قال ناثان براون أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية وخبير شئون الحركات الإسلامية فى مؤسسة كارنيجى، إنه لو كانت انتخابات الإعادة التى ستجرى فى منتصف يونيو المقبل نزيهة، فإن محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين سيهزم أحمد شفيق، ولو حدث هذا، فإن أغلب المؤسسات الديمقراطية فى مصر، البرلمان والرئاسة ستكون فى يد الإسلاميين، فإن الإخوان المسلمين ربما سيكون لهم قريبا يد حرة فى معالجة مشكلات البلاد المهمة، وفقا لما تراه مناسبا، وأن تبدأ كذلك فى دفع السياسة الخارجية المصرية نحو اتجاهات مختلفة.
وتابع الكاتب فى مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية قائلاً: فيما يتعلق بما ينويه الإخوان داخليا، كانت هناك ثرثرة كثيرة من جانب الإخوان فى محاولة رسم برنامج عملى لإدارة البلاد، ويركز هذا البرنامج كثيرا على اهتمامهم بالحكم الرشيد وسيادة القانون وتوفير الخدمات الاجتماعية.
هل ينوى الإخوان تطبيق الشريعة الإسلامية؟ فى هذا الإطار، يرى براون أن الموقف فى هذا الشأن غير محدد فيما يتعلق بما إذا كانت الشريعة كمرجع أم ستعمل على تحقيق أهدافها، وهذا سيتم من خلال القنوات الديمقراطية أو الدستورية.
أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، كان الإخوان أكثر حذرا قليلا، فقالوا إنهم يرغبون فى إعادة التفاوض على معاهدة السلام مع إسرائيل لكنهم سيواجهون حكومة إسرائيلية ترفض بشدة إجراء أى تعديلات رسمية، وسعت الجماعة إلى إرسال رسائل طمأنة للزائرين من المسئولين الأمريكيين، لكن لديها بوضوح أجندة إقليمية ربما تسبب صداعا للولايات المتحدة، كما أنها تعارض وبشدة وبشكل عاطفى حصار غزة لكنها قالت لأبناء عمومتها فى حماس أن قضيتهم عليها أن تنتظر.
ويعتقد براون أن السؤال الحقيقى يتعلق بمدى فعالية الجماعة فى تطبيق برنامجها عندما تواجه مشكلات اقتصادية ساحقة ومجموعة مشاكسة من العاملين فى القطاع العام، ورأى عام أعتقد أن طرد المسئولين الفاسين كافيا ليؤدى إلى تحسن اقتصادى.
وأشار الخبير الأمريكى أن الطريقة التى سيحكم بها الإخوان على المدى القصير، ونجاحهم سيحدد مصير الجماعة على المدى الطويل، فقد كانت مصممة بالأساس لتكون حركة إصلاح هرمية منظمة بإحكام، وليس طرف انتخابى واسع النطاق، إلا أن الجماعة تجد الساحة السياسية الآن مغرية جدا لدرجة أن قادتها يرون أن واجبهم الأسمى تجاه الشعب المصرى هو السياسة والحكم.
ويقول براون إن مصير الثورة المصرية سيكون له تأثير هائل على المنطقة، فمن الواضح أن كل الإسلاميين يراقبون الإخوان فى مصر عن كثب، ليس لأنهم يتبعون أوامر الحركة الأم فى القاهرة، فالحركات الإسلامية فى المنطقة فضفاضة، ولكنهم يتبادلون الأفكار والبرامج بسهولة شديدة ويحسبون الاحتمالات السياسية الخاصة بهم.
وختم براون مقاله قائلاً: إن الانتقال المترنح فى مصر قد فتح الأبواب أمام تحول ديمقراطى لكنه بالكاد مضمون، وما سيفعله الإخوان ورد فعل الأطراف الأخرى عليه سيحدد ما إذا كانت الثورة المصرية ستصبح تحولا ديمقراطيا أم ستتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار والاستبداد من جديد.
خبير بمركز كارنيجى: مرسى سينجح فى الإعادة لو أجريت الانتخابات بنزاهة.. وسياسة الإخوان على المدى القصير ورد الفعل عليها يحدد مصير الثورة المصرية فإما تحولها نحو الديمقراطية أو العودة إلى الاستبداد
الإثنين، 28 مايو 2012 12:45 م