تعد الأكياس الخلقية فى الأطفال من أكثر العيوب الخلقية شيوعا، حيث تتراوح نسبة حدوثها إلى ١:٦٠٠ مولود، ويوضح دكتور وائل غانم استشارى جراحة تجميل الأطفال وإصلاح العيوب الخلقية بكلية الطب بجامعة عين شمس، أن أهم أسباب الأكياس الخلقية فى الأطفال هى الجينات الوراثية المنقولة للجنين من الأب أو الأم والتى تحمل الصفات الوراثية لمثل هذه العيوب، كما يعد التلوث الجنينى أثناء فترة الحمل من الأسباب الهامة الأخرى لحدوث الأكياس الخلقية.
وتختلف أنواع الأكياس الخلقية فى الأطفال باختلاف مكان حدوثها، حيث من الممكن أن تظهر فى أى منطقة سواء على سطح الجسم أو بداخله أو الاثنين معا، وتعد الأكياس الخلقية التى تظهر بالوجه والرقبة من أشهرها حدوثا، هذا بالإضافة أيضا إلى الأكياس الخلقية الداخلية والتى من الممكن أن توجد فى جدار الأحشاء الداخلية وخاصة الأمعاء والمبيض.
كما تختلف محتويات هذه الأكياس فمنها من يحتوى على دهون كتلك التى تظهر فوق الحاجب، ومنها من يحتوى على سائل زلالى كالتى تظهر فى الرقبة فوق الحنجرة، وأيضا منها من يحتوى على سائل لمفاوى نتيجة انسداد فى الأوعية اللمفاوية وغالبا ما تكون على أحد جانبى الرقبة والتى قد يصل حجمها فى بعض الأحيان لدرجة كبيرة قد تعوق التنفس أو البلع، ومن أخطر أنواع الأكياس الخلقية تلك التى تحدث فى الأحشاء الداخلية حيث من الممكن أن تتسبب فى انسداد معوى أو انسداد بولى نتيجة الضغط على أى من الأمعاء أو الكلى، ونظرا للتقدم فى تقنيات الأشعة التشخيصية فإن الإست عانة بعمل الموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسى يساعد كثيرا فى تشخيص نوع الكيس الخلقى والوصول إلى قرار مناسب للعلاج سواء أكان تدخلا جراحيا أم لا.
وتختلف طرق علاج الأنواع المختلفة من الأكياس الخلقية فمنها ما يتم استئصاله جراحيا بمجرد اكتشافه وخاصة الأكياس الداخلية حول الأمعاء أو المبيض، وقد يرى معظم جراحو الأطفال أن أكياس المبيض لا يتم استئصالها إلا إذا زاد قطرها بأشعة الموجات الصوتية عن ٤ سم وذلك خوفا من حدوث مضاعفات جانبية لها كالنزيف الداخلى أو الالتهاب، أما بالنسبة لأكياس الوجه والرقبة فيتم استئصالها عند سن ستة أشهر.
ومن أحدث طرق علاج الأكياس الليمفاوية فى الرقبة حقنها بمادة (البليومايسين) والتى تعمل على تليف الأوعية الليمفاوية المتضخمة وبالتالى ضمور الكيس الليمفاوى تدريجيا لدرجة مناسبة تسمح بسهولة إجراء الجراحة واستئصال الكيس نهائيا إذا لزم الأمر من خلال جراحة تجميلية يعاد بواسطتها شد جلد الرقبة للوضع الطبيعى، والجدير بالذكر أن عمليات استئصال الأكياس الخلقية تتم بتقنيات الجراحات التجميلية وذلك لحرص جراح الأطفال الشديد على عدم ترك آثار واضحة للعملية تؤثر سلبا على الحالة النفسية للطفل مستقبلا، كما ينصح الكثير من جراحى الأطفال كذلك بسرعة إجراء الجراحة فى السنة الأولى من حياة الطفل لما لها من فوائد كثيرة من أهمها الاستفادة من سرعة التئام الجروح فى هذه الفترة لسرعة النمو وتفادى الآثار النفسية المترتبة على دخول الطفل غرفة العمليات وإدراكه بعمل الجراحة إذا ما تمت فى سن متأخر.
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن
سؤال لو سمحت
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود محمد عبد المنععم البس
انتفاخ فظيع