شفيق. ويرجع ذلك إما لتعليمات مباشرة من رؤسائهم وإما إلى التهديد المتصور لزحف تأثير الإخوان المسلمين على البيروقراطيات الحكومية.
وحصل شفيق على تمويل وتأييد من رجال الحزب الوطنى المنحل ومن أصحاب المصالح الاقتصادية والأمنية التى تستفيد من الوضع الراهن.
لكن هذا لم يكن كافيًا لتفسير هزيمة مرسى فى معاقل الإخوان المسلمين التقليدية فى محافظات الدلتا. فمع مقارنة النتائج بالانتخابات البرلمانية يتبين أن الإخوان فقدوا ما بين 25% إلى 48% من تأييدهم فى محافظات الدلتا التى يقطنها 40% من المصريين. وعلى افتراض عدم وجود مؤامرة، فإن الفريق شفيق حصل على مليونى صوت من أربع محافظات فى الدلتا، وهى الشرقية والغربية والمنوفية والدقهلية.
ويشير عاشور إلى أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات تكشف عن قوة الكتلة الثورية غير الإسلامية، واستعداد المصريين لمعاقبة الإسلاميين على أدائهم الضعيف فى البرلمان. فبعد أن اختار ستة من كل عشرة مصريين الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية؛ تراجع الرقم إلى أربعة من كل 10 فى الانتخابات الرئاسية.
وبرغم ذلك يقول المحلل السياسى الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن مرسى حصل على المركز الأول بحوالى 6 ملايين صوت بفضل دعم الماكينة الانتخابية المنضبطة وذات الخبرة للإخوان، وهذا كان يعنى حملة انتخابية متطورة توغلت بعمق فى المجتمع المصرى، حضره وريفه، والتى لعبت فيها المرأة دورًا رئيسيًّا. ونقل الكاتب عن أحد النشطاء السلفيين قوله إن تلك هى النقطة التى هزم فيها الإخوان السلفيين، فنساؤهن يتمتعن بالخبرة ومدربات على القدرة على الإقناع ويتمتعن بكاريزما، فى حين أن النساء السلفيات خجولات وانطوائيات ولا يمكن أن ينافسن أصوات نساء الإخوان المسلمين.
وأوضح عاشور أن الإخوان فى حاجة الآن لإقناع 10.7 مليون ناخب ممن أيدوا أبو الفتوح وصباحى لتأييد مرسى ضد شفيق فى الإعادة، وتحتاج الجماعة إلى حجز منصب نائب الرئيس لشخص مثل صباحى. وبالمثل، فإنهم يحتاجون إلى تعيين عبد المنعم أبو الفتوح أو ربما محمد البرادعى فى منصب رئيس الحكومة. فضلاً على ذلك فإن الإخوان ربما يضطرون إلى أن يقدموا تنازلات من أجل ضمان تمثيل متوازن للإسلاميين وغير الإسلاميين فى الجمعية التأسيسية للدستور.
وختم الكاتب مقاله قائلاً: إن الأمر الذى يظل مؤكدًا هو أنه لا يمكن إكمال التحول الديمقراطى بدون أن يكون للنواب المنتخبين سيطرة ذات مغزى على أجهزة الأمن والقوات المسلحة، وسيكون هذا اختبار الثورة المصرية فى نهاية المطاف، والتحدى الأكثر أهمية لأى رئيس لا يجسد العودة إلى الماضى.
خبير ببروكنجنز: المرأة لعبت دورًا رئيسيًّا فى حملة الإخوان.. نجاح مرسى فى الإعادة يتطلب تعيين صباحى نائبًا وأبو الفتوح أو البرادعى رئيسًا للحكومة
الثلاثاء، 29 مايو 2012 11:34 ص
محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حسن
الحريه والدكتاتوريه