د. هانى أبو الفتوح يكتب: رسالة إلى شعب المحروسة

الأحد، 27 مايو 2012 01:23 ص
د. هانى أبو الفتوح يكتب: رسالة إلى شعب المحروسة انتخابات الرئاسة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا شعب مصر الطيب الحبيب مهما حمى وطيس النتائج ومهما وافقت رغباتكم، فاقبلوها كما هى، فتلك ضريبة الديمقراطية، والشعوب المثقفة تقبل بالانتصار والانكسار فى الانتخابات فرئيس فرنسا خسر بواحد ونصف فى المائة فقط.

برهِنوا للعالم أجمع على أننا شعب مثقف متحضر وأن الحياة تستمر ولا تتوقف، وهناك انتخابات قادمة بعد أربع سنوات فلنتعلم دائمًا من التجارب والأحداث، والذى سيوليه الله علينا لابد أن نمد له يد العون فهو اختيار القدر وحصاد أصواتنا، و"كما تكونوا يولَّ عليكم"، فبعد انتهاء أروع وأجمل عرس ديمقراطى مر بنا على مدى حياتنا فى مشهد لن يتكرر كثيرًا سنظل نذكر تاريخ 23 و24 مايو 2012 بكل فخر واعتزاز وأمامنا المشهد الآن نرصد فيه الظواهر الآتية:

- الانتخابات الرئاسية قدمت شهادة للعالم أجمع بأن المجلس العسكرى رغم اختلافنا معه فى الكثير من الأمور قد قدم لمصر أنزه انتخابات مجلس شعب وأول وأنزه انتخابات رئاسة فى تاريخ مصر وفى العالم العربى بأسره، هى كلمة حق لابد أن نعترف بها جميعًا خاصة فريق "يسقط يسقط حكم العسكر".

- الإخوان المسلمون قوة وتنظيم وبناء قوى هائل مهما اختلفنا معهم ومهما أخطأوا فى أسلوب دفع الآخرين للتصويت لمرشحهم بكل الوسائل، ولولاهم ما كان لمرشحهم د. محمد مرسى أن يعتلى اليوم موقع الصدارة لانتخابات الرئاسة الحالية ويدخل انتخابات الإعادة يوم 16 يونيو القادم بكل سهولة ويسر، وهو الآن يجتمع مع أنصاره وفريق عمله لا لانتظار النتائج كالآخرين بل للتخطيط لمعركة الإعادة لأنها الأصعب والأشد والأقوى.

- حصان أبو الفتوح لا يستطيع أن يلتقط أنفاسه، ويجلس الآن يتحسر على عدم التنسيق المبكر مع حمدين صباحى لتكوين فريق رئاسى معًا، واهتم بنفسه ومسميات الاصطفاف التى لا تسمن ولا تغنى من جوع قدر اهتمامه بمصر إجمالاً بالتضحية بشهوة المنصب مقابل التعاضد مع التيار الثورى ككل للحصول معًا على مقعد المركز الثانى، وهكذا الثقة الزائدة مهلكة لمن لا يستطيع أن يرى إلا فريق عمله ولا يحسب كل مخاطر اللعبة كاملة، وبدا واثقًا كل الثقة فى أنه سيجمع من كل ألوان الطيف حتى من الدول المجاورة، وللأمانة وبمنتهى الشفافية فرق كبير جدًّا بين أن يدعمك جماعة تجيد التنظيم والعمل بكل الطرق والأساليب والفكر المنظم والهمة العالية وبين أن يدعمك جماعة لم تنتمِ لك يومًا ولم تنتمِ لها كدعم السلف لأبو الفتوح وهذا هو الفارق بين الفريقين.

- أحمد شفيق قضى على عمرو موسى قضاءً مبرما ولم يترك له أى فرصة لينجو بنفسه، ولم ينفعه المكر الدبلوماسى ولا المناظرات الفضائية ولا نداءات واستغاثة آخر لحظة، وضربات الحذاء المتتالية لشفيق ربما كان لها سر لا نعرفه، فمع توالى الضربات كان أكثر ثباتًا وقدم له عصام سلطان دعاية لا حصر لها حتى قلنا جميعًا ليته صمت.

- تخوف الكثيرون من تجربة الحكم الاشتراكى والاحتماء بتيار معين إعلامى وفنى دفعًا بحمدين صباحى أن يظل دائمًا فى موقع ومسمى المناضل السياسى ولكنه أبلى بلاءً حسنًا فاق كل توقع ووضع قدمًا لأرض صلبة يقف عليها وعليه أن يبحث عن أسباب وعوامل أخرى للنجاح إن أراد أن يطور نفسه ويواصل مسيرته فى أى انتخابات قادمة.

- الدكتور سليم العوا لم يحسب حساباته جيدًا وتوقيت إعلانه الترشح أضره أكثر ما أفاده وكان يجب عليه أن يستقرئ الأحداث جيدًا بمجرد نزول مرشح للإخوان وتخلى باقى الكتل الإسلامية عنه، فالاعتماد على صفوة المثقفين فقط لا يمكن أن تصل به لنسبة مئوية أكثر من أصابع يده.

- خالد على سيظل على نفس درب حمدين صباحى إذا ظل يحمل نفس الخطاب السياسى، ولكن ربما يعتبر نفسه قد نجح فى أن يعرفه الناس وكفى، وربما سيعيش فى هذا الدور كثيرًا.

- الأستاذ حسام خيرالله والأستاذ محمود جلال لا أعلم حتى الآن دوافع دخولهما الانتخابات ولكنها تجربة تليفزيونية جيدة أرجو أن يكونا قد استمتعا بها.

- الشعب المصرى نجح بامتياز فى أن يبرهن للعالم أجمع على أنه من الممكن جدًّا أن يكون شعبًا متحضرًا ومثقفًا وواعيًا فانتخابات رئاسية بهذا الحجم وتلك الأجواء ولا يوجد أى حادث عنف أو إجرام واحد شهادة للعالم أجمع على أننا من الممكن جدًّا أن نصنع مستقبلاً أفضل لو أردنا فعند الامتحانات الكبرى تظهر معادن الشعوب الأصيلة.

- آمل أن تندمل جراح المعركة الأولى من المرشحين جميعًا ومن انتخبوهم لنضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار وندعو الله معًا أن يوفق من ولاه علينا ليتقى الله فينا لا أن يأخذه غرور السلطة وتنسيه الأيام ما كان يقوله قبل الانتخابات، أدعو الله أن يهديه لما فيه خير البلاد والعباد وأن نعينه جميعًا على نفسه ومصيبة الحكم وتبعاته ليقود السفينة إلى بر الأمان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة