اهتمت مجلة "تايم" الأمريكية بمتابعة نتائج الانتخابات الرئاسية، وقالت إنه على الرغم من أن المصريين المعتدلين يواجهون الآن خيارا صعبا بين محمد مرسى أو أحمد شفيق، إلا أنهم لن يتوحدوا أكثر مما كان عليه الحال فى الجولة الأولى من الانتخابات.
وبشكل عام، قالت الصحيفة إن مصر لم تتمكن فقط من إجراء أول انتخابات رئاسية ديمقراطية فى تاريخ البلاد الأسبوع الماضى، ولكنها استطاعت أن تجعل التصويت نظيفا نسبيا. فوفقا لما قاله الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر قبل مغادرته القاهرة، إن المراقبين التابعين لمركزه لاحظوا انتهاكات طفيفة فى الانتخابات مع عدم وجود أمور خطيرة تؤثر على نزاهة الانتخابات.
وتتابع الصحيفة: لكن النتيجة، لم يتوقعها أحد، فقد دخل مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى، وأحمد شفيق المحسوب على النظام السابق فى جولة الإعادة.
ورأت الصحيفة أنه بالنسبة لليبراليين واليساريين، فإن هذا يمثل "سيناريو كابوس". فمن بين 13 مرشحا، بينهم خمسة بارزين منهم المعتدلين نسبيا كحمدين صباحى، وصلت البلاد إلى حد اختيار زعيمها من بين نقيضين. وهى الحقيقة التى جعلت بعض المصريين يتعهدون بمقاطعة الإعادة وآخرون يتساءلون عن الخطأ الذى حدث.
ونقلت "تايم" عن حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله إن هناك نظريتين، فيشير إلى أن العامل الأكبر لهذه النتيجة هو الاستراتيجيات الفاشلة للمعتدلين الخاسرين وأنصارهم. فحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح، ربما كانا متشابهين جدا لبعضهما البعض وبإمكانهما الفوز معا، ولو كانا نسقا فيما بينهما وصوتا فى اتجاه واحد، إما دعم أبو الفتوح أو حمدين، لتواجد أحدهما فى جولة الإعادة لكن لم يكن هناك تنسيق بين ما يسمى بالقوى الثورية.
وتمضى المجلة قائلة إن عدم التنظيم أثبت أهميته، فكل من مرسى وشفيق لديهما قواعد تصويتية صلبة، وهى الحقيقة التى قلل منها الكثير من المحللين السياسيين. فبالنسبة لمحمد مرسى، كان وراءه الإخوان وماكيناتهم الانتخابية الأكثر تنظيما. وربما يكون الإخوان أقلية بين سكان مصر، لكن بعد تنافسهم فى انتخابات متعددة منذ عصر مبارك، أصبحوا يعرفون كيف يستقطبون الناخين إلى مراكز الاقتراع. ففى يوم الانتخاب، وجه أنصار الجماعة المصريين الذين لم يقررا اختيارهم وأرشدوا الناخبين إلى لجانهم. كما أن مرسى أيده السلفيون الذين تم استبعاد مرشحهم.
ويشير المحللون إلى أن شفيق لديه أنصار بشكل أتوماتيكى أيضا، كالمصريين الذين لم يؤيدوا الثورة أبدا، وكذلك القوات المسلحة، ويقول نافعة إن أجهزة الدولة كلها كانت خلف شفيق، ربما لم يكن هناك تدخل مباشر لكن كل من التحقوا بالجيش ربما حصلوا على توجيهات بالتصويت له وهذا محظور. لكن لا يوجد شك فى أن شفيق لمس وترا حساسا لدى الملايين من المصريين الذين سئموا من تدهور الاقتصاد وتراجع الأمن منذ سقوط مبارك.
وترى الصحيفة أن هناك معضلة كبيرة تواجه المصريين المعتدلين قبل أسبوعين من اتخاذ القرار المهم: هل يستخدمون أول انتخابات رئاسية ديمقراطية لانتخاب رجل مشابه جدا لمن أطاحوا به، أم يخاطرون بحكومة إسلامية تسعى جاهدة لكتابة دستور مصر بصيعة محافظة وبالتالى تغير طريقة الحياة؟
والمفارقة كما تقول التايم هى أن هذا الخيار الصعب من غير المحتمل أن يوحد المعتدلين أكثر مما كان عليه الوضع فى الجولة الأولى. البعض يقول إنهم مستاءون من الخيارات، ولن يصوتوا فى جولة الإعادة، فى حين يختلف آخرون على الخيار الأسوأ مرسى أم شفيق.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الأسبوعين المقبلين سيشهدان توترا مع انطلاق جولة جديدة من الدعاية للإعادة، وسيتناقش المصريون حول مزايا وعيوب كل منهما. والإخوان من جانبهم بدأوا إجراء مفاوضات مع القوى السياسية، ويقول نافعة إن تلك المحادثات قد تجبرهم على تقديم تنازلات بشأن تشكيلة حكومتهم المستقبلية والمواد الخاصة بالدستور. وأى كان الرئيس القادم لمصر، فإنه سيواجه بالتأكيد معارضة كبيرة.
تايم الأمريكية: الخيارات الصعبة أمام المصريين لن توحدهم
الثلاثاء، 29 مايو 2012 02:27 م