تابعت لجنة الرصد والتقييم للأداء الإعلامى للانتخابات الرئاسية فى تقريرها الثانى ملاحظاتها ومنها: تحيز بعض الضيوف من قادة الرأى فى الفضائيات، حيث اتسم أداء بعض الضيوف فى العديد من البرامج بالتحيز وتوجيه الدعاية المضادة أو مساندة أحد المرشحين، دون أى تدخل من المذيع أو مقدم البرنامج، وهو الأمر الذى قد يتسبب فى التأثير السلبى أو الإيجابى على اتجاهات التصويت لدى الناخبين وذلك بمعارضة أو مساندة هذا المرشح لانتخابات الرئاسة ومن الأمثلة الواضحة لتحيز قادة الرأى من الضيوف، ففى برنامج 90 دقيقة قناة المحور قال الدكتور صفوت حجازى "إن الفريق أحمد شفيق لا يمكن أن ينجح بانتخابات نزيهة أو حرة، وأن الله لا يرضى لظالم أو فاسق أن يكون رئيساً لمصر".
واستضاف برنامج "آخر كلام" ONTV ثلاثة من كبار مؤيدى حملات ثلاثة من المرشحين خالد يوسف "حمدين صباحى"، "بلال فضل "أبو الفتوح"، "محمد سلماوى"، "عمرو موسى" وتحول الحوار بين الثلاثة إلى معركة انتخابية بين الثلاثة مؤيدين للمرشحين الثلاثة، تم خلالها اختراق جميع المعايير والضوابط الخاصة.
وفى يوم الجمعة 18 مايو فى برنامج "دور يا كلام" على قناة ontv live استضاف البرنامج كل من كمال الهلباوى مؤيد المرشح عبد المنعم أبو الفتوح وأسامة الغزالى حرب المؤيد لعمرو موسى، وقد عرض كل منهما وجهة نظره فى تأييده للمرشح الرئاسى، حيث أشار الهلباوى إلى أن أبو الفتوح ثورى من يومه وله تاريخ نضالى وثار على الظلم والفساد وهو ينتمى لفكر إسلامى ثورى يفوق فكر ... "يقصد مرشح الإخوان المسلسمين محمد مرسى"، أما أسامة الغزالى حرب فأكد أن عمرو موسى رجل دولة وله كفاءات ومميزات تفوق جميع المرشحين، وحول سؤال للمذيعة إسراء عبد الفتاح يؤكد أسامة الغزالى حرب، أنه يتخوف من أحمد شفيق لأن الناس قد تثور مرة أخرى وهو الأمر الذى قد يمثل توجيه الدعاية المضادة للمرشحين المنافسين أكثر مما يؤكد تأييد المرشح الذى تؤيده كل شخصية من الضيفين فى البرنامج.. مما يوضح حجم التحيز منهما، ومحاولة التأثير على اتجاهات التصويت لدى الناخبين بالدعاية الانتخابية وأصدر الثلاثة مؤيدين أحكاماً نهائية متحيزة بفوز كل مرشح يؤيده بمقعد الرئاسة، مما يعد شكلاً من أشكال التوجيه والتأثير لأصوات الناخبين يؤثر على المشاهدين فى اختياراتهم المستقبلية لمرشح الرئاسة.
وفى قناة الحافظ يوم الجمعة 18 مايو برنامج فى الميزان تقديم محمد عمارة، أكد ضيوف البرنامج أنه لا يخاف من مرشحى الإسلام إلا اللصوص والمفسدين وأن المنافقين هم من يدعمون أحمد شفيق وعمرو موسى خوفاً على مناصبهم وأموالهم وثرواتهم التى نهبوها من الناس وأن فضائيات العرى والخلاعة هى التى تؤيد عمرو موسى وأحمد شفيق، وحول ما تعرض له المرشح أحمد شفيق فى أسوان من اعتداء من بعض المواطنين بالحذاء أيد أحد الضيوف هذا الفعل مؤكداً أن "من سرق ونهب يستحق أن يضرب بالجزم من الشعب".
أما فى برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور تقديم عمرو الليثى استضاف البرنامج كلاً من المخرج خالد يوسف وأمين إسكندر عضو مجلس الشعب، وهما من المؤيدين المعروفين بحبهم وصداقتهم للمرشح حمدين صباحى، رغم أن العنوان الخاص بالفقرة هو "رؤية المثقفين للرئيس الجديد وموقفهم منه" ورغم ذلك تم التحيز فى اختيار هذين الضيفين وبالتالى جاء مضمون ومحتوى الحوار مؤيداً بشدة للمرشح حمدين صباحى، وأكد إسكندر أن أبو الفتوح وشفيق وموسى رفضوا مناظرة صباحى نظرًا لجماهيريته، وأكد خالد يوسف أن الإعادة بين صباحى ومرشح إسلامى، وتضمنت الفقرة الإعلان الخاص بالمرشح حمدين صباحى واستضاف عمرو الليثى المرشح حمدين صباحى وأعرب عن تقديره له بسبب مواقفه وآرائه المحترمة سواء قبل أو بعد الثــورة.
أما عن رصد بعض الأخطاء المهنية للمذيعين ومقدمى البرامج فمن خلال متابعة اللجنة للتغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية رصدت اللجنة العديد من الأخطاء المهنية للمذيعين ومقدمى البرامج التى تبرز افتقار البعض لدوره ورسالته كقائد رأى وعدم تقديره لعمومية التقديم والجماهيرية لرسالته التى قد تؤثر على سلوك واتجاهات الجماهير.
حيث قام المذيع يسرى فودة بسرد مجموعة من الأسماء والشخصيات الفنية والإعلامية والفكرية والأدبية والرياضية المشهورة والتأكيد أنها تؤيد مرشح معين للرئاسة، وهو الأمر الذى يبرز أن المذيع إما أنه يتعمد إبراز تأييد هذه الشخصيات المشهورة للتأثير على اتجاهات التصويت لدى الناخبين أو أنه لا يدرك مدى تأثير الاستشهاد بهذه الشخصيات على تدعيم مرشح محدد دون غيره، وفضلاً عن ذلك فقد تبين أن بعض هذه الشخصيات لم يعلن صراحة وبوضوح تأييده لمرشح محدد، وهو الأمر الذى يمثل أحد الأخطاء المهنية دون أدلة وشواهد تؤكد هذه المعلومات فضلاً عن تأثيرها على الناخبين فى مواقفهم نحو مرشحى الرئاسة المختلفين.
وفى قناة النيل للأخبار برنامج "المشهد" قام المذيع أيمن السيد بإدارة الحوار بطريقة تفتقر إلى المهنية، حيث كان يطرح السؤال على الضيف متضمناً الإجابة وقبل أن يستكمل الضيف الإجابة يقاطعه منتقلاً للضيف الآخر مما يتجاوز كل مبادئ إدارة الحوار مع الضيوف والغريب هو تعليق المذيع حول طرح أحد الضيوف لموضوع تزييف إرادة الناخبين بتوزيع الزيت والسكر والمواد التموينية على الناخبين ويرد المذيع "مش يمكن الناخب محتاج لزجاجة الزيت والحاجات دى".
وهو الأمر الذى يؤكد أن المذيع لا يعى أن مثل هذه التعليقات ممكن أن يستشهد بها الناخب ويعتبرها مبرراً لقبول الرشوة وشراء صوته، خاصة أنها جاءت من مذيع فى قناة رسمية يفترض أن لديه قدر كبير من المسئولية والمهنية والوعى السياسى والإدراك برسالته الإعلامية التى تشكل وعى وثقافة الناخبين وخاصة البسطاء منهم.
ولا شك أن مجمل الأداء الخاص بتوفيق عكاشة فى برنامج "مصر اليوم" وحديثه المطول لساعات عديدة عن العديد من المرشحين ومحاولة تدعيم مرشح ووصف المرشحين الآخرين بأوصاف معيبة وإسناد وقائع غير دقيقة لهم، فضلاً عن استضافته فقط للمرشح أحمد شفيق فى يوم الاثنين الموافق 21 مايو دون غيره من المرشحين يمثل خروجاً على قواعد المهنية.
كما توجهت اللجنة بالشكر لقناة النهار لقيامها بالتغطية متميزة للصم والبكم وحرصها على متابعة تلك الفئة للحدث وهو الأمر الذى سارت عليه بعض القنوات الفضائية فيما بعد.
وشفيق أكثر من تعرض للاتهامات بسبب "زلة لسان"..
"تقييم الأداء الإعلامى": نشكر قناة النهار على تغطيتها للصم والبكم
الأحد، 27 مايو 2012 02:47 م
جانب من المؤتمر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة