طالبت الصين، اليوم الاثنين، بإجراء "تحقيق فورى" حول المجزرة التى راح ضحيتها ما لا يقل عن 108 أشخاص فى الحولة بوسط سوريا، بدون أن تحمل الحكومة السورية المسؤولية، خلافا لمجلس الأمن الدولى فى إعلان الأحد.
وقال المتحدث باسم الخارجية ليو ويمين، إن الصين "تندد بشدة" بمجزرة الحولة، وتطالب بفتح "تحقيق فورى فى هذه الوقائع، وكذلك البحث عن مرتكبيها". كما دعا إلى التطبيق الكامل لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان المكونة من ست نقاط لحل الأزمة، وهو موقف ما انفكت تؤكد عليه الصين، حليف سوريا، بانتظام فى الأشهر الأخيرة. وندد إعلان لمجلس الأمن الدولى، الأحد، بالحكومة السورية بسبب مجزرة الحولة.
وطلب من دمشق التوقف الفورى عن استخدام الأسلحة الثقيلة فى المدن السورية المتمردة، وأن تسحب قواتها من هذه المدن تطبيقاً لخطة كوفى عنان التى تنص بالخصوص على وقف لإطلاق النار يسرى منذ 12 إبريل لكنه ينتهك يوميا.
على الصعيد ذاته شدد رئيس الوزراء الروسى سيرجى لافروف على أن بلاده وبريطانيا تدعمان خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفى عنان، ويعتقدان أنها أفضل خيار لإنهاء العنف فى سوريا.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحفى مشترك عقد فى العاصمة الروسية موسكو، إنه يتعين الحفاظ على سيادة الأراضى السورية، ومحاولة التوصل إلى حل للأزمة السورية دون اللجوء للتدخل الأجنبى. وأقر بأن خطة عنان تنفذ بشكل غير مرض، بالنظر إلى استمرار أعمال العنف فى سوريا، لافتاً إلى أن مذبحة بلدة "الحولة" التى راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين، تثبت أن أهداف خطة عنان مازالت بعيدة المنال. ووصف المحادثات التى أجراها مع نظيره البريطانى وليام هيج بأنها كانت "بناءة"، فيما وصفها هيج بأنها كانت "صريحة وصادقة".
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطانى وليام هيج: إن بريطانيا تتفق مع روسيا على أن خطة عنان تعد أفضل خيار لإنهاء العنف فى سوريا، وتعد فى الوقت الراهن الأمل الوحيد لوقف دورة العنف هناك.
وأعرب هيج عن أسفه العميق لاستمرار عمليات القتل فى سوريا، مشيرا إلى أنه حث عنان على البدء فى حوار مع نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وتشجيعه على الالتزام ببنود خطة الست نقاط، مؤكدا أنه يتعين على روسيا لعب دور فى هذه القضية قبل فوات الأوان، وتشجيع النظام السورى على الالتزام بخطة عنان.
وألقى هيج بالمسؤولية الأولية فى استمرار عمليات القتل على النظام السورى، بسبب تقاعسه عن سحب قواته من جميع المناطق المؤهلة بالسكان تنفيذا لخطة عنان، مشددا على أن بلاده ستواصل بذل الجهود لتشجيع جميع الأطراف على الالتزام ببنود خطة عنان لإنهاء أعمال العنف.
من جهته ناشد وزير الخارجية الإيطالى "جوليو تيرسى" المجتمع الدولى، بالتحرك الفورى لوقف المذابح فى سوريا، خصوصاً أن الوضع تجاوز الحد، وذلك على خلفية مقتل ما لا يقل عن 116 شخصاً وإصابة نحو 300 آخرين فى مذبحة بمنطقة الحولة فى محافظة حمص، حسب تقرير رئيس بعثة المراقبين الدوليين.
وأعرب تيرسى- فى تصريح له اليوم الاثنين- عن استعداد بلاده لتبنى قرارات أقوى بمجلس الأمن تأخذ فى الاعتبار حالة الطوارئ الإنسانية بالبلاد، قائلا "شعرت بالرعب والألم لرؤية المشاهد المؤلمة، ولا يمكن أن نقف مكتوفى الأيدى عندما يقتل عشرات الأطفال بطريقة وحشية كهذه، ولايمكن إضاعة المزيد من الوقت".
وأوضح أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة، فكوفى عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية فى سوريا على وشك الذهاب إلى دمشق، كما أن أمين عام الأمم المتحدة بان كى مون سيقدم تقريره إلى مجلس الأمن الدولى.
وبخصوص خطة عنان، قال الوزير: إن دعم الخطة يجب أن يكون بقناعة ودون تحفظات، ولكن نظام بشار الأسد على ما يبدو لا يعرف أنها ليست خطة مفتوحة الأجل، وأن المسؤولية عن خرق الشروط المنصوص عليها يقع بالكامل على دمشق ورفضها للتعاون بغية الحل.
وتصاعدت الإدانات الشعبية لمجزرة الحولة فى حمص، وسط مطالبات بتحرك عاجل فى سوريا بعد المجزرة التى قتل فيها 114 شخصاً بينهم 32 طفلا. واتهم معارضون حسبما أفادت قناة "الجزيرة" الفضائية ، القوات النظامية بارتكابها تلك المجزرة، كما حملت معظم الردود الشعبية المنددة بالمجزرة نظام الرئيس بشار الأسد المسؤولية.
وفى هذا السياق، أصدر 22 عالماً وشيخاً من مدينة "حمص" بياناً استنكروا فيه المجزرة، وحملوا نظام الأسد الذى وصفوه "بالفاقد للشرعية" وكل من يسانده، المسؤولية عنها. وأكد العلماء تضامنهم مع أحرار سوريا وشرفائها بمن فيهم الجيش الحر، وأكدوا وجوب نصرتهم ودعمهم ماديا ومعنويا، وشجبوا ما سموه التخاذل الدولى والسكوت عن جرائم الأسد تحت غطاء مبادرة كوفى عنان.
وأهاب علماء وشيوخ مدينة حمص بالعالم كله أن يهب لنصرة الشعب السورى وتخليصه، مما دعوها "العصابة الحاكمة فى سوريا". من جهة أخرى، تظاهر العشرات من أبناء الجالية السورية فى إسبانيا وعدد من
المواطنين الإسبان أمام السفارة السورية فى العاصمة مدريد للتنديد بالمجزرة التى شهدتها مدينة الحولة.
وطالب المتظاهرون بتدخل فورى لوقف ما وصفوها بالجرائم التى ترتكبها عصابات الرئيس السورى، كما رددوا هتافات مؤيدة للجيش السورى الحر. وفى المنامة شارك بحرينيون فى وقفة تضامنية دعت إليها قوى سياسية عدة أمام مقر الأمم المتحدة للتنديد بالمجزرة.
وحمل المشاركون الأمم المتحدة والمجتمع الدولى مسؤولية استمرار القتل والمجازر التى تستهدف الشعب السورى، وطالبوا النظام السورى بإيقاف كل أشكال القتل ومحاصرة المدن والقرى، كما أعلن منظمو الوقفة التضامنية تنظيم حملة تبرعات لدعم الجيش السورى الحر.
الصين تدعو إلى "التحقيق" فى مجزرة الحولة دون اتهام سوريا.. لافروف: روسيا وبريطانيا تتفقان على أن خطة عنان أفضل خيار لإنهاء العنف فى سوريا.. إيطاليا تناشد المجتمع الدولى التحرك الفورى لوقف المذابح
الإثنين، 28 مايو 2012 01:58 م
مزبحة الحولة - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة