بغض النظر عن أى نتائج، فمن الآن ينبغى القول بكل ثقة أن ما أنجزه حمدين صباحى منفردا _فى الغالب_ وما منحه الله له من سمات خاصة من لباقة ولياقة وحصافة وقبول شخصى وحضور طاغ عند الناس بمن فيهم المختلفين معه أيدوليوجيا، لعب الدور الأكبر فى تلك الحالة المتميزة التى صنعها صباحى فى الشارع المصرى بل وانتقلت منه إلى الشارع العربى الذى يتابع بشغف بالغ ما يجرى فى مصر الآن... وقبل عام تقريبا وفى مناقشة مع الدكتور عزازى على عزازى_ قبل أن يعين محافظ للشرقية _ قلت له إن الاعتماد على خطاب وطنى عام لن يجدى... صدقنى يا دكتور الخطاب الناصرى هو الأكثر جاذبية عند الناس.. فرد بالحرف الواحد: (زيارة حمدين للصعيد والتى بدأت بمنفلوط بأسيوط أكدت ذلك بالفعل.. فالمدخل الأساسى فيما يبدو لقلوب وعقول الصعايدة تحديدا هو اسم جمال عبد الناصر ثم أضاف: وأؤكد لك.. أن ذلك ما سيحدث فى الفترة القادمة)!
ظل خطاب صباحى محاولة لطرح خطاب شامل جامع وربما كان مقصودا أن يمر بعدة مراحل إلا أن الدفع بمرشحين من التيار الإسلامى حسم الأمر فى ضرورة التمايز السياسى وعجل بالطرح الناصرى المباشر فى خطاب "المرشح الناصرى" الصلب الذى ساهم أيضا فى التفاف لم يسبق له مثيل من كافة الشخصيات الناصرية.. اعتبارية وطبيعية.. جعل الكثيرون يبدون الندم على تأخر هذا الالتفاف إلى الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية والذى يؤكد تغير النتائج فى حال التبكير بالوحدة والتنظيم حتى مع بقاء الإمكانيات المادية _ الضعيفة _ على حالها...
على كل حال..._وكما قلنا _ بغض النظر عن أى نتائج... أكد النجاح الكبير لحملة صباحى واحتسابه رقما مهما فى الانتخابات الرئاسية _رغم قلة ما توفر له من إمكانيات وشروط ترشح قياسا إلى غيره _.. إن الخطاب الناصرى الذى لا يوظف الدين ولا يلعب باحتياجات البسطاء لا زال هو الأكثر جاذبية عند المصريين.. وإن الناصريين بقليل من الانضباط الحركى والتنظيمى قادرون أن يكونوا القوى السياسية الأكثر تأثيرا فى القادم من الأيام... وأنه ينبغى استثمار ذلك فورا وعقب الانتخابات مباشرة.. حتى لو كان صباحى فى القصر الرئاسى..!!