زويل: مصر اتخذت طريقها نحو الديمقراطية.. والمؤسسة العسكرية لعبت دور الحامى للثورة.. العالم المصرى: الفوضى الحالية هى نتيجة طبيعية للتغيير الثورى.. والدستور الجديد أهم من الرئيس القادم

الإثنين، 28 مايو 2012 05:07 م
زويل: مصر اتخذت طريقها نحو الديمقراطية.. والمؤسسة العسكرية لعبت دور الحامى للثورة.. العالم المصرى: الفوضى الحالية هى نتيجة طبيعية للتغيير الثورى.. والدستور الجديد أهم من الرئيس القادم العالم أحمد زويل
كتب بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد العالم أحمد زويل أن مصر قد اتخذت الطريق الصحيح نحو تحقيق الديمقراطية خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتى شهدت تنافسا كبيرا بين كافة المرشحين للمرة الأولى منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، التى أطاحت بنظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك.

واستشهد زويل خلال مقال له بصحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية اليوم الاثنين، بالمناظرة التى تمت قبل الانتخابات بين كل من عمرو موسى- الذى شغل منصب وزير الخارجية إبان عهد الرئيس السابق- وعبد المنعم أبو الفتوح الذى ينتمى لتيار الإسلام السياسى، والتى تابعها الملايين من المصريين والعرب، مؤكدا أن تلك المناظرة قد أثبتت أن مصر تتجه بالفعل نحو تحقيق الديمقراطية الحقيقية، وليس كما يروج العالم بأنها سوف تغرق فى أمواج من الفوضى وعدم التسامح.

ووصف زويل تلك المناظرة التى لم تشهدها مصر طيلة تاريخها منذ عهد رمسيس الثانى بأنها علامة فارقة فى التاريخ المصرى، مؤكدا أن المصريين قد اتجهوا بالفعل نحو تحقيق أهداف ثورتهم منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتى شهدت مشاركة أكثر من ستين بالمائة من المصريين الذين يحق لهم التصويت لأول مرة، موضحا أن هذا التغيير قد يمهد الطريق نحو تحقيق الديمقراطية، رغم أنه قد يكون طريقا "صخريا" على وصفه.

وأشاد العالم المصرى بالدور الذى لعبته المؤسسة العسكرية فى مصر للوصول بالبلاد إلى تلك المرحلة المهمة من تاريخها، مؤكدا أن الجيش هو من حمى الثورة المصرية على عكس ما شهدته بعض البلدان الأخرى بالمنطقة كسوريا وليبيا وغيرها. ووصف زويل الجيش بأن كان حاميا للانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة والتى اتسمت بشفافيتها ونزاهتها.

واستعرض زويل فى مقاله أهم التحديات التى تواجه مصر خلال المرحلة الحالية، مؤكدا أن التدهور الاقتصادى والأمنى بالإضافة إلى غموض المستقبل السياسى للبلاد تعد الأبرز فى هذا الصدد. وأوضح أن تلك التحديات قد تفاقمت بشكل ملحوظ طيلة الأشهر الماضية منذ سقوط الرئيس السابق فى فبراير 2011، موضحا أن كلا من المجلس العسكرى الحاكم فى البلاد وكذلك القوى الليبرالية الإسلامية بالبلاد، بالإضافة إلى الشباب الذى فجر الثورة المصرية، ينبغى أن يتحملوا المسئولية الكاملة عن تلك الأزمات التى ضربت البلاد خلال تلك المرحلة.

وأوضح العالم المصرى أن تلك الأزمات قد دفعت قطاع كبير من المصريين من السعى نحو تحقيق ديمقراطية حقيقية، نحو حالة من اليأس جعلتهم يتوقون نحو المفهوم القديم للاستقرار، والذى كان يروج إليه نظام مبارك إبان حكمه.

واعترف زويل أن هناك حالة من الفوضى التى ضربت المجتمع المصرى خلال الأشهر الماضية، تمثلت فى الصراعات التى تأججت بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية، وكذلك الصدام بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومته من ناحية، والبرلمان الذى يسيطر عليه الإسلاميون من ناحية أخرى، موضحا أن هذه الحالة تشبه إلى حد كبير ما سبق أن وصفته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس بـ"الفوضى الخلاقة"، مؤكدا أن هذه الحالة تعد نتيجة طبيعية للتغييرات الثورية التى شهدتها مصر، موضحاً أنها سوف تؤدى فى النهاية إلى ديمقراطية مستقرة.

وأشار زويل فى مقاله إلى الانتخابات الفرنسية الأخيرة التى فاز بها فرنسوا هولاند مؤخرا على حساب الرئيس السابق نيكولا ساركوزى، مؤكدا أن هذا الشكل للانتقال السلمى المتحضر للسلطة يعد الأمثل الذى نتطلع إلى تحقيقه فى بلادنا، إلا أنه عاد ليؤكد أن الفرنسيين لم يصلوا إلى تلك المرحلة إلا بفضل الثورة الفرنسية التى شهدتها بلادهم منذ قرنين من الزمان، والتى شهدت الكثير من الصراعات الدموية، والتى استمرت لسنوات عديدة، على عكس ما شهدته ثورتنا البيضاء.

وأضاف أن ما يحدث حاليا يعد مؤشرا إيجابيا مهمًّا حول أن المصريين يسيرون نحو تحقيق الديمقراطية بخطى ثابتة، وأن مصر لن تعود للأنظمة الشمولية السلطوية مرة أخرى.

وأشاد العالم المصرى بحالة الثقة التى يشعر بها المصريون تجاه مستقبل بلادهم، كاشفا عن أن رئيس البنك المركزى المصرى فاروق العقده قد أكد له أن عائدات العملة الصعبة الواردة من المصريين بالخارج فى هذه الآونة قد تزايدت بشكل غير مسبوق، مؤكدا أن المستقبل سوف يشهد تحسنا كبيرا فى مستوى التعليم والصحة والأجور فى مصر.

وأعرب زويل عن قلقه من العنف الذى تشهده مصر بين الحين والآخر بين الأقباط والمسلمين، إلا أنه عاد ليؤكد أن هناك مبالغات إعلامية فى هذا الصدد. وأضاف أن الأقباط فى مصر هم جزء من نسيج المجتمع. وأضاف أن مصر تشهد حالة من الانسجام بين أقباطها ومسلميها، مؤكدا أن هناك بالفعل العديد من المشكلات التى يعانيها المسيحيون فى مصر إلا أنها قابلة للحل.

وأضاف زويل أن الدور الذى ينبغى أن يلعبه الدين فى السياسة، يعد من القضايا الجدالية المثارة فى الوقت الحالى فى مصر، وهو ما أبرزته مؤخرا المناظرة التى جرت بين موسى وأبو الفتوح قبيل الانتخابات الرئاسية، حيث إن د. أبو الفتوح يمثل تيار الإسلام السياسى، فى حين أن موسى يمثل التيار الليبرالى.

وأوضح زويل أن مجرد التفكير فى إجراء مناظرة بين الإسلاميين والليبراليين كان من الأمور المستحيلة خلال الستين عاماً الماضية، مؤكداً أن هذا الانفتاح يعكس أن الجسد السياسى المصرى فى طريقه للنضج، مطالبا المواطنين المصريين بتحمل مسئوليتهم الكاملة من خلال قبول التنوع فى الرؤى والأيديولوجيات خلال المرحلة المقبلة.

وأعرب زويل عن ثقته الكاملة بأن المؤسسة العسكرية فى مصر سوف تسلم السلطة كاملة للحكومة المدنية المنتخبة، مؤكدا أن المجلس العسكرى يرغب فقط فى الخروج السلطة بشكل محترم بالإضافة إلى منح المؤسسة العسكرية وضعا خاصا يتناسب مع مكانتها فى الدستور الجديد.

وفى نهاية مقاله طالب د. زويل الشعب المصرى بالتوحد خلال المرحلة المقبلة لاستكمال العبور نحن الديمقراطية الحقيقية من خلال التركيز على كتابة الدستور الجديد. وأوضح أنه ليس من المهم من سوف يصل إلى السلطة، وإنما الأهم هو الدستور؛ لأنه سيحمى المواطنين من الانتهاكات التى قد ترتكبها السلطة.

وحذر زويل من استمرار الممارسات التى انتهجها نظام مبارك، والتى تهدف بالأساس إلى شغل الرأى العام ببعض القضايا التافهة على حساب نظيراتها الرئيسية. وأضاف أنه لا ينبغى أن نفقد الأمل، مؤكدا أن الأمة المصرية قد عاشت مرحلة من المخاض، مطالبا العالم بتقديم الدعم للديمقراطية فى مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة