لم يتبق سوى خطوة واحدة فقط على حسم الصراع الرئاسى بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى الأول بعد حصوله على أعلى الأصوات فى الجولة الأولى، والفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق فى عهد النظام السابق والذى نافس الأول بقوة وتلاه بفارق أصوات ليس بكبير، يوم 16 يوينو القادم سيكون موعدا فاصلا عندما يصوت الشعب المصرى للمرة الثانية لحسم اختيار رئيسه فى انتخابات رئاسية نزيهة لم تشهدها البلاد من قبل.
مخاوف عديدة انتابت السواد الأعظم من الشعب والقوى الثورية المتواجدة حاليا والتى دار بخيالها سيناريوهات متعددة، باتت تكون الأسوأ عند البعض، حيث طالت المخاوف الأقباط والجماعات الإسلامية والقوى الثورية وبقايا الحزب الوطنى "المنحل" ، فى معركة تكسير العظام وتصفية الحسابات بين الجميع فى حالة فوز مرسى أو منافسه شفيق بمنصب أول رئيس للجمهورية ليكون "عريس الثورة" ويقع تحت طائلة قانون الشعب الذى ينتظره بفارغ الصبر منذ تنحى الرئيس المخلوع ليكون معه المفتاح السحرى لحل جميع المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى اجتاحت البلاد إبان الثورة.
الاتهامات المتبادلة وحرب الشائعات ملأت الشارع والساحة السياسية فى مصر، حيث بدأ كثيرون فى رسم السيناريو الأسود فى حالة نجاح أى من المرشحين، وهناك مخاوف من أن يعيد الفريق إمبراطورية الطاغية مبارك فى كل المجالات، ومناصرة مؤيدى النظام البائد مرة أخرى، حيث من المؤكد أن سيلجأ قطعا إلى "وزارة الداخلية" لإعادة الدولة البوليسية وإحكام السيطرة على مختلف التيارات، وتصفية الحسابات من أبناء الجماعة "المحظوظة" حاليا والمحظورة سابقا بأن يعيدهم إلى السجون والمعتقلات ويضيق الخناق عليهم ليعودوا ومعهم مصر إلى ما قبل الثورة، ويغتال شفيق أرواح الشهداء ودماءهم للمرة المليون بأن يطوى صفحاتهم تماما من تاريخ دولته المتوقعة.
وأيضا سيلجأ إلى حل مجلسى الشعب والشورى بدعوى سيطرة الإخوان المسلمين عليهما ومن حقه كرئيس جمهورية منتخب حل المجلسين ليحتكم الشعب إلى الصناديق البرلمانية مرة أخرى قد تكون فى صالح بقايا عائلات ونواب الوطنى المنحل، وأنه من الغالب أن يقف فى صف مبارك والده ومثله الأعلى كما زعم من قبل ليكون طوق النجاة الأخير فى محاكمة الرئيس وابنيه ورموز النظام فى حكومة طرة بأن يعفو عنهم أو تصدر أحكام مخففة ضدهم، وأيضا يضمن الخروج الآمن للمشير والمجلس العسكرى إبان تسليم السلطة.
نفس المخاوف وتتزايد كثيرا فى حالة وصول مرسى إلى الحكم، لأنه فى تلك الحالة ستحكم الجماعة البلاد وسيكون للمرشد كلمة عليا فى أغلب الأحوال وستبقى "الشريعة الإسلامية" قنبلة موقوتة بين المرشد والإسلاميين من ناحية والأقباط من ناحية أخرى حيث سيطالب الإسلاميون بتطبيقها حتما وهو ما اتفقت عليه أغلب التيارات الإسلامية أو حتى التمهيد لتطبيقها فى غضون سنوات الرئاسة الأربعة وهو ما يخلق صداما حتميا مع الأقباط الذين يحاولون بكل السبل الإبقاء على الدولة المدنية ظنا منهم لضمان حقوقهم الدينية والاجتماعية.
بنجاح مرسى تتحول الحياة السياسية فى مصر إلى نظام الحزب الوطنى المنحل الذى سيطر على الدولة بأكملها وفى تلك الحالة سيكون الرئيس والحكومة والبرلمان فى يد الإخوان المسلمين مما يعطل قطعا عمل الأجهزة الرقابية والإدارية فى الدولة لتكون جميعها فى أيديهم، وبذلك نعود ثانية إلى نظام مبارك البائد، وتظل الدولة بأكملها "تحت رحمة " الجماعة، حتى تبقى جميع الاتجاهات والقوى السياسية واحدة فى مصر متمثلة فى حزب الحرب والعدالة الذراع السياسية للجماعة.
الأخطر والأدهى هو تعامل الجماعة مع أمريكا ودول أوربا والذين يعتبرونهم بمثابة الأعداء، الوضع سيكون مختلفا تماما فى حال وصول الجماعة الإسلامية إلى الحكم وتحديد النقاط الهامة فى المساعدات العسكرية والمدنية ونوع العلاقات بين مصر وتلك الدول والاتفاقيات بكل أنواعها، حيث سيلجأون إلى بلورة وإعادة النظر فى تلك العلاقات مما يهدد بقطعها نهائيا أو تردى الأوضاع بين مصر وأوربا.
الأزمة لم تقف عند هذا الحد بل هناك من هم أكثر تشاؤما ويرون أن العلاقات بين الدول العربية وبخاصة السعودية وقطر سيختلف مسارها تماما وكذلك إيران وسيكون للجمهورية الإسلامية أحوال غير متوقعة بالمرة مع جميع الدول العربية والأجنبية.
أحمد حربى يكتب: الصراع الرئاسى فى مصر ..ومخاوف مشروعة
الإثنين، 28 مايو 2012 08:35 ص
أحمد شفيق وحمدين صباحى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبدالله
حل اللغز : تنازل شفيق لصباحى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فرفر
الخنوع
عدد الردود 0
بواسطة:
dina
no way